تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا كان الوقوف على حرف علة ساكن في آخر الإسم ينطق به ولا يحذف. نقول (النّحوْ - الجريْ) أمّا إذا كان الوقوف على حرف علة ساكن في آخر فعل فيحذف ولا ينطق به، فنقول: هو يجر (بالكسرة القصيرة) ولا نقول: هو يجري (بالكسرة الطويلة) كما لا نقول: هو يجريْ بنطق الياء ساكنة.

لماذا نقول (هو يجر بالكسرة القصيرة) ولا نقول (هو يجري بالكسرة الطويلة)؟

لأنّ الوقوف على السكون يجعل (هو يجري) (هو يجريْ) ولكن الياء الساكنة حرف علة ساكن في آخر فعل فيحذف ونقول (هو يجرِ) دون مد.

هذا واقع الأمر، تفرقة واضحة بين الفعل والإسم عند معالجة حرف العلة السّاكن.

في كلامنا يحصل وبصفة طبيعيّة حذف حرف العلة السّاكن إذا كان في آخر الفعل وهذه هي القاعدة المكتشفة: يحذف حرف العلة الساكن إذا جاء في آخر الفعل.

حضور الألف بعد واو الجماعة هو لحماية الواو ومنع حذفها وهذا الحضور يؤكد قاعدة حذف حرف العلة من آخر الفعل إذا جاء عليه سكون.

حضور الألف مرتبط بالواو كحرف علة ولا كواو جماعة فهو يحمي الواو ويحول دون حذفها فهي في آخر الفعل حيث وجب حذفها إذا كانت ساكنة.

بخلاف الفعل، لا يحذف حرف العلة السّاكن من آخر الإسم لذا لا حاجة لحمايته (معلمو بلدي).

إثبات حذف حرف العلة السّاكن من آخر الفعل هو إثبات لدور الألف في منع حذف واو الجماعة لأنها ستكون من دون الألف ساكنة فتحذف: مثال فعل سعى

هو سعَى

هم + سعَى + وا = هم سعَوا: قاعدة الرجوع إلى الميزان الصّرفي

هم سعَى وا = هم سعَوا: قاعدة حذف حرف المدّ

هم سعَوا = هم سعَوْا: قاعدة العين المفتوحة

لنعيد الآن كتابة هذه المراحل في غياب الألف (الفارقة): (هم فعلو)

هو سعَى

هم + سعَى + و = هم سعَو: قاعدة الرجوع إلى الميزان الصّرفي المفترض بدون الألف

هم سعَى و = هم سعَو: قاعدة حذف حرف المدّ

هم سعَو = هم سعَوْ: قاعدة العين المفتوحة

هم سعَوْ = هم سعَ: القاعدة المكتشفة

إذن في غياب الألف (الحامية لحرف العلة) تختفي الواو لإنها ساكنة في آخر فعل (هم سَعَوْ) وتتحوّل الحالة إلى (هم سعَ) وهي صيغة غريبة تتناقض مع صيغة الميزان الصّرفي المفترض (هم فعلو) ولا يمكن تبريرها في اللغة العربية.

القاعدة المكتشفة توجب حذف حرف العلّة آخر الفعل إذا كان عليه سكون، وحتّى لا تحذف الواو في (هم سعَوْ) كان:

ألا تكون الواو آخر الفعل بإضافة ألف تحميها بتغيير رتبتها أو

ألا تكون ساكنة وهذا ممكن إذا تغيّرت حركة العين من الفتحة (هم سعَو) إلى الضمة (هم سعُو

ولكن تغيير الفتحة ينقض قاعدة العين المفتوحة: (لا تتغيّر عين الفعل المفتوحة لتغيّر الضمائر).

الآن ثبت أنّ الألف بعد واو الجماعة لها دور أساسي في بناء اللغة العربيّة فهي تحمي واو الجماعة وتمنع حذفها في آخر الفعل.

وجود الألف يغير مرتبة الواو حرف العلة الساكن في آخر الفعل فيمنع حذفه مع أن ذلك يسمح باستنتاج أنّ الواو هي واو الجماعة. لا يقتصر دورها على التنبيه إلى واو الجماعة وإنْ سمحت بذلك بحكم وجودها بعد الواو فإذا كان وجودها يعني أنّ الواو لا يمكن حذفها عند الجزم فذلك يعني أنّ الواو واو جماعة وليست حرفا أصليّا في الفعل النّاقص.

ـ[فرحات]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 12:44 ص]ـ

لماذا تحذف الألف (الفارقة) عند اتصال الفعل بضمير فنكتب (لم يدعوه) ولا نكتب (لم يدعواه)؟

إذا اتصل الفعل بضمير فلا خوف على الواو من الحذف فقد تغير موقعها ولم تعد في آخر الفعل فلن تطبق عليها القاعدة المكتشفة.

ـ[فرحات]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 12:46 ص]ـ

بفضل القاعدة المكتشفة يمكن الإجابة عن السّؤال التالي:

لماذا يجزم الفعل الناقص بحذف آخره؟

يجزم الفعل النّاقص بحذف آخره لثلاثة أسباب:

1 - لأنّ آخره حرف علة (واو أو ياء)

2 - لأنّ الجزم يكون بتغيير حركة الفعل إلى سكون

3 - لأنّ حرف العلة الساكن يختفي إذا كان في آخر الفعل

الآن وبفضل هذه القاعدة يمكن شرح العلاقة بين جزم الفعل الناقص وحذف حرف العلّة.

رجا

يرجُو: قاعدة صياغة المضارع

لم+ يرجُو = لم يرجُوْ: قاعدة صياغة المضارع المجزوم

لم يرجُوْ = لم يرجُ: القاعدة المكتشفة

القاعدة المكتشفة: يحذف حرف العلة إذا كان آخر الفعل و عليه سكون

أخوكم فرحات الصيفي من تونس

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 01:22 ص]ـ

مع احترامي الشديد لأخي فرحات من تونس والشكر لمحاولته فإني أتوقف في مسألتين مهمتين

الأولى أن حرف العلة لا يحذف وقفًا من الفعل المرفوع: هو يجري، وليس يوقف على حركة في العربية الفصيحة.

الآخرة أن الألف الفارقة لها تحقق خطي لا لفظي ولذلك لا يمكن عدها حامية لشيء والأصل في اللغة اللفظ فهي فارقة مثل واو (عمرو) وألف (مائة) لا أكثر ولا أقل.

ـ[فرحات]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 02:53 ص]ـ

الغريب أن الفعل المضارع المعتل الآخر ورد في حالة الجزم دون حذف حرف العلة ويبدو وكأن حرف العلة لم يحذف لعدم وجوده في آخر الكلمة (ألم يأتيك)

ألم يأتيك والأنباء تنمي -- بما لاقت لبون بني زياد

أولعدم وجوده في آخر الكلام أي عند الوقف

هجوت زبان ثم جئت معتذرا--من هجو زبان لم تهجو ولم تدَعِ

(شرح قطر الندى)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير