ـ[أبو الفصحاء]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 10:40 م]ـ
قال الحريري في درة الغواص:
على أن أول إذا أعرب لا يصرف لأنه على وزن أفعل وهو صفة ولهذا قالوا كان ذلك عاما أول وما رأيته مذ أول من أمس ولم يسمع من صرفه إلا في قولهم ما تركت له أولا ولا آخرا فجعلوه في هذا الكلام اسم جنس وأخرجوه عن حكم الصفة وأجروا هذا الكلام بمعنى ما تركت له قديما ولا حديثا
والله العالم
أستاذ أبا عبد القيوم، هنا الشاهد من إيراد الأخ أبي علي الفارسي لكلام الحريري.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 05:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا الفصحاء.
كلام الحريري هنا يؤيد ما قلته من أن (أول) لا يصرف إذا كان وصفا أو روعي فيه الوصف، ويصرف إذا بعد عن الوصفية.
أما قوله: لم يسمع من صرفه إلا في قولهم ما تركت له أولا ولا آخرا، فإن أريد به التمثيل كان صحيحا، وإن أراد الحصر فغير صحيح، فقد كثرت شواهد صرفه في الشعر والنثر في الجاهلية والإسلام. لذا قلت أن البناء في بيت معن ليس متحتما، فقد جاء معربا مصروفا في شواهد كثيرة؛ وهاك بعضا من هذه الشواهد، وكلها ممن يحتج بلغتهم من عصور الاستشهاد:
ويا ليتني فيكم أعادي عدوكم ... فيسقيني كأس المنية أولا
و: أراك إذا ناوأت خصما سبقته ... إلى الأرض واستسلمت للموت أولا
و: لقد علم الأقوام أن قد قدرتم ... ولم تبدءوهم بالمظالم أولا
و: وللجار يوما إن دعا لمضيفة ... دعا مستغيثا أولا بالجوائح
و: فلما رأى ألا يحاولن غيره ... أراد ليلقاهن بالشر أولا
و: وقادوا جيوشا أولا بعد أولٍ ... أقر لها عادٍ بكثر أداة
و: وما ذاك إلا أننا جعلت لنا ... أكابرنا في أول الخير أولا
و: رأى الأمر يفضي إلى آخر ... فصير آخره أولا
و: أبو جعدة الذئب الخبيث طعامه ... وعوف بن كعب أكرم الناس أولا
و: أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا ... وكنت صنيا بين صدين مجهلا
و: إذا ما عددنا الأكرمين أولي النهى ... وما قدموا من صالح كنت أولا
فهذه الشواهد وغيرها كثير تدل على أن كلمة أول حال الإعراب ثصرف بل يرجح صرفها إن ضعف معنى الصفة فيها. أما حال ظهور معنى الصفة لتعين الموصوف ذكرا أو تقديرا فتمنع من الصرف.
والله أعلم