تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 11:02 ص]ـ

أما أنا فلا أرى والله أعلم أن في البيت سبا للدهر

بل على العكس نسب الشاعر إليه إرادة وجعلها نافذة رغم صحة عزمه وقوة إرادته

أخي أبا سهيل القول إن للدهر إرادة هذه أيضاً لا يصح.

و الشاعر سب الدهر لا شك في ذلك حيث جعله سبب فشله.فقال لا تلم كفي ... ، و حينما ننسب فشلنا إلى شيء فهو سب له.

قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا: " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال.

نعود إلى الأبيات:

أشكركم جميعاً.

لا تلُم كفّي إذا السّيف نَبَا ..... صحّ منّي العَزم والدَّهر أبَى

يعبر الشعراء عن صدق العزيمة بمضاء السيف، و الشاعر هنا نبا سيفه (أرتد و لم يقطع) و هذه الصورة تدل على ضعف العزيمة، فاعتذر عن هذه النبوة و نسبها إلى الدهر، و برأ كفه منها و أبعد عنها اللوم، و عبر بالكف لأنها الجزء الممسك بالسيف و أي عيب فيها يعني ضعف في الضرب به.

و كان الأولى بالشاعر أن يجعل سبب النبوة هو إرادة الله و اختياره ما هو أفضل له (عسى أن تكرهوا شيئاَ و هو خير لكم).

... إلى عودة

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 02:52 م]ـ

ونبو السيف عيب عند العرب وبه هجا جرير الفرزدق.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 03:39 م]ـ

أخي أبا سهيل القول إن للدهر إرادة هذه أيضاً لا يصح.

و الشاعر سب الدهر لا شك في ذلك حيث جعله سبب فشله.فقال لا تلم كفي ... ، و حينما ننسب فشلنا إلى شيء فهو سب له.

حياك الله أخي الكريم

ما الدهر؟

لو قلنا إن الدهر اسم من أسماء الله كما ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم وأظنه قولا مرجوحا فنسبة الإرادة والإباء له ثابتة بالقرآن والسنة

أما لو قلنا إن الدهر هو الأيام والليالي فنسبة الأفعال له من باب المجاز نسبة الفعل إلى ظرفه

ألم يقل الشافعي

دع الأيام تفعل ما تشاء

فالأيام لا تفعل شيئا بذاتها وإنما الفاعل في الحقيقة هو الله لهذا وجب التأدب في نسبة الأفعال إلى الدهر وفرق كبير بين قولهم خيبة الدهر وبين قولنا أبى الدهر أو صنع الدهر فالأول سب واضح

و الشاعر سب الدهر لا شك في ذلك حيث جعله سبب فشله.فقال لا تلم كفي ... ، و حينما ننسب فشلنا إلى شيء فهو سب له

الشاعر لم يقل إنه فشل وسبب هذا الفشل هو الدهر

وما أفهمه من البيت أن الشاعر صنع ما عليه فأمسك السيف بكفيه وصح منه العزم فما ذنبه إن نبا السيف فثمة إرادة فوق إرادته.

ونبو السيف عيب عند العرب وبه هجا جرير الفرزدق.

نبو السيف عيب لأنه يدل على ضعف حامله

وهذا ما نفاه الشاعر عن نفسه فقد أمسكه بكفه وصحت عزيمته فلا وجه للومه أو عيبه

أنا أرى الأبيات بعيدة عن سب الدهر لكنها تدخل في الاحتجاج بالقدر

وفرق بين بين الاحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي والاحتجاج به على المصائب

فالأول ممنوع والآخر جائز

وهذا مبسوط في شرح قوله:=احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.

فشاعرنا صنع ما عليه (ولم يفشل:)) ومع ذلك نبا منه السيف فكيف يصح منا اللوم.

ودمتم بخير

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 03:50 م]ـ

الأخ العزيز أبا سهيل

جمال التقسيم

الشطر الأول للمحسوسات: كف سيف

والشطر الثاني للمجرداتك عزم دهر.

ثم اختار لكل محسوس مجردا فجعل مع الكف العزم ومع السيف الدهر

تقسيم ألفاظ البيت إلى محسوسه و معنوية يدل على أن لكم نظرة دقيقة، فكأنه يقول لاتلم اليد بسبب عيب في السيف، و لا تلم العزيمة لأن الله لم يقد لها ما عزمة عليه، فالكف و العزم هما الملامان و السيف و الدهر هما سبب الإخفاق. (أليس كذلك؟)

لا تلم من المخاطب؟

إلى لائمه

ماذا لو قال لا تسل أيهما أبلغ؟

لا تلم، الاستفهام في نظري يضعف المعنى.

ماذا لو قلبنا البيت هكذا

لا تلم عزمي إذا الدهر أبى ... صح مني الكف والسيف نبا

ما مدى تأثر المعنى؟

يصبح الشطر الثاني نشازاً على المعنى الظاهر (إذا غضبتَ، أسحب كلامي)

تأمل معي: لا تلم عزمي إذا الدهر أبى (أنا عندي عزيمة لكن لم أوفق) مع اعتراضي الشديد على التعبير.

ثم يقول في الشطر الثاني: صح مني الكف (الترك) و السيف نبا (ارتد)

لا تلُم كفّي إذا السّيف نَبَا ..... صحّ منّي العَزم والدَّهر أبَى

تشبيه العزيمة بالسيف من الصور المتداولة بين الشعراء و هي من الصور الجميلة.

أما فكرة البيت فهي مما ابتلي به كثير من الناس (بمن فيهم محدثكم) و هي أسقاط فشله على أسباب هنا و هناك و عدم الاعتراف بالتقصير أو الخطأ الشخصي، فالشاعر يقول لا تلمني فأنا لم أقصر و قمت بالواجب علي لكن هناك أسباب أخرى خارجة عن إرادتي تتعلق بالقدر، بينما كان السلف رضوان الله عليهم يراجعون أنفسهم و يحاسبونها ليقفوا على مكمن الخلل.

إن الطيور لتموت في أعشاشها بسبب ذنوب ابن آدم.

و دمتم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير