- هذا العدد مهم جدا مقارنة بعدد القاصات في المغرب العربي إذ إنه يمثل نصف عدد قاصات المغرب العربي تقريبا. ويجعل قاصات المغرب في المرتبة الأولى قبل تونس (لم تتجاوز الأربعين قاصة) والجزائر (التي لم تتجاوز الثلاثين قاصة) فليبيا (التي لم تتجاوز العشرين قاصة).
2 - أعمارهن: باستثناء خناثة بنونة ورفيقة الطبيعة وليلى أبو زيد فإن الأسماء الأخرى من جيل سنوات الستين وسنوات السبعين. ومعنى هذا أن بنية القصة النسائية بنية نابتة.
3 - الإخلاص والتوزع في الجنس واللغة:
سجل الإحصاء إخلاص أسماء كثيرة لجنس القصة القصيرة دون غيره، ونذكر في هذا الباب:
رفيقة الطبيعة – ربيعة ريحان – لطيفة باقا – لطيفة لبصير – مليكة نجيب - رجاء الطالبي - بديعة بنمراح – فاطمة بوزيان – نزهة بنسليمان –سعاد رغاي – نجاة سرار
4 - كما أخلصت أسماء كثيرة للغة واحدة.
توزعت أسماء كثيرة أيضا عبر الكتابة في أجناس إبداعية أخرى:
*بين القصة والرواية: خناثة بنونة –- زهور كرام –الزهرة رميج - ليلى أبو زيد - مليكة مستظرف
*بين القصة والشعر: أم سلمى – زهرة زيراوي - حبيبة عثماني - حسنة عدي – فتيحة أعرور - لطيفة باقا – مالكة عسال – مليكة صراري.
5 - سجلت سير القاصات بعض الظواهر نذكر منها:
- كشفت القاصات عن أسمائهن دون خفية أو تقية أو تستر على العكس من بعض شواعر المغرب (أم سلمى-أم سناء – أم الفضل). ونستثني من ذلك زينب فهمي التي كانت توقع مجموعاتها برفيقة الطبيعة.
- انقطاع بعضهن عن الكتابة ونموذجنا في ذلك رفيقة الطبيعة التي لم يعد لها ظهور يذكر منذ آخر مجموعة لها عام 1979.
- الصمت النهائي لبعضهن ونموذجنا في ذلك رحيل الكاتبة مليكة مستظرف.
- أما عن توزيعهن الجغرافي فهن يتمركزن في المدن الكبيرة ويمثلن محورا متقاربا يمتد من فاس -تطوان -طنجة – ليمر عبر الخميسات -سلا - الرباط -البيضاء –ليصل إلى سطات - الجديدة -آسفي ومراكش. ويستثنى من ذلك ستة أسماء هي بديعة بنمراح وفاطمة بوزيان ومجيدة بنكيران وزينب سعيد ومليكة نجيب وصالحة سعد الممثلات الوحيدات لمدنهن وجدة والناظور وتازة وامريرت وأرفود وهوارة.
- تمثيليتهن في اتحاد كتاب المغرب محتشمة.فأربع عشرة اسما فقط من الأسماء المذكورة هن أعضاء في اتحاد كتاب المغرب: حنان درقاوي - خناثة بنونة – رجاء الطالبي - رفيقة الطبيعة – ربيعة ريحان – الزهرة رميج - زهرة زيراوي - زهور كرام- ليلى الشافعي – لطيفة باقا – لطيفة لبصير – مجيدة بنكيران - مليكة نجيب - وفاء مليح.
- لم تجرأ أية واحدة منهن على الدخول في تجربة العمل المشترك لا مع جنسها ولا مع الجنس الآخر اقتداء بالأعمال الذكورية المشتركة التي جاوزت الخمس مجموعات.
- ينتمي أغلبهن إلى حقل التعليم أو الصحافة أو الطب.
- تجربة طرية لم تتعد العقد الرابع ولم يشتد عودها، وكذا عدم نضج التجربة يتمظهر في ما يلي:
• ولعل هذه الطراوة تعود إلى عوامل أساسية منها:
- تأخر تمدرس المرأة في المغرب إلى عقود متأخرة (سنوات الستين).
- تأخر افتتاح الجامعة المغربية في الجهات المغربية إلى سنوات متأخرة. فكانت أسماء بعض الكاتبات من خريجات هذه الجامعة وثمرتها.
- "انعزال بعض الجهات إبان سنوات السبعين عن الجهات المغربية الأخرى بسبب التقسيم الإداري الذي أعطى الأولوية لتنمية الأقاليم الغربية في تهميش شبه كلي للأقاليم الشرقية والجنوبية والشمالية مما أدى إلى توسيع الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية بين الجهات وهو ما يفسر ندرة الكاتبات في الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية.
- عدم تهيئ بعض جهات المغرب للتقدم الحضاري الحاصل في مغرب سنوات السبعين المحكوم بسلطة الأعراف والتقاليد، وتخوف قاطنيها من فكرة (المجتمع المدني) التي كانت تعني عند كثيرهم التخلي المطلق عن التراث والأصول بما في ذلك الدين والأخلاق وهو ما نتج عنه تمسك متأخر ببعض المظاهر الاجتماعية والحضارية إلى سنوات قريبة تمتد في بعضها إلى الفترة الراهنة.
¥