تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السرى: ماذا صارت تقول يا سليمان.

الحارس: تعالوا اسمعوها بآذانكم.

تحفة: يا من رأى وحشتي فآنسني بالقرب من وصله فانعشني

يا ساكناً مهجتي ومن عجب تضيق عنه الدنى ويسكنني

السرى: الله. الله. اسمع يا جنيد.

الجنيد: هذا يا خالي إعجاز.

تحفة: إن تقصنى عنه غفلتي فلقد حسبي من الكون من شغفت به

وكنت في غفلة فنبهني عاد بإحسانه يقربني

وصحبه مؤنسا ويصحبني وكنت في رقدة فأيقظني

الجميع: الله. الله. الله. الله.

السرى: خبرينا يا تحفة ماذا نقلت من حال إلى حال؟

تحفة: خاطبني الحق في جناني

قريني منه بعد بعد

أجبت لما دعيت طوعا

وخفت لما جننت فيه

فكان وعظي على لساني

وخصني منه واصطفاني

ملبيا للذي دعاني

ما يوقع الحب بالأماني

الجميع: الله. الله.

السرى: هلم الآن يا عبد الله المزين. هأنذا قد أحضرت لك الأربعين ألف درهم فبعني تحفة.

عبد الله: يا سيدي الشيخ لو أعطيتني الدنيا كلها ما قبلت. هذه صديقة.

السرى: ويلك ماذا تريد أن تصنع بها.

عبد الله: قد أعتقها فهي حرة لوجه الله.

السرى: بوركت يا عبد الله المزين.

عبد الله: وأعتقت معها سائر عبيدي وأمائي.

السرى: طوبى لك يا عبد الله المزين. ويحك ماذا يبكيك يا عبد الله؟

عبد الله: الفرح يا سيدي الشيخ إذ عشت حتى سمعت المعارف بالله السرى السقطي يقول لي: بوركت يا عبد الله المزين. طوبى لك يا عبد الله المزين.

السرى: وأنت يا أحمد بن المثنى ماذا يبكيك أنت كذلك؟

أحمد: ما رضيني مولاي الحق لما ندبني إليه ولا وجدت لمعالي قبولاً بين يديه.

السرى: خفض عليك يا أحمد فقد تقبل الله نيتك فكأنما تقبل عملك.

أحمد: إذن فإني أشهدك يا سيدي الشيخ إني قد خرجت عن مالي هذا فهو صدقة لوجه الله البديع ولجلالة الرفيع.

السرى: ألا تستبقى منه شيئاً لنفسك يا أحمد؟

أحمد: كلا يا سيدي بل سأخرج عن كل ما بقى لي بعد من مال وأتوب على يديك وأزهد في الدنيا وأكون من مريديك.

عبد الله: وأنا يا سيدي الشيخ ما بقى لي في الدنيا من أرب فاجعلني من مريديك على ما في من جوع.

السرى: أنت يا عبد الله من المقبولين.

عبد الله: الحمد لله.

أحمد: وأنا يا سيدي الشيخ؟

السرى: أنت أمرك في يد تحفة إن شاءت قبلتك وإن شاءت ردتك.

أحمد: كلا يا سيدي الشيخ قد تجردت من كل حب إلا حب الله وحده.

السرى: أنت الآن إذن يا أحمد بن المثنى من المقبولين.

أحمد: الحمد لله.

تحفة: يا سيدي الشيخ هو الآن عندي أيضاً مقبول إن شاء.

السرى: أتحنين ما تقولين يا تحفة؟

تحفة: نعم يا سيدي الشيخ مادام قلبه وقفاً على حب الله فلن يشغلني عن حب الله.

بيته سوف ii يغتدى

نجد الستر ii والسكينة

لن يرى في عبدة

بل كلانا من ii سيد

ونصلى له ii معا

مسكنا لي ii ومسجدا

فيه ii والموردا

أو أرى فيه ii سيدا

واحد نرتجي ii الندى

في سنها الحق والهدى

السرى: طوبى لك يا أحمد مرتين.

أحمد: كن هذا بفضلك يا سيدي الشيخ وبركتك.

السرى: بل بفضل تحفة وبركة تحفة.

(ستار)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير