تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مونان: ((إن متعة الشعر هي متعة الحرية، فالشعر يحرر الإنسان من سلاسل الذهن والعادة والارتباط باللغة اليومية، وهو يفك عن عالم الخيال قيوده، ومعه ومن خلاله يصبح كل شيء ممكنا، ولا يمكن للشعر الحق أن له حرية اللغو والخيال دون أن يكون في الوقت نفسه خدمة حرية الإنسان في كل المجالات))،وما إن دخلنا عصور الحداثة ـ الحداثات ـ الشعرية الجديدة، حتى التفت الشعراء والشعر من حس السماع وما تستوجبه الثقافة الشعرية الشفاهية إلى حس الكتابة وما تستوجبه الثقافة البصرية الكتابية، فصارت الشعرية كتلة كتابة لا نسقا مجازيا إيقاعيا متسقا، وأفاد النص الشعري العربي في بنائه الجمالي من التقنيات التشكيلية للقصيدة الغربية إفادة عظيمة، حتى صار يجرب مثلها كل ألوان التجريب والإدهاش والمغامرة، ومن هنا كانت فكرة التوزيع الخطى للكلمات وعلاقتها بنسق الشعرية في النص، ثم تطور الأمر فصار الشكل الطباعى حدا جماليا ضمن بلاغات القصيدة الجديدة، ومكونا أساسيا من مكونات الدلالة ومستويات رؤية الواقع والعالم، وقد أفاض معظم النقاد العرب المجتهدين في هذا الباب الجديد من أبواب تكوين الشعريات العربية المعاصرة، فلا يكاد يخلو كتاب نقدي مهم في ثقافتنا النقدية العربية المعاصرة دون ذكر لجماليات الشكل الطباعى في القصيدة، من لدن كتاب عز الدين إسماعيل عن الشعر العربي المعاصر:ظواهره المعنوية وقضاياه الفنية، وحتى كتاب شربل داغر: الشعرية العربية المعاصرة (دار توبقال ـ المغرب ـ 1988) وفيه فصل كامل عن جماليات الشكل الطباعى للقصيدة العربية المعاصرة، وكتاب الباحث السعودي الدكتور/محمد الصفرانى: التشكيل البصري في الشعر العربي الحديث، الرياض: النادي الأدبي، والمركز الثقافي العربي 2008،وكتاب الباحث السوري المعاصر محمد صابر عبيد الذي أفاض كثيرا عن مفاهيم التوزيع الشكلي الطباعى وعلاقته بإنتاج الدلالة الشعرية في كتابه (البنية الإيقاعية والدلالية للقصيدة العربية الحديثة))،وكتاب محمد الماكرى ((الشكل والخطاب: مدخل لتحليل ظاهراتى 1991))،الذي أصل بصورة فلسفية وجمالية أصيلة ضمن ما أصل لأشكال التكوين البصري للشعر العربي المعاصر، وقد كان الباحث المغربي الماكرى حجة ونابغة في هذا المجال لولا أن تخطفه الموت في سن باكرة، ثم الكتاب المهم للغاية للناقد التونسي مصطفى الكيلانى عن (وجود النص ونص الوجود ـ الدار التونسية للنشر ـ تونس ـ 1992)،وقد تحدث فيه باستفاضة عن المكونات الوجودية والمعرفية والجمالية والدلالية للتشكيل الحداثى للشعر العربي، وقد طبق بعضا من هذه المقولات النقدية على دواوين الشاعر المصري الدكتور علاء عبد الهادي في كتابه، ((شعر الاختلاف: كتابة الأعماق في نصوص علاء عبد الهادي الشعرية))،وعلاء عبد الهادي شاعر مفكر مهموم بالتجريب الشعري ولكنه كاتب كبير له باع طويل من الأصالة البحثية والفكرية وله أبحاث علمية متقنة بارعة عن التشكيل البصري في الشعر العربي المعاصر، فقد نوه الدكتور علاء عبد الهادي للمرة الأولى بوجوب نقل مصطلح الالتفات النصي إلى سياقات تشكيلية أوسع من حد النص وقد دارت حوارات فكرية وجمالية عديدة بين الدكتور عبد الناصر هلال والدكتور علاء عبد الهادي بخصوص تأسيس هذه النقلات الجمالية والمعرفية الجديدة للمصطلح، بما ينقل المفهوم البلاغي التقليدي للالتفات إلى سعة تشكيلية جمالية تشمل السمعي والبصري/ الكتابي والإنشادي/ وتناص الخطابات لا النصوص، وبما ينقل النصية من تناص النصوص، إلى لحن الخطابات عبر حقول معرفية متعددة ومتباينة ومتداخلة في بنية النص، وللدكتور أيضا كتاب نقدي جد مبتكر يعيد تأسيس حد الشعرية والنظرية النقدية من جديد وذلك في كتابه المهممقدمة إلى نموذج النوع النووي: نحو مدخل توحيدي إلى حقل الشعريات العربية))،ولقد قدمت اجتهادا نقديا متواضعا لإعادة تأسيس مفهوم الالتفات في الشعريات العربية المعاصرة ضمن دراستي المستفيضة التي قدمتها للمؤتمر الدولي الرابع للنقد الأدبي/ القاهرة/1 ـ5 نوفمبر 2006/الجمعية المصرية للنقد الأدبي/ وكانت بعنوان ((المصطلح الإبداعي وتأسيس الحد البلاغي: دراسة تأسيس الشعريات التشعبية))،وقد تعرضت فيها لمفهوم جديد لشعرية الالتفات أطلقت عليه ((الالتفات المنظومى التشعبى))،وقد حاولت أن أقدم فيها مجتهدا نقلة المفهوم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير