ـ[معالي]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 01:26 ص]ـ
عزيزتي الأستاذة الفاضلة نون النسوة
ما ذكرتِه من أسلوب منهجي شد انتباهك في كتاب حازم رحمه الله ليس بغريب على العقل العربي الفذ!
بل إن مَن يطلع على كتب الأصوليين الفقهاء منذ زمن الشافعي رحمه الله في القرن الثاني سيجد منهجية تأليفية مذهلة قائمة على ما يسمى في زماننا بـ (منهج البحث العلمي) الذي يسير عليه طلاب الدراسات العليا اليوم!
ناهيك عن أن كلمة (منهج البحث) التي يدرسها طلاب السنة المنهجية بمرحلة الماجستير في مادة مقررة عليهم إنما تقابل كلمة (أصول الفقه) التي عرفها العرب المسلمون في القرن الثاني الهجري! وهذا مجال شيخنا ومشرفنا المبارك أ. أبي أحمد العجمي وهو الأقدر على الاستفاضة فيه بيانا وإيضاحا!
واعلمي -أختي الغالية- أن العالم أجمع مدين لهذه الأمة ولفكرها ولعلمائها فيما أخذه عنهم من العرض والقياس والاستنباط وغير ذلك مما يتصل بالمنهج العلمي.
وحازم رحمه الله أجيز في الفقه وهو في العشرين من عمره، وعليه فإن ما ذكرته غير غريب من مثله، والقول بتأثره باليونانيين فيه ظلم وإجحاف كبير في حقه، وهو يشابه الظلم الذي سيقع عليك لو قلتُ لك إن ما وصلتِ إليه من تأثره بيونان أخذتِه عن غيرك من النقاد وليس من توصلك الشخصي ومن بنات أفكارك!
هذا ولا يفوتني أن أذكرك بأن ما وصلنا من كتاب حازم رحمه الله فيه سقط غير يسير، بالإضافة إلى بعض الاضطراب في كتابته وهذا عائد إلى الظروف السياسية التي كان يصطلي بها وقت تأليفه للكتاب إذ كانت ديار المسلمين مستباحة والزمان زمان سيف لا زمان قلم، وقد آثر الجمع بين الأمرين كما يُظنّ، فجاء كتابه دون الكتب المقدَّمة في ميدان البلاغة!
أما قولك:
لا أستطيع أن أقطع بحكم في العلوم الإنسانية فهي قابلة للأخذ والرد
لسنا إزاء مسائل علمية أو نصوص دينية جوابها واحد
.....
وهل يعد عيبا أن نقول أن فلانا تأثر باليونانية؟
فأذكرك ونفسي بقول ابن تيمية رحمه الله: إن العربية من الدين، وعليه فإن علوم اللغة العربية ليست علوما إنسانية قابلة للأخذ والرد، بل هي مما ندين الله بمعرفته ونتعبده بتعلمه، لأن الله اصطفاها لتكون لغة كتابه، وبها نفسر كلامه جل وعلا، وهي حاملة الرسالة، وحاملة فكر الأمة الإسلامية ووعاء تراثها، والأمم كلها تعتز بفكرها وتراثها ولغاتها، وعليه فإن القول بالتأثر بالأمم الأخرى علاوة على ما فيه من إلصاق الوهن والضعف بالأمة في مرحلة كانت فيها في أوج عزها المعرفي والثقافي هو أيضا تدليس وتضليل لأنه لم يكن أصلا ثمة تأثر كما يُقال!
وتقبلي أرق التحيات.
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 01:30 ص]ـ
سيدتي (نون النسوة)
سيدتي (معالي)
القضية لم تُحسم بعد على الرغم من كثرة الحجج وقوتها لدى الفريقين إلا أنني حتى الآن لا يزال تراودني استفهامات كثيرة تتعلق بالسبب وراء تأثر القرطاجني باليونانيين إن صح الفريق الأول، لماذا أراد هذا والبلاغة العربية كانت في قمة نضجها وقد عرف العرب فنونها قبل ترجمة كتاب أرسطو؟! وهل تعتبر الترجمة نوعا من التأثر؟! ولماذا أحتفظ بنقل الكلام كما هو دون تغيير أو تعديل؟! وهل هذا العمل يُعد امتزاجا بين ثقافتين؟! وبم نفسر التطبيق العملي لنظريات غربية على الواقع العربي؟! لم أقتنع كثيرا بما قراءته في هذا الموضوع من (شكري عياد / عز الدين إسماعيل / بدوي طبانه / محمد منور / عبد الرحمن بدوي / .... ) مع الاحترام الكامل لمشايخنا إلا أنه لابد من وقفة علمية لا أدبية وخاصة في هذا الشأن وهذا هو المِفتاح.
الأستاذ القدير حفيد الإمام العبقري العقاد
أسئلتك تدلّ على ذهن متوقد، وقلب بصير، وعقل مستنير!
يعجبني كثيرا طرحك، وأتمنى أن تقرأ كتاب أ. د.محمد أبو موسى من جامعة الأزهر الذي ذكرته أعلاه، لأن فيه إجابة عن جميع أسئلتك المطروحة، ولاسيما عمن ذكرت من الأعلام.
شكرا لك، ولأستاذتنا نون النسوة، ونعتذر لصاحب الصفحة الكريم لذهابنا إلى حديث جانبي في موضوعه.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 02:17 م]ـ
الأستاذ القدير حفيد الإمام العبقري العقاد
أسئلتك تدلّ على ذهن متوقد، وقلب بصير، وعقل مستنير!
يعجبني كثيرا طرحك، وأتمنى أن تقرأ كتاب أ. د.محمد أبو موسى من جامعة الأزهر الذي ذكرته أعلاه، لأن فيه إجابة عن جميع أسئلتك المطروحة، ولاسيما عمن ذكرت من الأعلام.
شكرا لك، ولأستاذتنا نون النسوة، ونعتذر لصاحب الصفحة الكريم لذهابنا إلى حديث جانبي في موضوعه.
سيدتي (معالي)
شكرا لكِ حسن الحوار ولي متابعة إن شاء الله لهذا الكتاب
لكِ مني أطيب الأمنيات