الشخصية عنصر مهم من عناصر العمل القصصى وعليها ترتكز العناصر الأخرى، ومنها تستمد الحكاية القصصية انفعالاتها وتأثيراتها المختلفة، وهى مدار التجربة فى "مرارة المشمش" وتتمتع باهتمام واسع من الكاتبة، هذا الاهتمام يشمل المصدر الذى تستقى منه هذه الشخصية وهولايبعد عن مجموعة الطبقات التى تمثل المجتمع المصرى فى رؤية زمنية خاصة جدا، ويشمل الاهتمام أيضا التوظيف الفنى الداخلى، ويشمل القضية والموضوع المتعلقان بعملية التمثيل الفنى والعلاقات التى تربط بين بقية العناصر داخل العمل.
فمثلا شخصية" البنت" فى قصة" سر اللوحة" شخصية انعكست عليها المفاهيم الخاطئة للعلاقات الزوجية والأسرية وخلافات الوالدين، وقامت اللوحة بدور الوسيط والمعادل الموضوعى الرمزى، الذى يوضح العلاقة وحقيقتها، ويساهم فى حل القضية، وشخصية " المصحى" الصداح والتى استقتها الكاتبة من أعماق الواقع البعيد وهى شخصية تقوم بوظيفة فنية وموضوعية داخل العمل، وتعكس قراءة وفهما متطورا لعلية التوظيف من قبل الكاتبة، وكذلك شخصية "عبدالكريم" و"فوزية" فى قصة "ليلة الزفاف" وهى من الشخصيات المقاومة، والتى استدعتها الكاتبة من ضميرها الوطنى العربى، وقد عالجت هنا قضية المقاومة وتهميش الروح والنفس والجسد من أجل الوطن، وكان من مظاهر ذلك حادثة الاغتصاب.
وفى النهاية يؤدى التوظيف الفنى الداخلى للشخصية فى هذه القصص إلى اكتشاف حقيقة موضوعية هامة وهى أن الكاتبة تعول على عرض التأثيرات الخارجية النفسية على الشخصية من جانب واحد دون استعراض الجوانب الأخرى مما يجعلها محددودة، لاتتعدى حدود الحادثة والفكرة المتعلقة بها، وأعتقد ان ذلك راجع إلى أن القصة لقطة أو مشهد مركب من الحادثة والتأثير النفسى المباشر.
2 - الزمن
الزمن فى مجموعة "مرارة المشمش" لعطيات أبوالعينين هوزمن الحادثة، وزمن القص والحكى والعمليات الاسترجاعية التى تعتمدعلى الذاكرة الاستيعابية، وتلك عملية تقوم أساسا على الزمن الخارجى الثابت الغير مركب، وهو إما يأتى مباشرة من الماضى إلى الحاضر، أو يبدأمن الحاضرليعود إلى الماضى أوالعكس، دون الاعتماد على المدخلات الزمانية الإشارية الخارجية المساعدة، والمتامل يجد أن الزمن فى قصص "سر اللوحة- ومرارة المشمش- والقوقعة" قد يشيرإلى متعلقات زمنية أخرى خارجية إلا أنها تبعد عن كونها إشارات محددة بحدود القضية والشخصية والمكان
3 - ينقسم المكان في مجموعة مرارة المشمش " إلي قسمين الأول المكان الحقيقي الطبيعي والثاني المكان المجازي الإفتراضي.
المكان الحقيقي يشيرإلي وجود مجموعة من العلاقات المكانية غير الثابتة قبل المدينة-ومن بين الشارع المنزل- المطار الجامعة. بالإضافة إلي الأماكن الخارجية الإنتقالية التي تشير إليها موضوعات الغربة وأماكن المقاومة والمعتقل والسجن ..
والمكان المجازي يتعلق بالمكان التاملي النفسي الذي يرتبط بالذاكرة والخروج من حيز الوعي إلي اللاوعي ويمثله قصة الحلم وبعض أماكن سر اللوحة. ومن بين الإتجاهين يلاحظ أن الكاتبة لم تخرج من نطاق العالم المحيط بها مما يعني أن القدرة التخيلية اقتصرت علي التوظيف المباشر. ولم تمتد لتشمل العلاقات المكانية الرمزية أو الإستعارية
4 - اللغة
اللغة القصصية في مجموعة مرارة المشمش تدور حول عدة محاور أهمها:
- اللغة التأملية النفسية
- اللغة الإنفعالية
- اللغة الإجتماعية
ومن بين هذه المحاور الثلاثة استطاعت الكاتبة أن تقدم مجموعة علاقات أسلوبية تصويرية دقيقة تعود على حقيقة الشخصية ورسمها بتفاصيلها الدقيقة. زتعود علي تصوير الصفات النفسية والأخلاقية والإجتماعية للمواقف الإستعارية البيانية المتعلقة ببناء الأفكار وترتيب الإ نتقالات الذهنية القصصية في محيط النص.
ويتجلي ذلك في قصة "المصحي وتشمل "صورتان عامة وخاصة خارجية وداخلية
العامة: تقديم نموذج إنساني مهمش
الخاصة:لأثر الناتج في توظيف العلاقات الداخلية على نماذج
2 - والملاحظ أن حركة الكلمة قد تبينت في عمليات التكثيف والتنسيق النفسي التصويري الإنفعالي للتعبير عن مراحل الحياة وتطورها وانفعالاتها عبر الشخصيات وعبر النص.
دكتور نادر أحمد عبد الخالق
ديرب نجم 5/ 10/2009
ألقيت فى النادى الثقافى بالقاهرة
الجمعة 5/ 11/2009