ـ[هكذا]ــــــــ[02 - 12 - 2009, 07:30 ص]ـ
عفوا:
إذا لم تجدوا شيئا في الشنفريات ينتقد فعليكم بالعنتريات.
وإذا ما استشعرتم الخوف من الصعاليك والفرسان والفحول من الشعراء, ففي شعر العذريين الذين أفنوا أنفسهم وراء الوهم والأحلام ما يستوجب النقد, وهم من الفئة التي لا تُخشى ولا تُتقى ولا يبتغون غير ذوات الحسن بديلا.
فقد ألهتم مي ولبنى وبثينة وليلى عن الكبيرة والصغيرة حتى أن أحدهم لو جعلوا الصخرة على صدره لقال:لبنى لبنى
رحمك الله يامجنون بني عامر فكم خلفت بعدك في هوازن من مجانين ناكثو رؤسهم يجهشون للتوباد والنير ونفود السر وما جاورها حتى ان بن عمك "الدجيماء" وضعه بن عقيل الظاهري كنموذج أول ممن قتلهم العشق في كتابه: كيف يموت العشاق, وهو الكتاب الذي ألفه على غرار مؤلف شيخ الظاهرية بن حزم " طوق الحمامة".
.
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 12:33 ص]ـ
يقول الشنفرى نافيا عن نفسه سلوكا لا يرتضيه هو:
ولا جُبأٍ أكهى مربٍّ بعرسهِ
....................... يطالعها في شأنه كيف يفعلُ
جبأ أكهى أي: ضعيف جبان ,والمربُّ بعرسه: الملازم لزوجه ,ويطالعها في شأنه كيف يفعلُ: أي يشاورها في مايعتريه ويريد.
فهل هذه القيمة الشنفرية "رفض مطالعة المرأة في شؤون الأسرةوالحياة والأخذ بمشورتها " مقبولة الآن؟
وما مدى ترسخ تلك القيمة في ذلك العصر
وما هي الدوافع التي حملت الشنفري على رفض مشورة المرأة في ذلك الزمن؟
وهل كان ظالما في زمنه وبناء على ما يحفه أم كان على شيء من الصواب؟
وهل هذه القيمة باقية أم أننا انتقلنا من جاهلية إلى جاهلية على النقيض تماما؟
لا أعلم لِمَ أُخذ النص إلا أفق بعيد لا يحتمله، أو بالأصح إلى لوحة أخرى كانت في مخيلة الناقد .. ولم يرمِ إليها الشاعر ..
الشاعر هنا في محكم الفخر والزهو بالذات .. فقد بدأ قصيدته بوصف للقوة المعنوية التي امتلكها وهي السجايا الحميدة التي تميل إليها النفوس البشرية بفطرتها .. ثم تلاها بوصف للقوة المادية .. ثم أخذ ينفي عن نفسه صفات تمقتها العرب وتأباها في المقدام الشجاع.
ويلمح من طرف خفي أنه رُبِّي تربية الفرسان والقادة، ومن هم أهل لاتخاذ القرار.
وما أشار إليه ليس انتقاصا في حق المرأة .. ولكن يريد أن يعلم سامعه .. أنه إمعانا لصفة الجبن - إذ أن هذه الصفة ترتبط ارتباطاً جذرياً بعدم القدرة على اتخاذ القرار – مما يجعله يعمد للمرأة ويدلك على ذلك قوله " كيف يفعل " إذ يصور لك مقدار الحيرة والضياع الذي ينتابه في أمره فضلاً عن أن يدير أمور الآخرين ..
إضافة لقوله " يطالعها " فهذه الكلمة توشحت بوشاح عجيب ربط المعنى بعمق اللفظ ودلالته .. فلم يقل يستشرها لأن الاستشارة لا تعيب القوي ولا تنقص قدره، ولكن التطلع إلى الشيء يوحي إليك بخلو ذهن المتطلع وعدم معرفته بالشيء بل يوحي بالجهل التام به، وغالباً تكون من الأدنى للأعلى ..
...........................................
من خلال مطالعتي السطحية للشعر الجاهلي .. وما تُوسَم المرأة به من ضعف وظلم، واضطهاد، ووأد، وإرث مع ما يورَّث.
أتساءل كثيراً، من الذي عمد إلى تضخيم مساوئ القلة من العرب، من الذي عمد إلى غرس الجانب السيئ، وإغفال كل فضيلة ..
لم أجد هذه الأمور التي يكثر الحديث حولها موجودة لدى العرب الجاهليين .. بل وجدت أن جلَّ نساء الجاهلية مكرمات، ولهن مكانة عالية، والبعض من تملك أموالاً ولها حق التجارة بها، وهذا إن دلك على أمر إنما يدل على إمكانية اتخاذ القرار بالنسبة للمرأة ومكانتها في المجتمع ..
وإلا لكيف أتيح للخنساء بعرض شعرها على النابغة وكيف قدمها على حسان .. وهذا دليل على تغليب الجيد من الشعر دون وضع اعتبارات للجنس ..
الآن قلبت الموازين فنودي بالأدب النسائي والنقد النسائي و .. و ..
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 03:23 ص]ـ
لي طرفة مع الشنفرى .. وذلك عندما تخرجت في جامعة أم القرى تقدمت للتعليم فعينت معلما في الجنوب - ولم أنشأ به - لأباشر التعيين هنالك وذلك قبل تسع سنوات تقريبا وتحديدا في مدينة المندق والتي تبعد عن الباحة قرابة 40 كيلا .. وفي ذات يوم كنت أحدث طلاب السنة الثالثة الثانوية عن الشنفرى وشعره وكيف أن قبيلة بني سلامان قتلته ثم صلبته .. ثم قلت:وهذه قبيلة لم يعد لها ذكر الآن .. فرأيت البسمة ترتسم على وجوه الطلاب .. فقلت مالكم: فقالوا يا أستاذ, بنو سلامان خلفك .. وقريتهم لا تزال تحمل هذا الاسم حتى الآن .. وإذا شئت أن نريك قبر الشنفرى أريناك إياه .. فأصابتني والله الدهشة والاستغراب .. فقلت: خيرا إن شاء الله .. فقد كنت مشدوها - علم الله - ثم بعد مدة فكلمت أحد الطلاب وقلت له: هلا أريتني بني سلامان .. فقال على الرحب والسعة .. وفعلا .. دخلت تلك القرية التي تحفها الأشجار من كل جانب .. وإذا على مدخلها مكتوب وبخط عريض: قرية بني سلامان .. فقال لي الطالب .. تريد أحدا معينا فيها يا أستاذ قلت نعم .. قال من؟؟ قلت: الشنفرى .. فنادى الطالب رجلا من أهل تلك القرية خبيرا بها .. فركب معنا حتى أنزلنا في واد .. وفي أسفل الوادي مقبرة .. وفي طرف المقبرة شجرة وبجوارها قبر مفرد .. فقال: ذلك هو قبر الشنفرى .. فقلت: وما يدريك أنه هو .. فقال: هكذا توارثناه عن آبائنا .. فقلت في نقسي: الله أعلم بالصواب ..
لقد اكتسبت فائدة على الطبيعة وهي أن قبيلة بني سلامان والتي هي فخذ من قبيلة زهران لا تزال على قيد الحياة ..
ولا زلت - حتى الآن - كلما أتذكر تلك الحادثة - ولاسيما البسمة التي ارتسمت على وجوه أولئك الطلاب آنذاك
- ترتسم البسمة على وجهي أنا أيضًا ..
¥