تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 04:41 ص]ـ

2 - تهوين موت الزوجة.

كذلك من السلوكيات التي أود نقدها هي رفض البكاء على الزوجة وتهوين موت المرأة عند الرجال حيث يقول الفرزدق:

يَقولونَ زُر حَدراءَ وَالتُربُ دونَها

..................... وَكَيفَ بِشَيءٍ وَصلُهُ قَد تَقَطَّعا

وَلَستُ وَإِن عَزَّت عَلَيَّ بِزائِرٍ

..................... تُراباً عَلى مَرسومَةٍ قَد تَضَعضَعا

وَأَهوَنُ مَفقودٍ إِذا المَوتُ نالَهُ

...................... عَلى المَرءِ مِن أَصحابِهِ مَن تَقَنَّعا

فمن تقنع وهي المرأة هي أهون من يموت على المرء في تصور الفرزدق ... ؟

السؤال كيف استمد الفرزدق القوة في نشر هذا الرأي الذي ما عدنا نستطيع أن نقول أقل منه بمراحل شاسعة في زمننا هذا؟

الفرزدق حين عرف بوفاة حدراء بعد وصوله إلى ديارها، فإن الحياء

لم يمنعه من أن يعلن حسرته وندمه، لاعلى وفاتها، بل على مجيئه إلى

ديارها؛ لأنه (لو) علم ذلك لأمر حادي إبله بالعودة من حيث أتى،

فحسرته جاءت من امتناع عودته لامتناع علمه بوفاتها قبل مجيئه كما تؤكد

لفظة (لو) في الأبيات التالية:

عجبت لحادينا المقحم سيره = بنا موجفاتً من كلال وظلعا

ليدنينا ممن إلينا لقاؤه = حبيبُ ومن دارٍ أردنا لتجمعا

ولو يعلم الغيب الذي من أمامنا = لكر بنا حادي المطي فأسرعا

ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 06:22 ص]ـ

لي عودة بإذن الله.

ـ[هكذا]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 07:41 ص]ـ

المشرفة الفاضلة أنوار:

النص حمال أوجه .. وأحترم وجهة نظرك وما فيها من قراءة وتتبع للمعطيات , ولكن _في رأي القابل للأخذ والرد _ أن مجموع قول الشنفرى هو رفض ملازمة المرأة ومطالعته في ما يعتري المرء من أمور سواء عن جهل أو غير جهل ,ولا نجد في ما طرحه أيضا ما يحتمل قبول المشورة في سيق دون آخر , فالظاهر _والله أعلم_ أنه رفض من أصله ....

على العموم, ومما يدخل تحت المعنى الشنفري السابق أيضا قول الأخطل في هجاءجرير:

النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلوا

.................. وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحرَمَ الجارِ

وَالظاعِنينَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم

.................. وَما لَهُم مِن قَديمٍ غَيرُ أَعيارِ

وقول جرير:

فَيسَ البَراجِمِ شَرُّ الخَلقِ كُلِّهِمُ

.................... أَخزاهُمُ رَبُّ جِبريلٍ وَميكالِ

الظاعِنونَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم

.................. وَالخافِضونَ بِدارٍ غَيرِ مِحلالِ

ولكن المفارقة قبول الإتباع مع العشيقة دون أخذ أو رد ,كقول المجنون:

سأتبع ليلى حيث حلت وخيمت

....................... وما الناس إلا آلفٌ ومودع

كأن زماماً في الفؤاد معلقاً

...................... تقود به حيث استمرت وأتبع

.

ولا زال الموضوع في حاجة لمداخلات المشرفة الفاضلة ومعارضاتها.

ـ[هكذا]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 08:37 ص]ـ

الأستاذ الكريم سامي الزهراني

مرور سعدت به وسأحمله محمل التنبيه.

ولازال في جعبة الأستاذ سامي ما نترقبه

صديقك: هكذا

ـ[هكذا]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 12:24 م]ـ

الأستاذة ترانيم الحصاد وبعد الشكر على هذه المداخلة:

هل حدراء كانت نصرانية كحال جدها بسطام بن قيس الشيباني؟

ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 08:03 م]ـ

نعم نصرانية

وكان الفرزدق تزوج حدراء الشيبانية، وكان أبوها نصرانياً وهي من ولد بسطام بن قيس، وماتت قبل أن يصل إليها الفرزدق وقد ساق إليها المهر، فترك المهر لأهلها وانصرف. وكان جرير عاب عليه في تزويجها، فقال الفرزدق في ذلك من قصيدة:

يقولون زر حدراء والترب دونها = وكيف بشيء وصله قد تقطعا

يقول ابن خنزير: بكيت ولم تكن = على امرأة عيني إخال لتدمعا

وأهون رزء لمرىء غير عاجز = رزية مرتج الروادف أفرعا

وما مات عند ابن المراغة مثلها = ولا تبعته ظاعناً حيث دعدعا

فأجابه جرير بقصيدة طويلة منها:

وحدراء لو لم ينجها الله برزت =إلى شر ذي حرث دمالاً ومزرعا

وقد كان رجساً طهرت من جماعه =وآب إلى شر المضاجع مضجعا

المصدر: خزانة الأدب

ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 08:23 م]ـ

الفرزدق رجل مكابر لا غير عظم الله أجر النوار.

ـ[هكذا]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 09:40 م]ـ

شكرا الأستاذة ترانيم الحصاد .....

وللمعلومة: فالفرزدق وإن رفض رثاء حدراء إلا أنه ندم على طلاق النوار ندما عظيما حتى قال:

نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا

.................... غَدَت مِنّي مُطَلَّقَةٌ نَوارُ

وَكانَت جَنَّتي فَخَرَجتُ مِنها

................... كَآدَمَ حينَ لَجَّ بِها الضِرارُ

وَكُنتُ كَفاقِئٍ عَينَيهِ عَمداً

.................. فَأَصبَحَ ما يُضيءُ لَهُ النَهارُ

وَلا يوفي بِحُبِّ نَوارَ عِندي

.................... وَلا كَلَفي بِها إِلّا اِنتِحارُ

فالحمدلله .... فها هو الفرزدق يناقض نفسه بنفسه بعد أن قال:

وَأَهوَنُ مَفقودٍ إِذا المَوتُ نالَهُ

...................... عَلى المَرءِ مِن أَصحابِهِ مَن تَقَنَّعا

ليشبه رزيته بطلاق النوار برزية أدم حين أخرج من الجنة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير