تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكونها عابرة أبدا، يعني أنها لا تسمح لشئ ما بالتمركز النموذجي أو النمطي، وهو تمركز يذكر بفكرة "المركزية المنطقية" عند دريدا ونقده, بل يغري بالقول بأن مفهوم هذه المركزية المنطقية, ربما انطلق أو اغتذى من مفهوم اللحظة الحداثية, الذي ينفي الثبات ويثبت الصيرورة والتحول") انتهى بتصرف (10).

يتضح من عرض القاسمي السابق لشرطي المصطلح الجيد, أن الشرط الأول وهو: تمثيل كل مفهوم بمصطلح مستقل, أن ذلك يستحيل مع خاصية الحداثة الأولى وهي التناقض والغموض في المفهوم, فكيف نولّد من ذلك مصطلحا واضحا مستقلا، وكذلك في الشرط الثاني الذي لا ينبغي فيه أن يكون للمفهوم الواحد أكثر من مصطلح، فهذا الشرط يتعارض مع الخاصية الثانية وهي حداثة اللحظة التي لا تعترف أصلا إلا بالصيرورة.

ِ من خلال ما سبق يتبيّن أن الفكر الحداثي يكفر بالثابت والمصطلح من الثوابت, فمن أراد إسقاط الثابت على المتغير فدون ذلك خرط القتاد.

وعلى هذا الأساس فإن مشكلة الفروق الثقافية, ومشكلة اختلاف اللغة بين الثقافتين, مشكلتان أساسيتان تحولان بين نقل الاصطلاح وفق معاييره وقيمه الحقيقية, وتجعل جهود الناقد أو الباحث في هذا الصدد مجرد تشويه في المعرفة النقدية (11).

ولدينا في نهاية المطاف تجربة رائدة تحتاج إلى دراسة, وهي تجربة الحداثة والأصالة في شخص ناقد كبير هو الدكتور عبد العزيز حمودة صاحب كتابي: "المرايا المحدبة" و "المرايا المقعرة" الذي كان واضحا وجريئا حين قال: "إن أزمة المصطلح ليست أزمة ترجمة، أي ليست أزمة نقل لفظ أو مصطلح من سياق لغوي إلى سياق لغوي آخر هو العربية، وهو طبعا حل أو مخرج سهل يلجأ إليه الحداثيون كثيرا، مع ما يعنيه أيضا من إلقاء اللوم على العربية، وقصورها في التعامل مع المفاهيم الجديدة أو المركبة، فالدلائل تؤكد أن أزمة المصطلح كانت دائما "نتيجة وليست سببا" (12).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير