تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في هذا المنظور، يجري التركيز على التأثير المتبادل الذي يمكن أن يكون للغة على أخرى، وذلك عن طريق الاقتراض المتبادل بينهما، كما أن التغيرات التي تحدث على مستويات عدة تحاول استخلاص قوانين تعاقٌب أو تتالي من مختلف الدول.

و تبين الملاحظات الاعتيادية على ان كل شخص مزدوج اللغة له القدرة في كل الاوقات على التحدث باحدى اللغتين مما يسهل له عملية التواصل مع الآخرين.و عموما فكل لغة تعرف بمقدار محدد تُتَداولُ بمقدار محدد أيضا.

2 - تنوعٌ وتعقدٌ بين اللغات.

بغض النظر عن بعض الحالات الاستثنائية الانتقائية، يؤدي استعمال الفرد للغتين أو أكثر في -رؤية أولية - داخل جماعة واحدة الى التواجد في نظام لغوي معطى بشكل قبلي،يتكون من وحدات و طرائق تشغيل وترتيب أي نظام لغوي.

إن هذا النوع من التفاعل هو ما يمكننا أن نسميه تداخلا لغويا.

إن أول تمييز يمكن أن يطرح ضمن هذا التداخل هو الذي يقع بين لحظوية الخطاب و النتائج التي تظهر في تاريخ اللغة "مثلا " شخص ما دخل الى الولايات المتحدة الامريكية منذ وقريب، و قام باستعمال كلمة " computer" بلغة مفرنسة بينما ينسى بسرعة الكلمة الاصلية في لغته و هي " ordinateur" ، في الوجه المقابل يمكننا ان نرى الاطفال الصغار الفرنسيين يستعملون كلمة " foot" و يعنون بها كرة القدم و الحال ان الكلمة هذه تعني "الرّجل " في اللغة الانجليزية، و هنا يبدو أنهم اقتبسوا المصطلح من الافراد الذين يكبرونهم سنا عبر عملية التنشئة الاجتماعية.

يمكن اذا للتداخل ان يكون مدمجا في اللغة الفرنسية دون ان يكون وجوده مبررا و دون حتى ان يكون هذا التداخل " interférence" مبررا بالمعنى الاجتماعي أيضا.

3 - التعددية اللغوية، و الوظائف الاجتماعية للّغات.

عندما يحدث عادة أن تتداول اللغات و التنوعات اللغوية ضمن لغة واحدة لمجتمع ما،فإنه يحدث أن تنقسم الوظائف الاجتماعية بينهما، و لكن بشكل غير ديناميكي أي "ستاتيكي" يجعلها لا تتأثر بالتغير التقني المتنامي و الثقافي الذي يحدث في المجتمع، حيث يحدث مثلا في دولة الهند ان تكون اربع لغات اساسية قد استمرت قرونا عديدة في التداول العام.

يمكننا القول ان هناك محاولات عديدة تم القيام بها من اجل وضع و تحديد وظائف اجتماعية للغة ما، في وضعيات "تعديية لغوية " و و غير ذلك في مختلف اللغات، و الحال ان هذه المحاولات تتمايز عن بعضها البعض بالنظر الى اختلاف الخصوصيات المجتمعية، هذا بالاضافة الى الوظائف الاساسية للغة ما لا يمكنها ان تتحدد الا داخل الانساق من قبيل: "الاسرة "، " الدين "، " المدرسة "، دون اغفال دور وسائل الاتصال ك"الصحافة " "الانترنت " و هذه الاخير تشكل لوحدها ظاهرة قائمة بذاتها سيجري التعرض لها بغيل قليل من التفصيل في دراسات لاحقة .. الى غير ذلك من الانساق الفرعية التي يميز اختفائها وجودها الخفي في المجتمع و هي عادة ما تكون ادورا فرعية لهذه الانساق و لها من فعل التأثير الشيئ الكثير على الجماعات الاجتماعية ...

4 - مفهوم diaglossie

يحيل مفهوم diaglossie الى تلك الوضعيات التي يسودها نمطان أو اسلوبان مختلفان من نفس اللغة في مجتمع واحد، وخصوصا في ما يتعلق بالتنويعات اللغوية او التفرعات التي تكون ضمن اللغة الواحدة. حيث تختص بعض التفرعات اللغوية بالكتابة، بكونها كتابية و تخصص بالاساس للوظائف الاجتماعية المتعلقة بالكتابة، كالادب و التدريس، و الاحتفالات النموذجية في بلد ما، بينما تستخدم التنويعات الاخرى في صور اللهجة الدارجية. المستعملة في الحياة اليومية من طرف المجتمع.

إن الوضعيات التي يسودها في الاغلب نمطان مختلفان من نفس اللغة تؤسس مرحلة تجمع فيها بين الوضعيتين للأحادية اللغوية، وهذا واضح في بعض المناطق الثقافية ... حيث يجري تداول اللغتين الهنغارية و الالمانية في دولة النمسا، و كذا اللغة الغالية و الانجليزية في استكتلندا.

و الحال انه لحظة ما تتواجد في بقعة جغرافية ما، ابتداءا من ثلاث اجيال متعاقبة وصولا الى خمسة فأنه اللغة الاصلية المحلية تغادر هذا الفضاء الجغرافي لصالح لغة الدولة.

5 - اللغة والمجتمع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير