1 - سرقات موفقة "فيها إبداع توليد المعاني والصور" وهو الأساسي ولا تستعمل المنطق البوليسي سَرَقَ أو لَمْ يَسْرِقْ؟ فلا بدّ من هذه الإضافة الفنية.
2 - سرقات غير موفقة.
القرنين الرابع والخامس:
كثُر الحديث عن السرقة في هذين القرنين وأصبح مسألة أساسية في الأدب وكثُر الحديث عن أدب مصنوع مثل الصحافة "يومياً" أو مثل ما يُعرف بـ"إعلام المقصّ".
وكذلك الشعراء فأصبح قول الشعر مهنة ووظيفة وأعداد غفيرة في القرن الرابع – انظر:"يتيمة الدهر"للثعالبي- كالصحفين وحيث أن المهنة كانت تتطلب شعراً باستمرار وكانوا في كل لحظة مطالبين بقول الشعر، وما كان يحدث في مجالس "ابن العميد"الأب والابن، حيث يلقي موضوع ويطلب من الشعراء التباري في قول قصيدة فيه لكل واحد بيت أو شطر أو عجز أو ... ، ولا يريد أي شاعر أن يُخْذلَ ويجب أن يكون جاهزاً في أي لحظة وهذا لا يمكن فأصبح الشعراء يحفظون ما يسمى بـ"الترسيمات" أو "القوالب الجاهزة" ويغيرون بعض الكلمات عند الحاجة، وأصبح يحفظ كثيراً من النماذج ليستدعيها عند الطلب ولابدّ أن يكون هناك نموذجاً جاهزاً في ذهنه، مثل وصف الحلوى والورود و ... ، فيحرص الشاعر أن يحفظ جميع ما قيل في الحلوى والورود، فأصبحت هنالك تهم سرقة ولكنهم في الحقيقة غرفوا من موروث ومحفوظ واحد فنجد أن هذه القصائد تتشابه ومن كل 30 أو 40 قصيدة نجد قصيدة متميزة خصوصاً عندما تكون نابعة عن حاجات إنسانية مثل: الرثاء ... فيكون فيها الإبداع.
وأصبحنا لا نستطيع أن نميّز بين شاعر وشاعر من ناحية الأسلوب فهم كلهم يغرفون من مادة واحدة ولم يَعُد "الأسلوب هو الرجل"، ولكننا نجد تميّز الشعراء الكبار.
وعادة يُتَهمُ الشعراء بالسرقة مثل المتنبي عندما اتهمه الحاتمي بالسرقة من أرسطو، وهذا راجع إلى ثقافته الفلسفية ولا يمكن أن نقول أن هذه سرقة، أبداً.
وما يقوله النقاد عن "السرقة" لا يوجد بمعناه الحقيقي.
العصر الحديث:
في العصر الحديث أُعِيدَ النظر في قضية السرقة وظهر مفهوم "التناصّ"
ويشرع لك أن تعيد كتابة النص أكثر من مرة، مثل "بيجماليون" فقد أعاد كتابتها كلاً من: توفيق الحكيم و جورج برنارد شو، وأصبحت مسرحية برنارد شو شريط سينمائي ونجد فيه اختلاف كلي عن مسرحية توفيق الحكيم فالأصل واحد لكن يمكن أن يستوحي منه عدد لا يحصى من المسرحيات.
فكل نص أدبي نصٌّ ممكن لعدد لا يُحصى من النصوص، حيث نستطيع كتابته كتابة مميزة بأسلوب متغير.
وفي الشعر نجد محمود درويش يعود إلى أبيات المتنبي ويحملّها معاني جديدة لذلك ينبغي أن نُنَسِّبَ السرقة في الحاضر، وأن تغرض المسألة عرض موضوعي، فعل فعلاً ما ُسمى بالسرقة هو سرقة في الأدب، فأنت تستعمل النص نفسه وتغرف منه وتحمله معاني جديدة تماماً.
في القديم قُننِّت المعارضات لو كُتِبتْ "يا ليل الصب مت غده " في عهد الآمدي لأقام الدنيا على سرقتها.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 09:02 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
الأستاذ الفاضل: ابن عبدالرحيم الصاعدي
جزاك الله خيرا .... موضوع قيم ومفيد .... جعله الله في موازين حسناتكم ... اللهم آمين
ـ[ابن عبدالرحيم الصاعدي]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذة: زهرة متفائلة، شَهَادَةٌ أعَتَّزُ بِهَا.
شكراً
استدراك:
Pygmalion " بيجْمالْيون" كان نحاتًا يصنع التماثيل وملكاً على قبرص كما تزعم الأساطير الإغريقية قام نتيجة اشمئزازه من النساء الشريرات في عصره بنحت تمثال من العاج لفتاة جميلة ثم وقع في حبها واستجابةً لدعواته قامت "أفروديت" إلاهة الحب والجمال عند اليونانيين، بتحويل التمثال إلى امرأة حية ثم تزوجها بيجماليون وأنجب منها ولداً سماه "بافوس".
وجذبت أسطورة بيجماليون كثيراً من الكتاب، فأعاد روايتها الشاعر الروماني القديم "أوفيد" في مجموعته القصصية "التحوّل". وفي عام 1913م قدم جورج برنارد شو مسرحية بيجماليون وهي أشهر الصياغات الحديثة لهذه القصة وتحكي المسرحية كيف استطاع الرجل الإنجليزي أن يجعل من الفتاة الجاهلة امرأة ممتازة بعد أن علمها التصرف والكلام الصحيح، وكتب توفيق الحكيم "بيجماليون" لكنها لم تصل إلى إبداع برنارد شو الذي كان أذكى حيث سلب منها الأسطورة.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 10:12 م]ـ
تقرير مقنع، وأذكر أن ياقوتا الحموي أشار إلى طرف من هذه القضية في معجم الأدباء، ونسيتُ في أي ترجمة كان ذلك.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 08:09 م]ـ
أشكرك ..
ـ[عصام محمود]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 10:13 م]ـ
امتدت هذه القضية مساحة طويلة من الزمن وأشهر من تناولها من النقاد الامدي في الموازنة والقاضي الجرجاني في الوساطة وصاحب المنصف وصاحب الإبانة وعبد القاهر وابن رشيق وابن سناء الملك والقاضي الفاضل وابن الأثير وغيرهم
¥