1 - (نوئيل): وهو أخو داليا، تهرّب من المدرسة الدينية لاستيائه منها والتحق بالجيش الإسرائيلي عن غير قناعة، علماني تزوج من عربية، يشتاق إلى أبيه المسلم المقاوم، يرفض فكرة قتل العرب، ويعامل العرب معاملة جيدة على الحواجز التي يقف عليها، ويرى فيه العرب مثال الجندي المتسامح نادر الوجود.
من هنا نلاحظ أن الرواية أظهرت نوئيل بشخصية جيدة إيجابية يعمل مع الجيش، لأن الأمر إجباري، ويفكر في التهرب منه أيضا، لكن لا مناص من ذلك.لأن عنوانه معروف، وهو يفكر في الانتقال إلى المدينة ليخلص من نظرة اليهود الآخرين إليه كونه متزوجا من امرأة عربية.
2 - زوج داليا: يهودي متدين يقدس الدين ويرى فيه مخلِّصا من الفتن وطريقا إلى الجنة، ولا يقصر نفسه على الالتزام بالدين اليهودي، بل إنه يريد إجبار كل من حوله على الالتزام بشعائر دينه ومعتقداته، وهو لا ينفك يجمع المال للمؤسسات اليهودية. تبرزه الرواية على أنه نموذج اليهودي المتعصب سلبي التعامل أناني التفكير يحاول إجبار زوجته داليا على الالتزام الديني، ويرى فيها نموذجا للكافرة ويحاول إشعارها بوصمة العار التي تحيق بها، وهي أن أباها عربي. وبسبب التكلف الديني ينفصل ويطلق زوجته داليا.
3 - (ديفيد): ابن داليا وهو الذي عاش مع أبيه الذي ألحقه بالمدرسة الدينية في القدس.
تصوره الرواية على أنه النموذج الحاقد على العرب نتيجة للتعبئة الدينية داخل المدرسة الدينية، ويرفض التعرف إلى أمه لأنها عربية [10]، ويرى فيها أمام أصحابه اليهود وصمة عار.
4 - أم داليا: زوجة محمد العربي المسلم، تظهرها الرواية على أنها نموذج الحب المتفاني والإخلاص إلى زوجها العربي المسلم المقاوم، حتى بعد زواجها الثاني من جورج المسيحي، وهذه المرأة تلقى ظلما كبيرا من أهلها اليهود الذين أجبروها على التزام بيتها بعد سجن زوجها، وأجبروها على ممارسة شعائر اليهود الدينية، فلا تجد مناصا إلا في الخروج من البلاد والعيش في المنفى.
5 - أم (يحزقيل): جارة عربية الأصل يهودية الديانة،جارة داليا في القدس، هي نموذج لليهود العرب المتقبلين لغير اليهود، التي كانت تجلس إلى الفلسطينيات الأخريات وتتناقش معهن دون أي ضغينة.
6 - الجارة اليهودية: نموذج لليهود الغربيين [11]، لا تتفاعل مع جاراتها، ولا تطرح السلام عليهن، منطوية على نفسها، تنزعج الجارات من وجودها بينهن.
صورة اليهود في الرواية
لم تكن صورة اليهود واحدة في الرواية،ولم تضعهم جميعهم في قالب واحد بناء على أوصاف سابقة تقليدية لليهود، بل إن صورة اليهود تنوعت، حيث إننا رأينا النماذج الإيجابية، والنماذج السلبية، وتتجلى الصورة السلبية بصورة اليهودي المتدين الذي يرى نفسه أعلى مقاما من غيره، و يمارس تزمته الديني على أهل بيته ويحاول إجبارهم بتلك التقاليد، تظهر الرواية رجال الدين على أنهم رمز للعصبية والتخلف ونموذجٌ مثيرٌ للسخرية من حيث العادات والطقوس الدينية وحتى من حيث المظهر الخارجي.
وقد ورد اليهود بصفات عديدة، منها السلبية ومنها الإيجابية، ولكن السلبية لم تكن نمطية في المطلق، أي أنها تفرق بين يهودي وآخر، أو بين فئة وأخرى إن صح التعبير. ولم تظهر فيها الصورة القديمة لليهود أو الصورة السلبية التقليدية، بل كانت صفات واقعية مستوحاة من الواقع ومن خلال تجربة.
وقد ظهرت الصور على النحو الآتي:
1 - اليهود المتدينون متعصبون وحاقدون على العرب، يتنكرون لأقرب المقربين نتيجة الارتباط بالعرب.
2 - يسودهم الحذر والخوف، ويشعرون بتهديد بقائهم من أي شيء يربكهم. [12]
3 - المتدينون يظهرون التدين والانغلاق، لكنهم داخل أسوار مدارسهم مجتمع غاية في الانفتاح (الدين شكلي لديهم). [13]
4 - هناك العلمانيون من اليهود وهم من يدفعون ضريبة البقاء والذهاب لمقاتلة العرب، أما المتدينون فهم للصلاة فقط! [14]
5 - المتدينون غير عادلين، عُمْيُ القلوب والعقول. [15]
6 - بقاء اليهود بشكل كلِّي مرهون بالقوة والسلاح، وكذلك بيد المصالح الشخصية والدينية. [16]
7 - اليهود يخافون على أمنهم أكثر من أي شيء. [17]
8 - المستوطنون اليهود انتهازيون، يسرقون بيوت العرب عند غيابهم. [18]
9 - اليهود قاتلوا الإنسانية من خلال بناء الجدار العازل، والحواجز المنتشرة. [19]
¥