تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اللّغة كائن حيّ ينهل من شتّى المناهل ... إذ تستمدّ اللغة دلالاتها وإيحاءاتها ـ ما كان حقيقيّا منها أو مجازيّا، عقلانيّا أو وجدانيّا ـ من سجلاّت متنوّعة تتّصل بالبيئة الطّبيعيّة والبشريّة، فاللّغة مقوّم إنسانيّ يؤثّر في المحيط ويتأثّر به ... إن هي إلاّ صدى للبيئة في أجلى مظاهرها الفكريّة والأدبيّة والعقائديّة ... كثيرا ما يكون ملفوظها ومُجَسِّمات معانيها وصورها التّعبيريّة نسيجا تعبيريّا مَحيكًا من مكوّنات هذه البيئة الطّبيعيّة والإجتماعيّة. والإبتداع اللّغوي بالضّرورة عمل ذهنيّ ولسانيّ دائم دوام الكائن الحيّ لا ينقطع ما ظلّت حاجاته تنمو واكتساحه للبيئة والطّبيعة من حوله يشتدّ ... هذا الفعل الإبتداعيّ في اللّغة ينهل حتما من مناهل تلك البيئة الطّبيعيّة والإجتماعيّة، إذْ منها ينحت المخيال اللّغوي صُوَرَه وحقوله الدّلاليّة. وتلك واحدة من مرجعيّات التّنوع والإختلاف بين اللّغات في سِجِلاّتها وأرصدتها وأنماطها التّعبيريّة والبلاغيّة.

وقد يذهب هذا المدى من التّفاعل بين اللّغة ومحيطها إلى حدٍّ التّكيّف مع أدقّ العناصر الطبيعيّة والجغرافيّة ... الأمثلة على ذلك عديدة، ونقف عند واحد من ملامح هذه الخصوصيّة يجسّم في طرافته حدًّا تستلهم فيه اللّغة تعابيرها من المناخ [في مفهومه الحقيقيّ لا المجازيّ]، ومُفاد هذا المثال:

يذهب الفرنسيّ في التّعبير عن الرّاحة بالخبر أو الحدث بعد العناء إلى القول:

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير