تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

* (الشرح) (قلتُ: الشرح للنووي في المجموع)

* مذهبنا أنه لا يجوز قراءة القرآن بغير لسان العرب سواء أمكنه العربية أو عجز عنها وسواء كان في الصلاة أو غيرها فان أتى بترجمته في صلاة بدلًا عن القراءة لم تصح صلاته سواء أحسن القراءة أم لا ,هذا مذهبنا, وبه قال جماهير العلماء ,منهم مالك وأحمد وداود ,

وقال أبو حنيفة تجوز وتصح به الصلاة مطلقا ,

وقال أبو يوسف ومحمد يجوز للعاجز دون القادر ,

واحتج لأبي حنيفة بقوله تعالي (قل الله شهيد بينى وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به) قالوا والعجم لا يعقلون الإنذار إلا بترجمته ,

وفى الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " أنزل القرآن علي سبعة أحرف "

وعن سلمان الفارسى رضي الله عنه ان قوما من الفرس سألوه أن يكتب لهم شيئاً من

القرآن فكتب لهم فاتحة الكتاب بالفارسية ,

ولأانه ذكر فقامت ترجمته مقامه كالشهادتين في الاسلام ,

وقياسا على جواز ترجمه حديث النبي صلي الله عليه وسلم ,

وقياسا على جواز التسبيح بالعجمية,

واحتج أصحابنا بحديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه سمع هشام بن حكيم يقرأ سورة على غير ما يقرأ عمر فلقيه بردائه وأتى به رسول الله صلي الله عليه وسلم وذكر الحديث رواه البخاري ومسلم فلو جازت الترجمة لما أنكر عليه صلي الله عليه وسلم اعتراضه في شئ جائز,

واحتجوا أيضا بأن ترجمة القرآن ليست قرآنا لأن القرآن هو هذا النظم المعجز وبالترجمة يزول الإعجاز فلم يجز وكما أن الشعر يخرجه ترجمته عن كونه شعرا فكذا القرآن ,

وأما الجواب عن الآية الكريمة فهو أن الإنذار يحصل ليتم به وإن نقل إليهم معناه ,

وأما الجواب عن الحديث فسبع لغاب للعرب , ولأنه يدل علي أنه لا يتجاوز هذه السبعة ,وهم يقولون يجوز بكل لسان ,ومعلوم أنها تزيد على سبعة ,

وعن فعل سلمان أنه كتب تفسيرها لا حقيقة الفاتحة ,

وعن الاسلام أن في جواز ترجمته للقادر على العربية وجهين سبق بيانهما في فصل التكبير فان قلنا لا يصح فظاهر ,وإن قلنا بالمذهب أنه يصح إسلامه فالفرق أن المراد معرفة اعتقاده الباطن والعجمية كالعربية في تحصيل ذلك ,

وعن القياس علي الحديث والتسبيح أن المراد بالقرآن الأحكام والنظم المعجز بخلاف الحديث والتسبيح ,

هذه طريقة أصحابنا في المسألة وبسطها إمام الحرمين في الأساليب فقال:عمدتنا أن القرآن معجز والمعتمد في إعجازه اللفظ قال ثم تكلم علماء الاصول في المعجز منه فقيل الاعجاز جزالته وفصاحته المجاوزة لحدود جزالة العرب والمختار أن الإعجاز في جزالته مع أسلوبه الخارج عن أساليب كلام العرب والجزالة والاسلوب يتعلقان بالالفاظ ثم معنى القرآن في حكم التابع للالفاظ فحصل من هذا أن اللفظ هو المقصود المتبوع والمعنى تابع,

فنقول بعد هذا التمهيد ترجمة القرآن ليست قرآنا باجماع المسلمين ومحاولة الدليل لهذا تكلف فليس أحد يخالف في أن من تكلم بمعنى القرآن بالهندية ليست قرآنا وليس ما لفظ به قرآنا ومن خالف في هذا كان مراغما جاحدا وتفسير شعر امرئ القيس ليس شعره فكيف يكون تفسير القرآن قرآنا ,

وقد سلموا أن الجنب لا يحرم عليه ذكر معني القرآن والمحدث لا يمنع من حمل كتاب فيه معني القرآن وترجمته فعلم أن ما جاء به ليس قرآنا ولا خلاف ان القرآن معجز, وليست الترجمة معجزة والقرآن هو الذى تحدى به النبي صلي الله عليه وسلم العرب ووصفه الله تعالي بكونه عربيا وإذا علم ان الترجمة ليست قرآنا ..... انتهى كلام إمام الحرمين. أ. هـ

قلتُ: والله الموفق.

ـ[السلفي1]ــــــــ[15 - 07 - 2009, 06:23 م]ـ

بسم الله.

قال شيخي العلامة الفقيه المفسر الدكتور محمد بن مختار الشنقيطي - حفظه الله تعالى - المدرس بالجامعة الإسلامية والمسجد النبوي الشريف في شرحه لزاد المستقنع:

فاللسان العربي اختار الله له أشرف كتبه وأفضلها وهو القرآن، ومن عظمة هذه اللغة أنها تحتمل المعاني العديدة، ومن هنا أجمع العلماء على عدم جواز ترجمة القرآن حرفياً؛ لأنه ليس هناك لسان بهذه السعة، وبهذا الإعجاز العجيب البديع الغريب الذي يتضمن ما تتضمنه هذه اللغة، فلا يستطيع المترجم مثلاً أن يترجم: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة:187] لا يستطيع أن يترجمها بلسان آخر مع إبقاء المعاني الجميلة البديعة الموجودة فيها، وهكذا قوله تعالى: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة:223] لو ترجمت حرفياً إلى لسان آخر لكانت غير واضحة، فيحتاج في ترجمتها إلى جمل عديدة، حتى يبين هذا المدلول، ولا يمكن أن يوجد في لسان مثلما يوجد في اللسان العربي من المعاني العجيبة، والكلمة الواحدة ربما جاء فيها أكثر من عشرة معانٍ، وهذا من سعة اللغة، ومن هنا كانت المعاريض والمندوحات بشيء يحتمله اللفظ جائزة. أ.هـ

والله الموفق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير