ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[16 - 07 - 2009, 11:32 م]ـ
بارك الله فيكم أيها السلفي
ولمزيد من التحقيق عدت إلى كتب الجامعة فوجدت هذا الكلام للدكتور نور الدين العتر الذي قسَّم الترجمة إلى قسمين:
حرفية وتفسيرية
يقول:
" الترجمة الحرفية: هي أن يترجم نظم القرآن بلغة أخرى ترجمة تحاكيه حذوا بحذو , بحيث تحل مفردات الترجمة محل مفرداته , وأسلوبها محل أسلوبه.
وهذه الترجمة مستحيلة في حق القرآن العظيم وذلك لسببين أساسيين:
أولهما كونه معجزة للبشر لا يقدرون على الاتيان بسورة مثله ,ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
الثاني: أنه هداية للناس تؤخذ منه الأحكام ,وتستنبط الفوائد والتوجيهات ,وهذا الاستنباط لا يؤخذ فقط من المعاني الأصلية التي يسهل فهمها, وقد يمكن التعبير عنها بلغات أخرى ,بلإن كثيرا من الاستنباطات إنما تستفاد من المعاني الثانوية , مثل إشارة النص ,ودلالة النص "
وينقل الدكتور شهادة منصفة لمستشرق فرنسي كلف ترجمة مجموعة من طوال السور يقول:
" أما أسلوب القرآن فهو أسلوب الخالق جلَّ في علاه ,فإن الأسلوب الذي ينطوي على كنه الكائن الذي صدر عنه عنه هذا الأسلوب لا يكون إلا إلهيا.
لذلك من الجهد الضائع غير المثمر أن يحاول الإنسان أداء تأثير هذا النثر البديع الذي لم يسمع بمثله بلغة أخرى " اه
ومن خلال تصفحي لبعض الصفحات للنسخ التي أرسلها أبو عبد القيوم
وجدت أن بعض الجملة البسيطة (الصريحة التي لا تحوي المجاز) أمكن ترجمتها حرفيا
ولكن لا يمكن القول إنها ترجمة حرفية 100% لأن المترادفات موجودة في الإنكليزية أيضا
مثال:
مالك يوم الدين
owner = مالك
of the day = يوم
of judgment = الحساب أو العدالة (وهنا استعمل المترجم خبرته)
أما الجمل التي تحتوي على مجاز وصور بلاغية فقد ذهب المترجم إلى تقديم العبر والمعاني منها
لأن الصور قد لا تؤدي غرضها في اللغة المترجم إليها كما هو الحال في اللغة الأم
يقول الدكتور العتر:
" ويمكنت أن نتبين الفرق بين الترجمة الحرفية والترجمة التفسيرية بالتطبيق العملي على مثال هو هذه الآية (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) لو أراد المترجم أن يترجم هذه الآية ترجمة حرفية لقال بلغة أخرى:لا تربط يدك إلى عنقك ولا تمدها غاية المد ....
وهذا تعبير بعيد عن المقصود الحقيقي للآية يثير استنكار القارئ غير العربي , لأنه مثير للاستغراب , ولا يفهم منه المعنى الذي قصده القرآن .....
أما إذا أراد ترجمتها ترجمة تفسيرية فإنه يبين نهي القرآن عن الضدين: التقتير والتبذير , وقد عرضهما القرآن مصوّرين صورة شنيعة ينفر منها الإنسان "
اه
"