تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أبياتٌ اغرورقت لها عيني .. (من روائع أبي تمام) ..... (3)

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 11:14 ص]ـ

:::

الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ..

أما بعد:

فقد كنت أقلّب صفحات ديوان أبي تمام (صاحبنا) ... كالعادة ...

وبينا أنا أمخر في عباب بحره ...

إذ وقعت عيني على أبياتٍ في باب النسيب ......

فجّرت دمعي من مدمعي وأبلّت به شعرات أهدابي ..........

وهي لا تتجاوز الأربعة لكنها تغني عن مثل عددها قصائداً ...

قال أبو تمام:

أبادرُها بالشكر قبل وصالها = و إن هجرت يوماً طلبت لها عُذْرا!!

وأجلعها بالغدر عندي وفيَّةً = وإن زعمت أني لها مُضْمرٌ غدرا!!

أتاها بطيبٍ أهلها فتضاحكت = وقالت: أيبغي العطرُ ويحكمُ العطرا؟!!

أحاديثُها درٌّ ودرٌّ كلامُها = ولم أر دُرّاً قبله ينظمُ الدرّا!!

((الوقفات الطللية))

أبادرُها بالشكر قبل وصالها = و إن هجرت يوماً طلبت لها عُذْرا

هذا البيت هو مبدأ الهيجان ... ومنبعُ العبران ...

و بالذات شطره الأول ..

فقوله أبادرها بالشكر ...

أشبه ما يكون بمبادرة الحمد قبل النعم ...

فلهذا لما تأملت في هذا المعنى تذكرتُ نِعَمَ المولى جلّ وعلا ...

وتفكرت:

ماذا لو بادر العبد ربه بالشكر من قبل تحقيق المراد؟!! ..

ما أصدق هذه الوفاء وأحرَّ ذلك الاخلاص ...

تشكر بدر الإحسان التام قبل رؤية هلال الإكرام ... :)

وأجلعها بالغدر عندي وفيَّةً = وإن زعمت أني لها مُضْمرٌ غدرا

لله أبوه!!! ...

جعلها جوهر الوفاء ...

فكل ما يأتي منها هو وفاء ..

سواءً رُؤي وفاءً أو رُؤيَ غدراً ..

هي وفيةً وانتهى الأمر!! ..

وليس عليه ما تقابله من نكران أو تهديه من إساءة ...

أتاها بطيبٍ أهلها فتضاحكت = وقالت: أيبغي العطرُ ويحكمُ العطرا؟!!

طيب وإهداء وتضاحك وتقتّل في صورة تعجّب و تدلل في صورة تساؤل ..

كل هذا جمع في بيتٍ واحدٍ ...

فكأني أشتمُّ ذلك العطر العَبَق ......

وأستمع إلى تلك الضحكات ذات الشهق .......

وأشتاف ذلك التمايل من خلل ذلك التساؤل ...

.

.

معنىً رائع ..

ووصفٌ مرصَّعٌ برَصْفٍ بارع ..

غضوا إن شئتم أبصاركم فالصورة سافرة من استحيائها غارقةٌ في إغوائها:) ..

أحاديثُها درٌّ ودرٌّ كلامُها = ولم أر دُرّاً قبله ينظمُ الدرّا!!

ليت شعري أشعرك أم أحاديثها؟؟

فكلاكما قال درّاً ينظم دراً ..

.

.

ولا مزيد بعد هذا إلا من تأملكم و تمعّنكم فيها ....

والسلام,,,

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 02:23 م]ـ

لن أقرأ الأبيات الآن، فقراءة الشعر له عندي طقوس ليست متوفره في الوقت الحالي ولكن ............................

يا لها من أبيات تلك التي أغرورقت عيناك من الدموع بسببها

كفكف دموعك فلنا بها حاجه عند إنزال موضوعنا الجديد: p

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 02:26 م]ـ

لي عوده يا سيد الرجز

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 02:34 م]ـ

حياك أبا مروان على مرورك الكريم ربك الأكرم ...

وأنا في انتظار عودتك:) ..

والسلام,,,

ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 03:33 م]ـ

أخي رؤبة أختياراتك دوما جميلة وتعليقك عليها يزيدها بهاء , وأشعر باستمتاع حقيقي وأنا أقرأ ماتكتب.

الابيات الجميلة لم تثر ماء الشؤون بل اثارت رواكد الشعر في داخلي.

شكرا لك

رويدك رؤبة الخيرات خفّف=وحسبك من قصيدك ماجواني

وخل الدمع يرقد مستكينا=فان هو سال لايثنيه ثان

هجرت صباوتي وحطمت كأسي=وودعت الشبيبة والغواني

وحلّ الشيب في الفودين مني=نديف الثلج في قلل الجبال

فما أنا بعد هذا العمر أهل =لأبكي كل مخضوب البنان

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 08:30 م]ـ

لا فض الله فاك ..

مروركم المفضال أوسمة فخارٍ تتقلد به مواضيعي وتتشح به مشاركاتي ..

فلا عدمناه منكم ...

والعذر على إثارة الكوامن لكن هي مصدر الروائع كما تعلمون:) ..

والسلام,,,

ـ[زينب محمد]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 08:35 م]ـ

سلامٌ قولًا من ربٍّ رحيم ..

بعد التحية،،

أرجو من الله أن يكون أشقّاء الحرف، بخير وعافية ..

أبيات رائعة كعادة تذوّقكـ يا رؤبة ..

وسأقف عند البيتين الأولين ..

أبادرُها بالشكر قبل وصالها و إن هجرت يوماً طلبت لها عُذْرا!!

وأجلعها بالغدر عندي وفيَّةً وإن زعمت أني لها مُضْمرٌ غدرا!!

بدا لي أن العاطفة هنا بلغت الأوج والصدق، فكأنكـ تسمع أنفاس الشاعر المحبة وهي تتحدث عن تلكـ المحبوبة ..

أبادلها بالشكر ..

هنا، ارتفعت حرارة الوجد، وتسارعت أنفاس الحب، وإنكـ تشعر بضربات قلبه وهو يصف وفاءه لها وشدّة وجده بها، وتحس بأنه يضرب على أوتار السرور، ليقول لها: هل مثل وفاءي من أحدٍ؟

ولن تجدي .. !!

.

.

وإن هجرت يومًا ..

أما هنا، فتنخفض الأنفاس،ليسكن الألم فؤاده وتسبل عينيه من حرّ ماتجد. ومع ذلكـ فكأنكـ تراه يسعى لدفع التهم عنها إن هجرته، فلا يبقى لعاذل مجال للسؤال، فقال: طلبتُ لها عُذرًا ..

.

.

اشتقتُ إلى مثل هذا، ولعلي أعود ..

رفع الله قدركـ أخي رؤبة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير