[السيف]
ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 04:38 م]ـ
سئل عمرو الحميري عن أحب السيوف اليه فقال:
"الصقيل الحسام الباتر المجذام الماضي السطام المرهف الصمصام الذي إذا هززته لم يكْبُ وإذا ضربت به لم ينْبُ ".
وقال ربيعة أخوه:
"هو الحسام القاطع ذو الرونق اللامع الظمآن الجائع الذي إذا هززته هتك , وإذا ضربت به بَتَك ".
الهالك بن عمرو هو أول من اشتغل بالحديد من العرب ولذلك قيل "لكل حداد هالكيّ"
السيف المشرفي هو أفضل السيوف عند العرب واختلفوا في هذه التسمية فمنهم من قال انها مشتقة من مشرف وهي قرية في اليمن أو من قال بل من مشارف الشام وهي قرى تقترب من الريف , ومنهم من قال بل هي تنسب الى رجل من ثقيف اسمه مشرف.
واشتهرت السيوف الهندية المجلوبة من الهند. قال عنترة:
وتطربني سيوف الهند حتى=اهيم الى مضاربها اشتياقا
وعرفت اليمن ايضا بصناعة السيوف. قال عنترة:
بأسمر من رماح الخط لدن=وابيض صارم ذكر يماني
كما اشتهرت الروم بصناعة السيوف , وهل ينسى أحد السيوف الدمشقية الذي يقول الكندي فيها: "أنها ذات شفرات حسنة مختلفة القدود من عراض ودقاق وقصار وطوال ".
ومما يدل على عناية العرب بالسيف كثرة اسمائه عندهم فهو الحسام والصمصام والمهند والصارم والفيصل والبتار
أما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان لديه عدد من السيوف المشهورة. قال ابن قيّم الجوزية:
كان له تسعة أسياف: " مأثور " وهو أول سيف ملكه ورثه من أبيه، و " العضب "، و " ذو الفقار " بكسر الفاء وبفتح الفاء، وكان لا يكاد يفارقه وكانت قائمته وقبيعته وحلقته وذؤابته وبكراته ونعله من فضة , و " القلعي "، و " البتار "، و " الحتف "، و " الرسوب "، و " المخذم "، و " القضيب "، وكان نعل سيفه فضة وما بين ذلك حلق فضة.
ويندر ان تلقى شاعرا عربيا لم يذكر السيف أو يصفه أو يتغنى به فهو عنوان الفروسية والشجاعة والباس , وقد عدت العرب السيف أشرف الاسلحة واحتقرت من لايعرف استخدامه.
من أسماء السيف:
1 - الصمصام: السيف الذي لا ينكسر.
2 - الحسام السيف الحاد البتّار.
3 – الأرقد: السيف غليظ المتن.
4 - المهند اسم للسيف الرقيق الظبة.
5 – البتار والصارم.
6 – العضب.
7 – المنصل.
8 – الفيصل.
9 – السيف المخذم السريع القطع.
وقد اتخذت العرب من اسماء السيف مسميات لاولادها تيمنا به وارهابا لاعدائها ومن اشهر من تسموا بالسيف سيف الله المسلول (خالد بن الوليد (رضي الله عنه)) , وسيف بن ذي اليزن , وسيف الدولة الحمداني , وسيف الدين الغزنوي.
ومن أشهر سيوف العرب الصمصامة (سيف عمرو بن معد يكرب) , وذو الفقار سيف الامام علي (كرم الله وجهه) وفيه قال حسان:
جبريل نادى في الوغى=والوقع ليس بمنجلي
والمسلمون بأسرهم =حول النبي المرسل
لا سيف إلا ذو الفقا=ر ولا فتى إلا علي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 04:57 م]ـ
السيوف المطربات ... بارك الله لك اخي د. منذر على الموضوع اللطيف عن السيوف ونتذكر هنا أبو تمام القائل:
السيف أصدق انباءً من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
وقول الشاعر:
كم من الأحياء ماتوا ... خشية الموت الذؤامْ
ولقد تجنى الحياة **** صاح من حد الحسام
أود التحدث معك أخي د. منذر وما وجدت وسيلة اتصال بك فإذا أحببت فان بريدي موجود على اليمين بارك الله لك.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 08:18 م]ـ
وتأسرني أبيات لبشر بن عوانة يلقى أسداً فيقتله بحد المهند الصمصام وجدت فيها الشجاعة والإقدام وأشكر الدكتور منذر على معلوماته الثرة التي يغنينا بها ولمشاركاتكم الغنية أخ أحمد وأرجو أن تنال إعجابكم:
وكان بشر قد خرج يطلب مهراً لابنة عم له، فلقيه الأسد:
أفاطم لو شهدت برمل خبت ... وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
إذن لرأيت ليثاً رام ليثاً ... هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ... محاذرة فقلت عقرت مهرا
أنل قدمي ظهر الأرض إني ... وجدت الأرض أثبت منك ظهرا
وقلت له وقد أبدى نصالا ً ... محددة ووجها مكفهرا
تدل بمخلب وبحد ناب ... وباللحظات تحسبهن جمرا
وفي يمناي ماضي الغرب أبقى ... بمضربه قراع الموت أثرا
ألم يبلغك ما فعلت ظباه ... بكاظمة غداة لقيت عمرا
وقلبي مثل قلبك لست أخشى ... محاذرة ولست أخاف ذعرا
وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
ففيم تسوم مثلي أن يولي ... ويجعل في يديك النفس قسرا
نصحتك فالتمس يا ليث غيري ... طعاماً إن لحمي كان مرا
فلما ظن أن الغش نصحي ... وخالفني كأني قلت هجرا
مشى ومشيت من أسدين راما ... مراماً كان إذ طلباه وعرا
هززت له الحسام فخلت أني ... هززت به لدى الظلماء فجرا
وجدت له بجائشةٍ رآها ... لمن كذبته عنه النفس قدرا
فخر مضرجا بدم كأني ... هدمت به بناءً مشمخرا
وقلت له يعز علي أني ... قتلت مناسبي جلداً وقهرا
ولكن رمتَ شيئا لم يرمه ... سواك فلم أطِق يا ليث صبرا
تحاول أن تعلمني فراراً ... لعمرُ أبي لقد حاولت نكرا
فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمُتَّ حرا
¥