[قيل في العشق]
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 11 - 2007, 10:11 م]ـ
من كلام الحكماء والفلاسفة
قال أفلاطون: العِشق، حركة النفس الفارغة بغير فكرة.
وسئل ديوجانس عن العشق، فقال: سوء اختيارٍ صادف نفساً فارغة.
وقال أرسطاطاليس: العشق، هو عمى الحسِّ عن إدراك عيوب المحبوب.
وقال فيثاغورس: العشق، طبع يتولد في القلب ويتحرّك وينمى ثم يتربى، ويجتمع إليه موادّ من الحرص، وكلما قوي ازداد صاحبه في الاهتياج واللِّجاج، والتمادي في الطمع، والفكر في الأمانيّ، والحرص على الطلب، حتى يؤدّيه ذلك إلى الغم المقلق.
وقال بعض الفلاسفة: لم أر حقّاً أشبه بباطل، ولا باطلاً أشبه بحق من العشق: هزله جدّ، وجدّه هزْل، وأوّله لعب، وآخره عطب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 12:08 ص]ـ
لقد حكي عن أبي العالية الشاميّ، قال: سأل المأمون بن يحيى بن أكثم عن العشق ما هو؟ فقال: هو سوانح للمرء
يهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه! قال فقال له ثمامة: اسكت يا يحيى! إنما عليك أن تجيب في مسألة طلاقٍ أو مُحرمٍ
صاد ظبياً، أو قتل نملة؛ فأما هذه فمسائلنا نحن! فقال له المأمون: ما العشق؟ يا ثمامة، فقال: العشق جليسٌ
ممتع، وأليف مؤنس، وصاحب مملَّك، ومالك قاهر، ومسالكة لطيفة، ومذاهبه غامضة، وأحكامه جائرة؛ ملك
الأبدان وأرواحها، والقلوب وخواطرها، والعيون ونواظرها، والعقول وآراءها، وأعطى عنان طاعتها، وقيود
تصرفها، وتوارى عن الأبصار مدخله، وغيض في القلوب مسلكه! فقال له المأمون: أحسنت والله، يا ثمامة!
وأمر له بألف دينار.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 12:35 ص]ـ
وقال أبو العيناء: سألت أعرابياً عن الهوى؛ فقال:
هو أظهر من أن يخفى، وأخفى من أن يُرى، كامنٌ ككمون النار في الحجر، إن قدحته أورى، وإن تركته توارى.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 12:48 م]ـ
وحكي عن الأصمعيّ، قال: دخلت على هارون الرشيد، فقال: يا أصمعيّ، إني أرقت ليلتي هذه، فقلت: ممّ؟ أنام الله عين أمير المؤمنين، قال: فكَّرت في العشق ممَّ هو، فلم أقف عليه، فصفه لي حتَّى أخاله جسماً مجسماً! قال الأصمعيّ: لا والله ما كان عندي قبل ذلك فيه شيء فأطرقت مليّاً، ثم قلت: نعم يا سيدي، إذا تقاربت الأخلاق المشاكلة وتمازجت الأرواح المشابهة، لمح نورٌ ساطع يستضيء به العقل، وتهتز لإشراقه طباع الحياة، ويتصوّر من ذلك النور خُلُق خاص بالنفس متصل بجوهريتها يسمَّى العشق! فقال: أحسنت والله! يا غلام، أعطه وأعطه وأعطه! فأعطيت ثلاثين ألف درهم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 03:49 م]ـ
وحكي عن الأصمعيّ أنه قال: لقد أكثر الناس في العشق، فما سمعت أوجز ولا أجمل من قول أعرابية وقد سئلت عن العشق فقلت: ذلٌّ وجنونٌ. قلت: هذه صفة ثمرة العشق ومآله.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 06:50 م]ـ
وقيل لبعضهم: ما العشق؟ فقال: ارتياح في الخلقة، وفرح يجول في الرُّوح، وسرور ينساب في أجزاء القوى.
ـ[خالد الصافي]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 01:02 ص]ـ
ومن العشق ما قاله أحد الصحابة (أظنه ثوبان) للنبي صلى الله عليه وسلم: [والله يا رسول الله! إنا لنشتاق إليك وأنت بيننا فكيف إذا كنت بالجنة ولا ندري ربما نكون في النار وأنت بالجنة أو نكون بالجنة وأنت أعلى منزلة منا .. ] فانظر إلى قوله (إنا لنشتاق إليك وأنت بيننا) مع أن الشوق لا يكون إلا للبعيد غير الموجود بين أظهرنا فما هي حالة العشق لدى هذا الصحابي رضي الله عنهم أجمعين!!!. وشكرا لك يا أخي ليث على المواضيع والكلام القيم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 05:26 م]ـ
وزعم جالينوس أنَّ المحبة قد تقع من العاقلين من باب تشاكلهما في العقل ولا تقع بين الأحمقين من باب تشاكلهما في الحمق لأن العقل يجري على ترتيب فيجوز أن يُتفق فيه على طريق واحد والحمق لا يجري على ترتيب فلا يجوز أن يقع به اتفاق بين اثنين وقال بعض المتطببتن إنَّ العشق طمع يتولد في القلب وتجتمع إليه مواد من الحرص مكلما قوي ازداد صاحبه في الاهتياج واللجاج وشدَّة القلق وكثرة الشَّهوة وعند ذلك يكون احتراق الدم واستحالته إلى السوداء والتهاب الصفراء وانقلابها إلى السوداء ومن طغيان السوداء فساد الفكر ومع فساد الفكر تكون العدامة ونقصان العقل ورجاء ما لا يكون وتمنِّي ما لا يتمُّ حتَّى يؤدي ذلك إلى الجنون فحينئذ ربَّما قتل العاشق نفسه وربَّما مات غمّاً وربَّما نظر إلى معشوقه فيموت فرحاً أو أسفاً وربَّما شهق شهقة فتختفي فيها روحه أربعاً وعشرين ساعة فيظنون أنَّه قد مات فيقبرونه وهو حيٌّ وربَّما تنفس الصعداء فتختنق نفسه في تامور قلبه وينضمُّ عليها القلب فلا ينفرج حتَّى يموت وربَّما ارتاح وتشوَّق للنَّظر أو رأى من يحبُّ فجأة فتخرج نفسه فجأة دفعة واحدة وأنت ترى العاشق إذا سمع بذكر من يحبُّ كيف يهرب ويستحيل لونه وإن كان الأمر يجري على ما ذكر فإنَّ زوال المكروه عمَّن هذه حاله لا سبيل إليه بتدبير الآدميين ولا شفاء له إلاَّ بلطف يقع له من رب العالمين وذلك أن المكروه العارض من سبب قائم منفرد بنفسه يتهيَّأ التَّلطُّف في إزالته بإزالة سببه فإذا وقع الشَّيئان وكل واحد منهما علَّة لصاحبه لم يكن إلى زوال واحدة منهما سبيل فإذا كانت السوداء سبباً لاتصال الفكر وكان اتصال الفكر سبباً لاحتراق الدم والصفراء وقلبها إلى تقوية السوداء كلما قويت قوَّت الفكر والفكر كلما قوي قوَّى السوداء وهذا هو الداء الَّذي يعجز عن معالجته الأطبَّاء.
¥