[الحج في الشعر ...]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 03:46 ص]ـ
الباب مفتوح للجميع ...
أحمد شوقي
حين أبصرت كعبة الحق أضحى=كل فكري بسحرها مشغولا
ومع الطائفين طفت ألبي=ودموعي تصعد الترتيلا
وجوار المقام صليت حمداً=أرجو بدعائي القبولا
أقبلت نحو مهبط الحق أرجو=شرف السعي والثواب الجزيلا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 03:32 م]ـ
الكعبة الزهراء لبدوي الجبل:
بنور على أم القرى و بطيب = غسلت فؤادي من أسى و لهيب
لثمت الثّرى سبعا و كحّلت مقلتي = بحسن كأسرار السماء مهيب
و أمسكت قلبي لا يطير إلى (منى) = بأعبائه من لهفة و وجيب
فيا مهجتي: وادي الأمين محمد = خصيب الهدى: و الزرع غير خصيب
هنا الكعبة الزّهراء. و الوحي و الشذا = هنا النور. فافني في هواه و ذوبي
و يا مهجتي: بين الحطيم و زمزم = تركت دموعي شافعا لذنوبي
و في الكعبة الزهراء زيّنت لوعتي = و عطّر أبواب السماء نحيبي
...
و ردّدت الصحراء شرقا و مغربا = صدى نغم من لوعة و رتوب
تلاقوا عليها، من غني و معدم = و من صبية زغب الجناح و شيب
نظائر فيها: بردهم برد محرم = يضوع شذا: و القلب قلب منيب
أناخوا الذنوب المثقلات لواغبا = بأفيح – من عفو الإله – رحيب
و ذلّ لعزّ الله كلّ مسوّد = ورقّ لخوف الله كلّ صليب
...
و لو أنّ عندي للشّباب بقيّة = خففت إليها فوق ظهر نجيب
و لي غفوة في كلّ ظلّ لقيته = و وقفة سقيا عند كلّ قليب
هتكت حجاب الصّمت بيني و بينها = (بشبّابة) سكرى الحنين خلوب
حسبت بها جنّيّة (معبدية) = و فرّجت عن غماّئها بثقوب
...
و ركب عليها، وسم أخفاق عيسهم = وهام تهاوت للكرى و جنوب
و ألف سراب، ما كفرت بحسنها = و إن فاجأت غدرانها بنضوب
و ضجّة صمت جلجلت. ثمّ وادعت = و رقّت، كأخفى همسة و دبيب
و أطياف جنّ في بحار رمالها = تصارع حالي طفوة و رسوب
و تعطفني آلآرام فيها نوافر = إلى رشأ في الغوطتين ربيب
يعلّلني – و الصدق فيه سجية = بوعد مطول باللقاء كذوب
و بدّلت حسنا ضاحك الدلّ ناعما = بحسن عنيف في الرّمال كئيب
و من صحب الصحراء هام بعالم = من السحر جنّي الطيوف رهيب
و للفلك الأسمى، فضول لسرها = ففي كلّ نجم منه عين رقيب
...
أرى بخيال السّحب – خطو محمد = على مخصب من بيدها و جديب
و سمر خيام مزّق الصمت عندها = حماحم خيل بشّرت بركوب
و نارا على نجد من الرمل أوقدت = لنجدة محروم و غوث حريب
و تكبيرة في الفجر سالت مع الصّبا = نعيم فياف و اخضلال سهوب
أشمّ الرمال السمر: في كلّ حفنة = من الرّمل، دنيا من هوى و طيوب
على كلّ نجد منه نفح ملائك = و في كلّ واد منه سرّ غيوب
توحّدت بالصحراء. حتّى مغيبها = و مشهدها من مشهديّ و مغيبي
ومن هذه الصحراء، أنوار مرسل = و رايات منصور. و بدع خطيب
و من هذه الصحراء، شعر تبرّجت = به كلّ سكرى بالدلال عروب
تعطّر في أنغامه و رحيقه = وريّاه:عطري مبسم و سبيب
ترشّ النجوم النور فيها ممسّكا = فأترع أحلامي و أهرق كوبي
و ما أكرم الصحراء .. تصدى .. و نمنمت = لنا برد ظل كالنعيم رطيب
و يغفو لها التاريخ. حتّى ترجّه = بداهية صلب القناة أريب
شكا الدّهر ممّا أتعبته رمالها = و لم تشك فيه من ونى و لغوب
و صبر من الصحراء، أحكمت نسجه = سموت به عن محنتي و كروبي
و من هذه الصحراء .. صيغت سجيّتي = فكلّ عجيب الدّهر غير عجيب
يرنّح شعري باللوى كلّ بانة = و يندى بشعري فيه كلّ كثيب
و لولا الجراح الداميات بمهجتي = لأسكر نجدا و الحجاز نسيبي
و هيهات ما لوم الكريم سجيّتي = و لا بغضه عند الجفاء نصيبي
نقلت إلى قلبي حياء و عفّة = أسارير وجهي من أسى و قطوب
و عرّتني الأيّام ممّن أحبّهم = كأيك – تحاماه الرّبيع – سليب
و رب ّ بعيد عنك أحلى من المنى = و ربّ قريب الدّار غير قريب
و ويح الغواني: ما أمنت خطوبها = و قد أمنت بعد المشيب خطوبي
و كيف و ثوبي للزّمان و أهله = و للشيّب أصفاد يعقن و ثوبي
أفي كلّ يوم لوعة بعد لوعة = لغربة أهل أو لفقد حبيب
و يارب: في قلبي ندوب جديدة = تريد القرى من سالفات ندوب
يريد حسابي ظالم بعد ظالم = و ما غير جبّار السماء حسيبي
و يا رب: صن بالحبّ قومي مؤلفا = شتات قلوب لا شتات دروب
و يا رب: لا تقبل صغاء بشاشة = إذ لم يصاحبه صفاء قلوب
تداووا من الجلىّ بجلىّ .. و خلّفوا = وراءهم الإسلام خير طبيب
...
و يا رب: في الإسلام نور و رحمة = و شوق نسيب نازح لنسيب
فألّف على الإسلام دنيا تمزّقت = إلى أمم مقهورة و شعوب
وكلّ بعيد حجّ للبيت أو هفا = إليه- و إن شطّ المزار – قريبي
سجايا من الإسلام: سمح حنانها = فلا شعب عن نعمائها بغريب ...
ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 03:59 م]ـ
أخي أحمد كل ماتختاره جميل وممتع. شكرا لانتقائك المميز.
قصيدة بدوي الجبل أقوى وأمتن من قصيدة شوقي , والبدوي معروف بموسيقاه الشعرية المميزة وديباجته الرائقة , وأنا أضعه تابعا للمدرسة الكلاسيكية الحديثة في الشعر التي تمزج الكلاسيكية القديمة بشئ من مميزات الشعر الرومانسي , وهو ــ أي شوقي ــ وحافظ ابراهيم تلميذان للمدرسة الكلاسيكية في الشعر التي يمثلها خير تمثيل سامي البارودي , وهي تدعو الى العودة الى نمط الشعر القديم بصيغته وجزالته المعروفة.
¥