[أحمد السلمان]
ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 02:51 م]ـ
الشاعر أحمد السلمان (مواليد الملاجة في طرطوس) من الشعراء المغمورين الذين لم يسعوا وراء الشهرة الا ان انتاجه الشعري كان يؤهله ليتبوأ مكانة مرموقة في عالم الشعر , وقد بقيت حصيلة فكره , وبقيت خواطره الشخصية حبيسة أوراق صفراء أغلق عليها خزانته وقلبه على حد سواء , ورغم ان الشاعر لم يسع وراء المجد الا ان المجد لحق بركابه رغما عنه , ورغم ان ايا من الصحف او وسائل الاعلام لم تهتم بنشر قصائده الا انها كانت في ذاكرة وقلوب محبيه.
رضع الشاعر الالم والحزن منذ طفولته حتى وفاته وكانت روحه الباكية المهمومة ترخي بظلالها على انتاجه كله فهو شاعر الحزن والمراثي والبكاء المؤلم , وكان حزنه دافعا له ليعتزل الناس والدنيا متشوقا الى عدالة أخرى في دار غير هذه الدار , عدالة سماوية ربانية تنصف الناس وتريح القلب وتعطي كل ذي حق حقه.
أذكر جيدا كيف كان الناس يتهافتون على حضور المناسبات التي يسمعون عن مشاركته فيها , وعندما كان يعتلي المنبر يبدأ بقراءة شعره البسيط الصادق فيلمس قلوب الناس ومعاناتهم وربما ابكاهم , وكم من المرات التي حضرت مجلسه وأصغيت اليه وتمنيت ان لايتوقف عن الكلام.
من يقرأ مخطوطة ديوان الشاعر يشعر بهذا النفس الحزين المبكي المتشائم وربما أدرك ان الفرح بالنسبة اليه هو دار الغربة.
أحمد السلمان شاعر كبير ونمط خاص من شعراء التشاؤم والتصوف يحتاج الى دراسات نقدية وافية تعطيه حقه ولو بعد موته.
وساقدم بعض النماذج من شعره:
عرس المجد
(عرس المجد قصيدة قالها بمناسبة تكريم أحد أصدقائه)
تعثرت قدمي لما تقدمها ........ قلبي يبارك عرس المجد والشرف
فلم أكن عنك في الحالين منصرفا ..... الا اليك وماحولت منصرفي
وما انعطفت الى واد أطوف به ........ الا وكان الى واديك منعطفي
واد خلعت به نعلي مذ وطئت ......... ترابه قدمي مستقبلا هدفي
لازلتم سلفا يسمو به خلف .......... كما سما خلف بالسادة السلف
سيري مواكب هذا البيت وانطلقي ....... الى الامام بايمان ولا تقفي
العمر الضائع
هذه سبع وسبعون انقضت ......... وانا بعد كأن لم أولد
عشتها لم أدر ماذا قدمت ......... لغد نفسي وما أعطت يدي
وسأبقى صورة حاضرة ......... لغد أو ربما بعد غد
هكذا العمر وما أضيعه ......... زبد أو قل بقايا زبد
لو أستطيع
لو أستطيع سلخت من ....... أحشاء هذا الليل فجرا
وعصرت من لهب الرما ..... ل ووهجها عسلا وخمرا
وأعدت ظل طفولة ..... أمست مع الأيام ذكرى
حظي ولست ألوم زيدا أو أعاتب فيه عمرا
ماذا أخذت لأعطي الـ ....... أيام عرفانا وشكرا
إلا سرابا خلته ........ في واسع الصحراء بحرا
لم تعطني إلا معا ......... ناة وآلاماً وقهرا
حتى غدا أو كاد يصـ ......... بح صادق الايمان كفرا
الغد المرتقب
نماذج من أحاسيس مشوشة ....... رسمتُها صورا حيرى على الورق
تناهبتها يد الألوان فاختلطت ........ ألوانها في مزيج غير متسق
هي اذّكارات ماض حاضرٌ غده ...... بدت سحائبه سوداء في الافق
الانسان والشجرة
اذا كنت تطلب ايضاحا وترجمة ............. لـ "من أنا" فتأمل هذه الشجرهْ
عريتُ من بضع أوراق مصوّحة ........... كانت لبضع سنين غضة نضرهْ
لم يبق مني سوى أشلاء خالية .............. من الحياة وبُقيا أعظُم نخرهْ
قد كنت بين حقول الخير معرفة ......... واليوم أصبحتُ مجهول "الأنا" نكرهْ
هذا شعار وجودي لايزال هنا .......... في ذمة الارض من ينظر اليه يرهْ
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 03:03 م]ـ
بارك الله فيك
د. منذر الزاوي
نماذك رائعة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 05:15 م]ـ
الشكر لك أخي د. منذر على هذه الجهود في تسلسط الضوء على الاعلام المغمورين والذي نحن باحاجة الى ان نعرفهم عن قرب.