تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من النثر الممتع]

ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 01:16 م]ـ

الشعر والنثر وسيلتان من وسائل التعبير وفنّان من الفنون الجميلة اداتهما الالفاظ , فما يميز نوعاً من الفن عن نوع آخر ـــ ولايهم ان كان شعرا أو نثرا ـــ هو قدرته على التعبير عن الفكرة وتصرفه في الابتكار والابداع , وقد تميز الشعر عن النثر بمقدار مبالغته وايجازه وموسيقاه أما النثر فكلما اعتمد على ايجاز العبارة وتزويق الفكرة دون انحراف عن المعنى يزداد اقترابا من مرتبة الشعر , ولولا النثر العظيم الممتع لما استمتعنا بسخرية الجاحظ في بخلائه ولا عبارات ابن حزم في مطوقته ولا مجالس ابي حيان في امتاعه مؤانسته.وهاكم مثالا على ذلك:

قال ابن زيدون في رسالته الجدية يخاطب ابن جهور ويستعطفه لاطلاق سراحه من محبسه:

ان سلبتني اعزك الله لباس إنعامك , وعطلتني من حليِّ إيناسك وغضضت عني طرف عنايتك بعد أن نظر الاعمى الى تأميلي لك , وسمع الأصم ثنائي عليك , وأحس الجماد باستنادي اليك فقد يغص بالماء شاربه , ويفتك الدواء بالمستشفي به , ويؤتى الحذر من مأمنه , واني لأتجلد فاقول هل أنا الا يد أدماها سوارها وجبين عض به اكليله ومشرفيٌّ ألصقه بالارض صاقله , وسمهري عرضه على النار مثقفه , والعتب محمود عواقبه , والنبوة غمرة ثم تنجلي والنكبة سحابة صيف عن قريب تنقشع , وليت شعري ما الذنب الذي أذنبت ولم يسعه العفو ولا أخلو من أن أكون بريئا فاين العفو أو مسيئاً فأين الفضل , وماأراني إلا لو أمرت لآدم بالسجود فابيت , وعكفت على العجل واعتديت في السبت لكان فيما جرى علي مايحتمل ان يُسمّى نكالاً.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 04:29 م]ـ

بارك الله لك اخي د. منذر على هذا الجهد المشكور جزاك الله خيراً عليه ... ومن أحسن ما قرأت من النثر:

عن الرضي أبو الحسن الموسوي النقيب: من هوان الدنيا على الله أن أخرج نفائسها من خسائسها، وأطايبها من أخابثها: فالذهب والفضة من حجارة، والمسك من فارة، والعنبر من روث دابة، والعسل من ذبابة، والسكر من قصب، والخز من كلبة، والديباج من دودة، والعالم من نطفة قذرة " فتبارك الله رب العالمين " " غافر: 64 ".

ـ[ابو وميض]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 08:30 م]ـ

شكرا لك دكتور على هذا الكلام والمشاركة الجميلة

تحيتي ومودتي

ابو وميض

ـ[أحاول أن]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 09:18 م]ـ

بارك الله فيكم أجمعين ..

من روائع النثر علما وأدبا ,ذاك الإرث النثري القيِّم لابن القيم رحمه الله ..

ومن جميلِه ِ ما قرأت ُ في توقيع أختنا الرائعة "ليلى الأخيلية ":

إن في القلب شعث: لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن: لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!

ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 10:33 م]ـ

الاخ العزيز الاديب المتميز احمد الغنام

الصديق الجديد الاخ ابو وميض

الاستاذة القديرة احاول أن

مررتم فعطرتم المكان وغادرتم فما تركتم الا لؤلؤاً منثورا وطرازا منشورا وان كان في ذلك تعبير فهو فضل يُكسب ثراء ويقلّد منّة , وما اتيتم به من الاعلاق النفيسة الممتعة هو قطع الروض بل أكمام الزهر بل السحر الحلال , وقد مر بي وقت كنت فيه اغوص في بحار الاقدمين ماوجدت الى ذلك فرصة فما عرفت ملالاً ولا لحق بي سأم ومضى من عمري شطره الاكبر ولازال بي شوق الى بلاغة القول لاينطفي أواره استوطن قلبي واسترق ذهني وعقلي.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[26 - 11 - 2007, 01:00 ص]ـ

أستاذنا د. منذر عمران الزاوي بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على هذا المجهود الرائع فأنا ممن يتابع مواضيعكم الجميلة والطويلة أحيانا لكنها مفيدة ومتميزة

وإليكم هذا النص النثري الرائع نقلته لكم من كتاب جواهر الأدب للهاشمي

وأخص بالإهداء أستاذنا أحمد الغنام وأهل تركيا رحم الله الخلافة

كتبت الدولة العلية العثمانية إلى إحدى الدول الأوروبية

أيها الوزير الأفخم: إن لفظة (تقسيم تركيا) إفك لا يفوه به عاقل ولا يتصوره إنسان تكاد تنفطر له السماء دهشة وترتج له الأرض وحشة بل تخر دونه الجبال وتنفك عنده الآمال كأن أوروبا تستطيعه ولكنها لم تفعله: ولن تفعله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً فقل: (اللّهُمّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّنْ تَشَآءُ وَتُعِزّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: 26] تقسيم تركيا كلمة ليست أكبر من أوروبا فقط بل هي أكبر من منظومة هذا العالم الشمسي الذي تراه أو تسمع به إن كنت لا تراه فلا يليق أن يفوه به إلا فم القدرة الإلهية (قَآئِمٌ عَلَىَ كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) [الرعد: 33] (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَىَ أَمْرِهِ وَلََكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21] تقسيم تركيا ربما يكون ولكن متى يكون؟ يكون حينما يتحلى وجه البسيطة بدمائنا الطاهرة الزكية يوم ترى الأرض لابسة تلك الحلة الأرجوانية الثمينة حيث تتمشى الدماء على فيروزج الفضاء محاطة كواكب الوجود بكتائب جنود العدم المطلق: لا أرض لمن تقل ولا سماء لمن تظل ولا قائم موجود ولا دائم مقصود، هنالك تتحدث شياطين الخيال في أندية المحال بحديث ذلك التقسيم المشؤوم ولا من سميع ولا من مجيب فالويل ثم الويل يوم ذلك التقسيم الموهوم والثبور ثم الثبور إذا تنزلت السماء بقضاء ذلك الهول المقسوم: إن في ذلك لبلاغاً لقوم يتفكرون.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير