نفثات مغتاظ في غيّاظ .......
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 07:50 ص]ـ
:::
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً ..
أما بعد:
فهذه أبياتٌ انتقيتها لكم للحضين بن منذر البكري
والحضين
هو ابن منذر بن الحارث بن وعلة
أبو ساسان
من سادات بكر بن وائل في الإسلام ..
وحامل لواء أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه يوم صفّين
وهو الذي قيل فيه:
- زعموا أنّ الأبيات لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه-:
لِمَنْ رايةٌ سوداءٌ يَخْفُقُ ظِلُّها،=إِذا قيل: قَدِّمْها حُضَيْنُ، تَقَدَّما
ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها=حِياضَ المَنايا، تَقْطُر الموتَ والدّما
وأما أبيات الحضين
فهي في ولده (غيّاظ بن الحضين) ..
يهجوه على عقوقه به ..
وهنا فائدة في أدب تسمية الآباء للأبناء ..
وكما قيل لكلّ من اسمه نصيبٍ ..
قال الحضين بن منذر البكري في ولده غيّاظ:
نَسِيٌّ لما أُولِيتَ من صالح مَضى،=وأَنت لتأْديبٍ عليَّ حَفِيظُ
تَليِنَ لأَهْل الغِلِّ والغَمز منهمُ،=وأَنت على أَهلِ الصَّفاء غليظ
وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ=عدوّاً، ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ
فلا حَفِظَ الرحمنُ رُوحَك حَيَّةً،=ولا وهْيَ في الأَرواحِ حين تَفِيظ
عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي=يَرى منك ,من غيْظ عليك كَظيظ
في الأبيات جمال تركيبي وإحكام تعبيري ..
ويتضح هذا أكثر في البيت الأخير منها:
عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي=يَرى منك ,من غيْظ عليك كَظيظ
ومن يردد هذه الأبيات بمخارج الحروف الصحيحة ..
أظنه سيجد نَفَس الشيخوخة المنبثّ من أعماق الأبيات
التي خرجت يوماً ما من سريرة شيخٍ جليل عجم عود الزمان وعلكه ..
ممزوجاً بأنفاسٍ من الغيظ المشتعل في جوانح هذا الشيخ على ولده الغيّاظ غيّاظ ..
وأكبر دلالة على ذلك استخدامه حرف الظاء للقافية
-وهو من أفخم حروف التفخيم-
فجاءت شعلة متقدة ملءَ الفم فخامةً وجزالةً وحرارةً ...
هذا ما أحببت أن أقف عليه ..
وأطرحه بين أيديكم ...
وأتركم لكم المجال الأفيح للتأمّل والاستمتاع بالأبيات ..
رغم قلتها .. :)
.
.
والسلامـ
ـ[متعصب للمتنبي]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 08:24 ص]ـ
ما ذكرته يا أستاذي رؤبة في نظري جميل وليس بجميل:
جميل لأنه: أخرج نفثاته في أبيات قليلة.
وغير جميل لأننا: أناس فيهم طمع كثير , ونقول ليته قال أكثر, ولكن هذه عادة بعض الشعراء ينهينا ولم تبلغ القلوب الحناجر.
شكراً على دررك يا أيها الغطاس ولكن في بحور السحر عفواً (الشعر)
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 08:31 ص]ـ
أولاً .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عمت صباحاً أيها المتعصب - الغير ملوم في تعصبه - .. :)
أشرقت والله الصفحة بهلولك ...
وانشرحت رحابها بحلولك ...........
ولعمري لقد صدقت ...
فوالله إني لظمآن إلى مزيدٍ من تلك الأنفاس الحارة ...
لكن هذا ما وصل لي ولعلّ الرواية هي الظالمة والشاعر هو المظلوم .. :
دمت في حفظ الله وعنايته ..
والسلام,,,
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 10:17 م]ـ
وغير جميل لأننا: أناس فيهم طمع كثير , ونقول ليته قال أكثر, ولكن هذه
(الشعر)
يكفينا من القلاده ما أحاط بالعنق ولعمري لقد فَعَلَت تلك الأبيات
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 10 - 2007, 01:40 ص]ـ
صدقت يا رؤبة
لكل من اسمه نصيب
وأتركم لكم المجال الأفيح للتأمّل والاستمتاع بالأبيات ..
في هذا المجال الأفيح استوقفني ذلك الفعل (تفيظ) لا أخفيك لم أسمعه قبل اليوم ما أعرفه بالضاد (تفيض)
فكانت هذه الجولة مع تاج العوس واعذرني على الإثقال
"ف ي ظ
كَفَاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفَيْظُوظَةً وفَيَظَاناً مُحَرَّكَةً وفُيُوظاً بالضّمِّ ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ مَا عَدَا الثّانِيَةَ فإِنَّهُ ذَكَرَهَا اللَّيْثُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ ويُقَالُ لِلْعَجّاجِ:
والأسْدُ أَمْسَى جَمْعُهُمْ لُفَاظَا ... لاَ يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ فَاظَا
" إِنْ ماتَ فِي مَصِيفِهِ أَو قاظا أَيْ مِنْ كَثْرَةِ القَتْلَى
¥