[= ((قيس وليلى وجبل التوباد)) =]
ـ[خيال الغلباء]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 05:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام واخواتي الكريمات اعضاء شبكة الفصيح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد قلما يوجد من لم يسمع بالتوباد ذلك الجبل المشهور جدا والذي أصبح رمزا للحب العذري وإن وجد من لم يسمع به فمن المؤكد أنه سمع أو قرأ عن قيس بن الملوح الخفاجي ومحبوبته ليلى العامريين الذين عاشا في زمن الخليفة الأموي مروان بن الحكم في حدود السنة الخامسة و الستين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليم يقع هذا الجبل في قرية الغيل والتي ما زال سكانها من القبائل العامرية فهم اليوم القبابنة من ابناء شماس بن الهزم بن رؤيبة الاصغر بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة وتقع على مسافة 35 كم شمال غرب مدينة الأفلاج التي يعود عمرها لآلاف السنين والتي قال فيها أمير الشعراء أمرؤ القيس بن حجر الكندي:
بعيني ظعن الحي لما تحملوا
لدى جانب الأفلاج من جنب تيم
وقال فيها لبيد بن ربيعة رضي الله عنه:
فتكلم بتلكم غير فخر عليكم
وبيت على الأفلاج ثم مقيم
وبالمناسبة فإن الأفلاج تحمل اسمين الأفلاج هو الأسم العربي للفلج الذي ينقل المياه في الأراضي وهو شبية بالساقي لكنه تحت الأرض ويكثر في سلطنة عمان حالياً واسم ليلى ويقال أن المدينة سميت بليلى نسبة إلى ليلى الاخيلية العامرية معشوقة قيس وابنة عمه وتخليدآ لتلك القصه وهما يعودان لقبيلة بني خفاجة والاخيل العامريتين كما أن هذه القرية تقع على مسافة تزيد على350 كيلو متراً من الرياض ناحية الجنوب الغربي. ويقول قيس بن ا لملوح مخاطبآ جبل التوباد بهذه القصيدة الجميلة:
وأجهشت للتوباد حين رأيته
وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما عرفته
ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم
حواليك في خصب وطيب زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى من الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً
فراقك والحيان مؤتلفان
الصورة التالية من الناحية الجنوبية للجبل.
http://www.9q9q.org/index.php?image=p7Eac8UWt04yJg
وفي عرض الجبل يوجد هذا السور القديم الذي يبلغ عرضه في القاعدة حوالي المتر وأكثر وكنت اتساءل كيف رفعت هذه المواد الطينية لبنائه، وهي على سفح جبل، بقي من هذا السور أجزاء لم تتهدم استغل أحد المهتمين عدم اهتمام الجهات المختصة ليكتب عليه جبل التوباد ليعرفه الزائرون.
http://www.9q9q.org/index.php?image=7NTUWTFHe691eD
وكما قلت لكم فإن المنطقة بعمرها الطويل جداً كانت مسرحا لحضارات قديمة وهذه المقبرة القديمة جداً والتي يكثر بها القبور بشكل لم أراها حتى في المدن الكبيرة القديمة ويقترب من المقبرة شرقاً سور منيع وعال جداً وهو امتداد لنفس السور الذي يمتد إلى جزء من جبل التوباد هنا جزء صغير من المقبرة والتي لا تتناسب حاليا مع عدد سكان القرية وهذا دليل قوي وكبير بأن هذه القرية كانت أكبر من ذلك بكثير.
http://www.9q9q.org/index.php?image=CRXKMJhjFSvqql
كان أبناء العمومة قيس وليلى طفلين صغيرين يرعيان البهم صغار الماعز والغنم على سفوح هذه الجبال فأعجب بها، وأعجبت به. وقال فيها قيس بن الملوح:
تعلقت ليلى وهي غرٌّ صغيرةٌ
ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
كبرا معاً وكبرحبهما لكن العواذل لم يتركوهما يتممون هذا الحب بالزواج فبدؤوا يشون بهما لأهل ليلى حتى منعوها عنه. في أعلى هذا الجبل يوجد غار صغير عرف بغار ((قيس وليلى)) حيث ترددت مقولة أنهما كانا يلتقيان هناك لكن قد لا يصح هذا القول مقارنة بالوضع الذي يحيطهما فمن الطبيعي أنه عند صعودك لهذا الجبل فإنك سترى ومن مسافة بعيدة ولذا من الصعب ان يترافقان معاً لهذا الغار. هنا قمة الجبل الشرقية وهي الطريق المتدرج للنزول وإلى الخلف يبدأ الجبل بالإرتفاع قليلاً حتى يكاد يكشف جميع المنطقة المحيطة به وهذا يتعارض مع السرية التي كان ينشدها المحبين آنذاك كما يلاحظ ارتفاع النخيل الذي يقدر عمره بمئات السنين وكثرته في هذا الوادي الذي تقع فيه قرية الغيل.
http://www.9q9q.org/index.php?image=Qagz1ykmIkKHQo
¥