[في شوارد الأمثال]
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 03:22 ص]ـ
:::
أحببت أن أضع هنا ما قراته في كتاب التذكرة الحمدونية -لابن حمدون في شوارد الامثال .. لتعم الفائدة على أبناء هذا الفصيح الراقي
[في شوارد الأمثال]
أمثال العرب كثير، وإن وقعت عليها أشعارهم، ومن تلاهم من المخضرمين والمحدثين، لم
يضبطها حصرٌ. وفي الأمثال الخامل والنادر، والبعيد المغزى، والعقد المعنى، والجافي
اللفظ. فاعتمدت في هذا الباب على المشهور منها، وما جزلت ألفاظه، وسهلت معانيه،
وحسن استعماله في عصرنا، ولم يكن بعيداً من الملاءمة، فمن الأمثال: البس لكل حالةٍ
لبوسها. واقتصدت فيما أوردته في الأمثال النبوية، مع أن كلامه صلى الله عليه وسلم
حكمةٌ، وأمثاله كثيرة، وفيما لأوقعته عليها من الشعر. فإن الكتاب الذي هذه الأمثال بابٌ
من أبوابه، قد تضمن من كلامه صلى الله عليه وسلم، ومن الأشعار في كل أبوابه ما يقع
شاهداً في عموم المعاني والمقاصد، فلا حظ في تكريرها. وأضفت كل معنىً إلى ما يجانسه
ويقاربه لئلا تكثر الفصول فيضل المتأمل لها.
وهي اثنان وسبعون فصلاً: شواهد من الكتاب العزيز، من كلام الرسول عليه السلام،
منتهى التمثيل في لفظ أفعل التفضيل، والحنكة والتجارب، الأخذ بالحزم والاستعداد للأمر،
الاغترار والتحيل والاطماع، البر والعقوق، الحمية والأنف، الحلم والثبات، الصدق والكذب،
وصف الرجل بالتدبير والفعل الجميل، التمسك بالأمر الواضح، التوسط في الأمور، التساوي
في الأمر، المجازاة، التفرق والزيال، حفظ اللسان، التصريح والمكاشفة، التسويف والوعد
والوعيد، المكر والمداهنة، الضرورة والمعذرة والأعذار، تعذر الكمال المحض، تعلق الفعل
بما يبعد، والامتناع عنه ما اتصل المانع أو فعله ما استمر الشيء، وضع الشيء في موضعه،
وضع الشيء في غير موضعه، إصلاح المال، تسهيل الأمور ودفع الأقدم بالأحدث، العداوة
والشماتة والرمي بالعصبية، الاتفاق والتحاب والاستمالة، قوة الخلق إلى التخلق، دليل
استعان بمثله النفع والضر وفي معانيهما، النفع من حيث لا يحتسب، المبالغة، الأمر النادر،
الجبن والذل، الجهل والحمق، البلية على البلية، خيبة الأمل والسعي، العدة تأوي إليها، ألزم
الأمور بصاحبها، الجاني على نفسه، الإحالة بالذنب على من لم يجنه، لقاء الشيء بمثله أو
أشد، تنافي الحالات، الرضى بالميسور إذا تعذر المنشود، الأمر المضاع والمهمل، ارتفاع
الخامل، خمول النبيه، الشر وراءه الخير، ضد ذلك، الخطأ والاختلاط، الجميل يكدر بالمن،
اغتنام الفرصة، اللقاء، تعذر الأمر وما يعرض من دونه، طلب الحاجة، التعجيل وفوت
الأمر، سوء المكافأة وظلم المجازاة، الظن، التبري من الأمر، الاستهانة وقلة الاحتفال،
المشاركة في الرخاء والخذلان في الشدة، والرخاء والسعة، المعجب بخاصة نفسه، الساعي
لنفسه في صلاحه، اليسير يحيي الكثير، الشدة والداهية، الدعاء.
من شواهد الكتاب العزيز
على أنه يحيط بما لا تفنى عجائبه، ولا تنفد غرائبه، وإنما نشير إلى ما يقتضيه شرط
الكتاب، والله الموفق للصواب.
قوله تعالى: "إنما مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل
الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها
أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقومٍ
يتفكرون".
وقال الحسن: ضرب الله مثلاً، فأقل الناس انتفع به وأبصره، يقول الله عز وجل: "أيود
أحدكم أن تكون له جنةٌ من نخيلٍ وأعنابٍ تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات
وأصابه الكبر وله ذريةٌ ضعفاء فأصابها إعصارٌ فيه نارٌ فاحترقت كذلك يبين الله لكم
الآيات لعلكم تتفكرون".
ثم قال: هذا الإنسان حين كبرت سنه وكثر عياله ورق عظمه، بعث الله على جنته ناراً
فأحرقتها، أحوج ما كان إليها، فهذا مثلٌ ضربه الله ليوم القيامة، يوم يقوم ابن آدم عريان
ظمآن، ينتظر ويحذر شدة ذلك اليوم، فأيكم سره أن يذهب عمله أحوج ما كان إليه؟.
وقال تعالى في خيبة السعي: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في
الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً".
وقال عز وجل: "وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً".
¥