تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من أجمل النظم]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 05:38 ص]ـ

قصيدة في صلة الرحم، فيها الكثير من الحكم لمعن بن أوس المزني

وذي رَحِمٍ قَلَّمتُ أظفارَ ضِغْنِه=بحلمي عنه وهو ليس له حِلم

يُحاولُ رَغمي لا يحاولُ غيره=وكالموت عندي أن يَحُلَّ به الرَّغْم

فإن أعْفُ عنه أُغضِ عَيْناً على قَذى=وليس له بالصفح عن ذنبه عِلم

وإن أنتصر منه أكُنْ مثل رائشٍ=سهامَ عَدُوٍ يُستهاض بها العَظم

صبرتُ على ماكان بينى وبينه=وما تستوي حربُ الأقارب والسلمُ

وبادرتُ منه النأيَ والمرءُ قادر=على سهمه مادام في كفهِ السهمُ

ويَشْتمُ عرضِي في المُغَيَّب جاهدا=وليس له عندي هوانٌ ولا شَتْمُ

إذا سمتُه وَصْلَ القرابة سامني=قطيعتها تلك السفاهةُ والإثمُ

وإن أدَعُهُ للنِّصف يأبَ ويَعصني=ويدعُو لحُكْم جائر غَيْرهُ الحكم

فلولا اتقاءُ الله والرحمِ التي=رِعايتُها حقٌ وتَعطيلُها ظُلمُ

إذاً لعلاهُ بارقي وخَطَمْتُهُ=بوسم شَنَارٍ لا يشاكهُه وَسمُ

ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي=وليس الذي يبني كمن شأنه الهدمُ

يودُ لو أني مُعْدِمٌ ذو خَصَاصةٍ=وأكره جُهدي أن يُخالطه العُدْمُ

ويَعتَدُّ غُنْماً في الحوادث نَكبتي=وما إن له فيها سَنَاءٌ ولا غُنْمُ

فما زلت في ليني له وتعطفي=عليه كما تحنو على الولد الأمُ

وخفضٍ له مني الجناح تألفاً=لتدنيه مني القرابةُ والرِّحْمُ

وقولي إذا أخشى عليه مصيبة=ألا اسلم فداك الخالُ ذو العَقْد والعَمُّ

وصبري على أشياءَ منه تُرِيبُني=وكظمي على غيظي وقد ينفع الكَظمُ

لأستل منه الضِّغن حتى استللتُه=وقد كان ذا ضِغْنٍ يضيقُ به الجِرْمُ

رأيتُ انْثلاماً بيننا فرقعته=برفقي وإحيائي وقد يُرقْعَ الثَلمُ

وأبرأتُ غِلَّ الصَّدْر منه تَوَسُّعاً=بحلمي كما يُشفى بالادْوِيَة الكَلْمُ

فداويته حتى ارْفَأَنَّ نِفاره=فَعُدنا كأنا لم يكن بيننا صَرْم

وأطفأَ نار الحرب بيني وبينه=فأصبح بعد الحرب وهو لنا سَلْمُ

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 06:51 ص]ـ

هذا الشعر .. بلحمه وعظمه وروحه ..

وما أدراك من معن بن أوس؟!! ......

قصيدة إذا سكبت على ذهنٍ فتقت زهر انتعاشه ..

وهزّت أفنان انتشائه ..

قرأتها وقرأتها وقرأتها ..

فتستحيل ألوانها عند كلّ قراءةٍ استحالة ألوان الطيف .. روعةً وجمالاً ..

وسلاسةً ولطفاً ..

هي من السهل الممتنع ...

تسامت عن حضيض الابتذال ..

وهبطت من وعورة الإغراب ..

وسلمت من أدغال الإشكال ..

حوت حكماً ومروءةً وكرماً ونبلاً ..

كيف لا وهي تحكي أخلاق العرب في صلة الرحم

وما تجرّعوه من حُقَن الغيظ المحزّ بالأجواف ..

فلله درهم ...

أعجبني منها كلها ...

وبالذات هذان البيتان:

يُحاولُ رَغمي لا يحاولُ غيره

وكالموت عندي أن يَحُلَّ به الرَّغْم

ويَشْتمُ عرضِي في المُغَيَّب جاهدا

وليس له عندي هوانٌ ولا شَتْمُ

إلى جانب أسلوب العرب في التركيب والحوار والتشبيه وضرب الأمثال وتسطير الحكم ..

نعم القوم قومي .. :) ..

جعلنا الله على آثارهم القويمة مقتدين

وبأعلامهم السليمة مهتدين ...

...

و جزاك الله أستاذنا الحبيب الشمالي ..

على هذا الانتقاء المسدد الموفّق ....

النامّ عن ذوقٍ لا يخفى رقيّه عن كل ذي بصرٍ بما خطّته أناملكم

في هذا المنتدى ..

ولنا عودةٌ إن يسّر الله سبيلها ..

والسلام,,,

ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 11:50 ص]ـ

طالما استثرت فينا أخي أحمد همة كامنة وبالا رخيا وسكينة وادعة , أما معن بن أوس فهو من تعرف من مخضرمي الجاهلية والاسلام جذوره ضاربة في مزينة المضرية , وقد انعقدت بينه وبين الصحابة رضوان الله عليهم أواصر وعلائق فكان يمدحهم وينال عطاياهم وربما تطاول على بعضهم بالهجاء , وهو المشهور بحدة لسانه كما فعل مع عبد الله بن الزبير لما نزل عنده فلم يظفر بما أمّل منه , وتنبئنا الاخبار ان بعضهم كان يتقي هجوه بالمال , وقد تحرش به الفرزدق فاسكته.

كف بصره في أواخر أيامه , ووقد استعان بعبد الله بن عباس وغيره لوفاء ديونه , ويقول صاحب الاغاني انه عمر الى ايام الفتنة بين ابن الزبير ومروان بن الحكم أي بين عامي 64 و 65 هـ , ولكن جرجي زيدان حدد وفاته بعام 29 هـ , ولاأدري على ماذا استند في ذلك أما أنا شخصيا فينتابني الشك في كثير مما قدمه جرجي زيدان لاسباب كثيرة لا مجال هنا لذكرها.

القصيدة الرائعة التي قدمها الينا أخونا أحمد الغنام تتصاعد منها أنفاس البداوة الحقة التي ترعى صلة الرحم وتؤثر الحلم على السفاهة وتقابل الاساءة بالاغضاء مع قدرة على الانتصار والانتصاف , وفي اسلوب الشاعر وافكاره مايذكرنا بقصيدة ذي الاصبع العواني التي يقول فيها:

ولي ابن عم على ماكان من خلق=مختلفان فاقليه ويقليني

ازرى بنا اننا شالت نعامتنا=فخالني دونه بل خلته دوني

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 12:14 م]ـ

بارك الله لك اخي رؤبة على عاطر المرور ولطيف التعليق والقصيدة كما ذكرتَ هي من الجمال تغريك فتقرأها مرات ومرات والوقوف عليها يجب أن يكون طويلاً وطويلاً لاستخراج لألآئها فلا يكفي معها الطلل فلا بد من الوابل والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير