حِكَم المتنبي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 12 - 2007, 01:23 ص]ـ
أمثال ومواعظ من شعر ابو الطيب المتنبي
منقول لتعم الفائدة
وهَبني قلت: هذا الصبحُ لَيلٌ
أَيعمى العالَمونَ عَن الضّياء؟
* * *
وإذا خَفيتُ على الغَبِيِّ فَعاذِرٌ
أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْياءُ
* * *
صَغُرْتَ عَنِ المديحِ فقُلْتَ أُهجَى
كأَنَّكَ ما صَغُرْتَ عَنِ الهِجاءِ
* * *
ما الخِلُّ إِلا مَن أَودُّ بِقَلبِهِ
وأَرَى بِطَرفٍ لا يَرَى بِسَوائِهِ
* * *
لا تَعذُل المُشتاقَ في أَشواقِهِ
حتّى يَكُونَ حَشاكَ في أَحشائِه
* * *
الباء
فَالمَوْتُ أَعْذَرُ لي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي
والبَرُّ أَوْسَعُ والدُّنْيا لِمَنْ غَلَبا
* * *
أظْمَتْنِيَ الدُّنْيا فَلَمَّا جئْتُها
مُستَسِقياً مَطَرَتْ عَلَيّ مَصائِبا
* * *
فالمَوْتُ تُعْرَفُ بالصِّفاتِ طِباعُهُ
لم تَلْقَ خَلْقاً ذاقَ مَوْتاً آئِبا
* * *
كَثِيرُ حَياةِ المَرْءِ مِثْلُ قَلِيلِها
يَزُولُ وباقي عَيشِهِ مِثْلُ ذاهِبِ
* * *
وقد فارَقَ الناسَ الأَحِبَّةُ قَبلَنا
وأَعيا دواءُ المَوت كُلَّ طَبِيبِ
* * *
فرُبَّ كَئِيبٍ لَيسَ تَندَى جُفونُهُ
ورُبَّ نَدِيِّ الجَفنِ غيرُ كَئِيبِ
* * *
إِذا استقبَلَتْ نَفسُ الكَرِيمِ مُصابَها
بِخُبثٍ ثَنَتْ فاستَدبَرَتْهُ بِطِيبِ
* * *
وفي تَعبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها
ويَجهَدُ أَنْ يَأتي لَها بِضَرِيبِ
* * *
ومن صَحِبَ الدُنيا طَويلاً تَقَلَّبَتْ
على عَينِهِ حتَّى يَرَى صِدْقَها كِذْبا
* * *
ومن تكُنِ الأُسْدُ الضَّوارِي جُدودَهُ
يَكُنْ لَيلُهُ صُبحاً ومَطعَمُهُ غَصْبا
ولَستُ أُبالي بَعْدَ إِدراكِيَ العُلَى
أَكانَ تُراثاً ما تَناوَلتُ أم كَسْبا
* * *
أَرَى كُلَّنا يَبغِي الحَياةَ لِنَفْسِهِ
حَرِيصاً عليها مُسْتَهاماً بِها صَبَّا
فحُبُّ الجَبانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقا
وحُبُّ الشُجاعِ الحَرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا
ويَختَلِفُ الرِزْقانِ والفِعلُ واحِدٌ
إلى أَنْ تَرَى إِحسانَ هذا لِذا ذَنْبا
* * *
وكم ذَنْبٍ مُوَلِّدُهُ دَلالٌ
وكم بُعدٍ مُوَلِّدُهُ اقتِرابُ
وجُرمٍ جَرَّهُ سُفهاءُ قَومٍ
وَحَلَّ بِغَيرِ جارِمِهِ العَذابُ
* * *
وإنْ تكُنْ تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرَها
فإنَّ في الخَمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ
* * *
وَعادَ في طَلَبِ المَتْروكِ تارِكُهُ
إنَّا لَنَغفُلُ والأيَّامُ في الطَلَبِ
* * *
حُسْنَ الحِضارةِ مَجلُوبٌ بِتَطْرِيٍة
وفي البِداوةِ حُسْنٌ غَيرُ مَجلُوبِ
* * *
لَيتَ الحَوادِثَ باعَتْنِي الَّذي أَخَذَتْ
مِنّي بحلْمي الَّذِي أَعْطَتْ وتَجريبي
فَما الحَداثةُ من حِلْمٍ بِمانِعةٍ
قد يُوجَدُ الحِلْمُ في الشُبَّانِ والشِيبِ
* * *
وَما الخَيلُ إلاَّ كالصَديقِ قَلِيلةٌ
وإن كَثُرَت في عَيْنِ مَن لا يُجرِّبُ
* * *
لَحَى اللُه ذي الدُنيا مُناخًا لِراكِبٍ
فكُلُّ بَعِيدِ الهَمِّ فيها مُعذَّبُ
* * *
وكُلُّ امرِىءٍ يُولي الجَمِيلَ مُحببٌ
وكُل مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيبُ
* * *
وأَظلَم أَهل الظُلْمِ مَن باتَ حاسدًا
لِمَن بات في نَعمائِهِ يَتَقَلبُ
* * *
وللسرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ
نَدِيمٌ وَلا يُفضِي إليهِ شَرابُ
* * *
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنَى سَرجُ سابِحٍ
وخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كتابُ
* * *
وَما أَنا بِالباغي على الحُبّ رِشوةً
ضَعِيفُ هَوًى يُبغى عليهِ ثَوابُ
* * *
إذا نلتُ منكَ الود فالمال هَين
وكُل الَذي فَوَقَ التُرابِ ترابُ
* * *
ومَن جَهِلَت نَفسهُ قَدرَهُ
رَأًى غَيرُهُ مِنهُ ما لا يَرَى
* * *
نَحنُ بنُو الموَتَى فَما بالُنا
نَعافُ ما لابُدَّ من شُربِهِ
* * *
لو فكَّرَ العاشِقُ في مُنتَهى
حسنِ الَّذي يَسبِيهِ لم يَسْبهِ
* * *
يَموتُ راعي الضَّأَنِ في جَهلِه
مِيتةَ جالِينُوسَ في طِبِّهِ * * *
وغايةُ المُفْرطِ في سِلْمِهِ
كَغَايةِ المفُرطِ في حَرْبِهِ
فَلا قَضَى حاجَتَهُ طالِبٌ
فُؤادُهُ يَخفِقُ من رُعْبِهِ
ـ[المحب الجريح]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 09:34 م]ـ
مشكورين وبارك الله فيكم لكني أريد قصيدته التي يقول في مطلعها
على قدر أه العزم
ـ[المحب الجريح]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 09:35 م]ـ
أهل العزم
ـ[دحماني محمد عبد النور]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 09:43 م]ـ
ألف شكر يا رسالة الغفران
¥