[من روائع شعر النسيب .. (للعباس بن الأحنف الحنفي) ..]
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 10:43 م]ـ
الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى,,
فها قد عدنا والعود أحمد,,
ونسأل الله أن يتقبّل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال ويعيد علينا شهر رمضان وعيد الفطر المبارك ونحن والأمة الإسلامية في عز وتمكين وعافية,,
جئت لكم بقصيدة من روائع شعر النسيب
وهي قصيدة للشاعر العباسي العريق
أبي الفضل العباس بن الأحنف الحنفي
والعباس من الشعراء الألى عاصروا
الخليفة الهُمام
هارون الرشيد
رحمه الله
وتوفي في زمن خلافته
وكان الرشيد يقدّمه ..
وكان نجديَّ المحتد من أهل اليمامة ..
وهو من بني حنيفة بن لجيم
أحد فروع بكر بن وائل
القبيلة العربية الشهيرة,,
في شعر العبّاس ..
رقةٌ وعذوبةٌ وعاطفة جيّاشةٌ
وذلك لأنه أحب فتاة تُدعى فوز ..
فقال فيها بدائع شعره وروائع قصائده ..
و منها هذه القصيدة التي انتقيتُها لكم
...
قال أبو الفضل العباس بن الأحنف الحنفي
بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ = وكلُّ محبٍّ داؤه متفاقمُ
بكَى الأشقَرُ الشِّهْرِيُّ لمّا بَدَتْ لَهُ =سَرائرُ تُبديها الهُمومُ اللّوَازِمُ
ولمّا رآني طال بالباب موقفي= أُسائِلُ عن شَجوي: متى هوَ قادمُ؟
وكنتُ إذا ما جئتُ مسّح عرفهُ= وَصَائفُ أمثالُ الظّبَاء نَوَاعِمُ
تَنَفّسَ تحتي واستَهَلّتْ دُمُوعُهُ= وحمْحَم لو تُغني هُناكَ حَمَاحِمُ
فوَا كَبِدي من فَوْزَ تَبكي صَبابَة ً =وتشكو إلى أترابها ما نكاتمُ
تَزَوّدتُ منها بعضَ ما فيهِ رِيحُها= وزَوّدتُها والقَلبُ حَرّانُ هائِمُ
فَلي عِندَهابُرْدٌ تُسكِّنُ قَلبَها =بهِ ولَها عندي حِقابٌ وخَاتَمُ
من القاصراتِ الطّرفِ أمّا وشاحها= فيبكي وأمّا الحجلُ منها فصائمُ
إذا ما استَقَلّتْ للقِيامِ تَكَفّأتْ= وأسْعَدَها حتى تَقُومَ الخَوادِمُ
ووالله ما شَبّهتُ بالوَرْدِ عَهْدَها =إذا ما انقضى فيما تقولُ الأعاجمُ
ولكنّني شبهته الآس دائماً= وليس يدومُ الورد، والآسُ دائمُ
بِها مِثلُ ما بي أوْ أشَدُّ وإنّمَا =يُلائِمُ ودّي شَكلُها المُتَلائمُ
وإنّي لذو عينين: عينٍ شجيّةٍ = وعينٍ تراها دمعها الّهرّ ساجِمُ
أُعَذِّبُ عَيني بالبُكاء كأنّني =عدوٌّ لعيني جاهداً لا أسالمُ
فطُوبى لمَن أغفَى منَ اللّيلِ ساعة ً =وذاق اغتماضاً إنّ ذاكَ لناعمُ
عَجبتُ لطَرْفي خاصَمَ القلبَ في الهَوى =وذو العرش بين القلب والطّرف حاكمُ
إذا اختَصَما كانَ الرّسُولَ إلَيهِما= لسانٌ عن الجسم النّحيفِ مراجمُ
ولَوْ نطقَتْ شكوى الهَوى كلُّ شعَرة ٍ= على جسدي ممّا تجنُّ الحيازمُ
لطلّت تشكى البثَّ لم تخط كنههُ= فقد ملأتْ صَدري البَلايا العَظائِمُ
يبيتُ ضجيعي في المنام خيالها= ومن دونها غبر ُالصُّوى والمخارمُ
تجهمت فوزاً في المنام فأعرَضَتْ= وإنّي على ما كانَ منّي لَنادِمُ
إذا كان في الأحلام مايشتهي الفتى= فواللهِ ما الأحلام إلاّ غنائمُ
إذا استَقبَلَتني الرّيحُ من نحوِ أرْضِها= تَنَشّقتُها حتى تَرِقّ الخَياشِمُ
فإنّكِ لوْ جرّبتِ تَسهيدَ لَيْلَة ٍ= لقلت: ألا طوبى لمن هو نائمُ
ولوْلاكِ لم آتِ الحِجازَ وأهْلَها= وَلم تَزْوِ عَنِّي بالعِراقِ الكَرائِمُ
يَطولُ علينا عَدُّ ما كانَ منكُمُ =لَعَمرُ أبي إنّي بذاكَ لَعالِمُ
تحمّل عظيم الذنب ممن تحبّه= وإن كنت مظلوماً فقل أنا ظالمُ
فإنّكَ إلاّ تَغفِرِ الذّنبَ في الهَوَى =يفارقكَ من تهوى وأنفكَ راغِمُ
لله درّه ..
ما أعذبها من أبيات ...
وما أرقّها من حشاشة ..
وأشفها من روح ...
وألطفها من ذات ...
هذا ..
وأنظر منكم تعقيبكم وقراءاتكم ...
والسلام,,,
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 11:21 م]ـ
وأنت لله درُّك في اختيارك، كما يقال " ضربة معلم " هدية العيد إلينا
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 11:41 م]ـ
كل عام وأنت بخير أخي رؤبه، قصيدة رائعة من جالب الروائع
ـ[دعدُ]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 02:57 ص]ـ
قال: تجهمت فوزاً في المنام فأعرَضَتْ **وإنّي على ما كانَ منّي لَنادِمُ
وقلتَ:
لله درّه ..
ما أعذبها من أبيات ...
وما أرقّها من حشاشة ..
وأشفها من روح ...
وألطفها من ذات ...
ولا قول لي بعدكما!
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 05:27 ص]ـ
وأنت لله درُّك في اختيارك، كما يقال " ضربة معلم " هدية العيد إلينا
حياك الله الاستاذ الحبيب أبا شادي,,:)
مرورٌ كريمٌ شكر الله لك عليه ..
كل عام وأنت بخير أخي رؤبه، قصيدة رائعة من جالب الروائع
وأنت وكل من يعزّ عليك بخير,,
و جزيت على المرور كل خيرٍ ..
قال: تجهمت فوزاً في المنام فأعرَضَتْ **وإنّي على ما كانَ منّي لَنادِمُ
وقلتَ:
لله درّه ..
ما أعذبها من أبيات ...
وما أرقّها من حشاشة ..
وأشفها من روح ...
وألطفها من ذات ...
ولا قول لي بعدكما!
في توقفك عن القول كل القول .. :)
شكر الله لك أختنا الكريمة على مرورك ..
والسلام عليكم جميعاً:) ,,
¥