[إيليا أبو ماضي]
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 02:25 م]ـ
السلام عليكم.
الشاعر اللبناني المهجري.
إيليا أبو ماضي.
ماذا تعرف عنه فكريا وشعريا وعن أهدافه.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 03:23 م]ـ
هو إيليا بن ظاهر أبي ماضي من كبار شعراء المهجر في أمريكا الشمالية، ولد في المحيدثة بلبنان عام 1889م وهاجر إلى مصر سنة 1900م وسكن الإسكندرية وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً، وفي عام 1911م أصدر ديوانه الأول (تذكار المضي) وهاجر في نفس العام إلى أمريكا وأقام بمدينة سنسناتي واحترف التجارة وفي عام 1916م انتقل إلى نيويورك حيث انظم إلى نخبة الأدباء المهجريين الذين أسسوا الرابطة القلمية وفيها طبع ديوانه الثاني الذي قدم له الشاعر جبران خليل جبران وانصرف منذ ذلك الحين إلى الصحافة فعمل في جريدة مرآة الغرب ثم أصدر جريدة السمير أسبوعية ثم يومية عام 1929م في بروكلن إلى أن توفي نيويورك سنة 1958م.
أصدر ديوانه الثالث الذي قدم له الشاعر ميخائيل نعيمة عام 1925م
وفي عام 1940م أصدر ديوانه" الخمائل " وقد نظم بعد ذلك شعر كثير نشرها في الصحف والمجلات في الوطن وفي المهجر.
إيليا أبو ماضي، شاعر الطبيعة والعذوبة
قل المجيدون وكثر المتشاعرون في زمننا الحاضر. سنّة الطبيعة أن يتوالد البعوض بالملايين, وأن لا تلد الصقور إلا عدداً قليلاً. والشاعر المهجري إيليا أبو ماضي ينتسب الى فصيلة الصقور والى الشعراء المبدعين الكبار.
فلسفة أبي ماضي
جعل أبو ماضي من شعره منطلقاً لأفكاره الفلسفية التي صاغها ببلاغة وسهولة ومرونة بيان. فلسفته في الكون, وما وراء الطبيعة, وفي الوجود والعدم, وفي الروح والحقيقة, اعتمدت على مبدأ إعتنقه عدد من الفلاسفة الذين رأوا في البحث عن هذه الأمور مسألة عقيمة لا تؤدي بصاحبها الى حل تلك الأسئلة التي راودت المفكرين منذ زمن بعيد جداً, فالفكر في نظرهم لا يستطيع أن يتخطى حدوده المادية ليصل الى اكتشاف حقائق مجهولة تتعدى قواه الفكرية. وكان قد سبق أبي ماضي من الشعراء في هذا المبدأ الشاعر الفارسي عمر الخيام الذي يقول:
"أتى بي لهذا الكون مضطرباً فلم تزد لي إلا حيرة وتعجّب
وعدت على كره ولم أدر إنني لماذا أتيت الكون أو فيم أذهب
وأبو ماضي يقول في قصيدته الطلاسم:
"جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت وأبغض فيمسي الكون سجناً مظلما
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت والمرء لولا الحب إلا أعظما
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت فتألمت من قبل أن تتألما
كيف جئت, كيف أبصرت طريقي الله لم يخلق لنا غير السم"
لست أدري".
أخذت فكرة عدم تلاشي الإنسان بعد الموت تلاشياً كلياً في التراب, تزداد سنة بعد سنة رسوخاً في رأس أبي ماضي, بحيث نجده ينشر في مجلته "السمير" مقالاً جعل موضوعه الإنسان وما يوجد فيه من غرائب. ورأى أن الإنسان مجمع غرائب, وملتقى الأسرار والأحاجي؛ فيه من الحيوان شيء, ومن النبات شيء, ومن الجماد شيء, وأعظم من هذا كلّه فيه شيء من الإله.
وإيمان أبي ماضي بأن الإنسان بعد موته سوف يعود فيولد من جديد إما حيواناً أو نباتاً تدب فيهما الحياة, هو إيمان استقاه من بعض أقوال الفلاسفة القدماء الذين كانوا يقولون إن الإنسان الفاضل سيتحوّل بعد موته عن طريق التناسخ الى زهرة, فوّاحة العبير, والإنسان الشرير سيتحوّل الى حيوان.
لقد جاء الإنسان الى هذه الدنيا مكرهاً, وسيفارقها مكرهاً, فهو لا يعلم لذهابه موعداً, حياته لغز حيّر عقول العلماء والشعراء والمفكرين, وذهابه لغز أيضاً, لا يعرف كنهه إلا خالقه. فكلما أوهمنا أنفسنا باقترابنا من معرفة الحقيقية, حقيقة الوجود, نكون قد ابتعدنا كل الإبتعاد عن معرفتها الحقّة.
نبذ الطائفية
لقد التفت شاعرنا حوله فإذا الناس على خلاف دائم حول الأديان الكثيرة, وحتى ضمن الدين الواحد, ووجد المذاهب المتعددة والطوائف المختلفة, كل مذهب يمجّد مبادئه ويدحض مبادئ الآخر, والناس في خضم هذه الفوضى الفكرية.
¥