[الأجوبة الأدبية]
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 02:18 ص]ـ
[الأجوبة الأدبية]
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: من أسئلة الجزيرة ما وجهه إليّ الأستاذ هادي الزيادي بقوله: ·كيف كان حال الأدب في عهدكم وعن أهم معوقاته ومقوماته؟
قال أبو عبدالرحمن: إنما عنايتي بالشعر والمقالة، وكان هذان الفرعان متخلفين تقليديين ومن أدلة ذلك ان خطبة الجمعة في بلد حضاري كشقراء كانت مسجوعة مملة حتى جاء شيخنا سماحة الشيخ ابن غصون، فألغى السجع، وترسّل في خطبته، وبقيت بلدان إلى وقت قريب تسجع خطبها ومنذ عشرين عاماً تقريباً سمعت بعض الدكاترة يتعقب خطيب الجمعة في أحد جوامع بريدة منكراً هذا الأسلوب المسجوع المعتمد على الذاكرة والتقليد؛ لبعده عن التأثير، وواقع العصر
وكانوا يدرسوننا أيام الطلب العبرات والنظرات للمنفلوطي، وهي تشحن الانفعال العاطفي، وأسلوبها جميل بالنسبة للأساليب الموروثة لدينا
وقبل ذلك كان أستاذي عبدالله بن عبدالرحمن بن إدريس يُعجب بإنشائي، فيقيمني لأكتب على السبورة شيئاً من إنشائي، وكان رحمه الله مستاء من ·جواهر الأدب لأحمد الهاشمي، ويرى أنه أفسد الأدب بذلك، ولم يكن لدي من الوعي الأدبي ما يثير لدي التساؤل عن سبب استهجانه للجواهر
قال أبو عبدالرحمن: وكانت ذائقة الشعر عموماً تتجه على ثلاثة أنحاء:
،1 - النحو الأول: مايليق بذوق المشايخ، وبعض العوام من حفظ وقراءة النظم من شعر الوعظ للقحطاني، وابن جابر، والوعيظي، ونونية الرندي، ونظم بعض علماء نجد
،2 - النحو الثاني: المتنورون من المشايخ وطلبة العلم يتذوقون المعلقات والشعر الجاهلي بعامة، وشعر صدر الإسلام، وشعر عصر بني أمية، وشعر صدرٍ من عهد بني العباس أحياناً مع تذوق للشعر البديعي منذ القرن الخامس فما بعده إلى عصر ابن حجة، ويعنون بأزهارالربيع، وبمطبوعات شعبية في نصابه مثل كتيب ·مناجاة الحبيب تشمل شعراً للتلعفري والحاجري والشاب الظريف والصفي الحلي إلخ، وربما ترقوا إلى المتنبي وابن مقرب
3 - النحو الثالث: المحدثون؛ فكانوا يميلون إلى شعر شوقي وحافظ والرصافي وشعراء المهجر، ويتابعون مجلة الرسالة للزيات ويتابعون القصيدة والمقالة دون القصة ويكبون على كتب طه حسين والعقاد
وهم يؤثرون القراءة للبحتري وأبي تمام والشريف الرضي وأبي نواس وبشار بن برد والمعري
وكان الصحفيون يتعمدون التعمل في الإنشاد مجاراة لأساليب أهل العصر المذكورة في النحو الثالث
قال أبو عبدالرحمن: وكنت في دراستي المنهجية المرحلية وكتبها المقررة شبه مكرهٍ، وكنت أحرص على جودة الأسلوب الإنشائي، ولكن لا أجعله غايتي خوفاً من أن يكون نصيبي مجرد التعمل الإنشائي، وكنت أنوّع مصادري على شح الموارد، فأتابع الرسالة وكانت ترد كراريس، وأتابع الدكاترة زكي مبارك مع فرط إعجاب ولم أترقَّ إلى أساليب أمثال سيد قطب، ودريني خشبة إلا في وقت متأخر وهكذا إشرافي على الرومانسية الغربية من أمثال بلزاك ولا مرتين؛ أو العربية من أمثال إبراهيم ناجي والمهندس لم أشرف على هذا الأدب، وأتعلق به إلا في الأشد
وكنت أقرأ في التراث لعلماء وأدباء ذوي أساليب حلوة مشرقة كالجاحظ وأبي حيان التوحيدي وابن جرير وابن حزم؛ فكان أسلوبي مزيجاً من التأثر بهؤلاء، وبالزيات، وزكي إلخ
ثم اتجهت لأدب الحداثة متذوقاً في الأقل، ومتقززاً ناقداً في الأكثر، وكان ديوان ·مدينة بلا قلب لحجازي جسر عبوري من الرومانسية إلى الحداثة ومهد لذلك موسيقياً ولعي بشعر الأغنية مثل لا تكذبي، ودرر من شعر رامي وبيرم أعشق ذلك كلمة كما أعشقه أداء
وقال الأستاذ هادي الزيادي: ·كيف بدأت في وسط كل ذلك، ومتى، وأين كانت البدايات؟
قال أبو عبدالرحمن: البداية في شقراء مسقط الرأس، ومن مكتبة المعهد، وبالاستعارة من كتب الخاصة، وبالشراء من الكتبيين، ومن خلال رحلاتي مع الوالد رحمه الله إلى الرياض والحجاز والكويت وقطر وكل ذلك مفصل في كتابيّ ·تباريح التباريح و ·شيء من التباريح
ويقول الاستاذ الزيادي: ·مَن من الأدباء وقف معك ومازلت تحفظ له ذلك؟!
¥