تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العلوم الأدبية -لابن عقيل الظاهري]

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 01:34 ص]ـ

العلوم الأدبية

مقال للعلامة (أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري)

قال الاستاذ جبور عبدالنور عن الادب:) علم يقصد به الاجادة في فني المنظوم على اساليب العرب ومناحيهم، وحفظ اشعارهم واخبارهم,, تحديد عربي قديم () 1 (,

قال ابو عبدالرحمن: ان اراد بقدم التحديد عصور التدوين الاولى في العهود الاسلامية فذلك صحيح، وان اراد ان ذلك تحديد العرب في جاهليتهم: فلااعلم ان ذلك معروف لديهم ولااعلم له شاهدا من كلامهم ولم اجده في معاجم اللغة العربية,, وعلى فرض انه معروف في الجاهلية فليس هو المعنى الوضعي بل هو معنى مجازي من احد وجهين:

اولهما: ما فيه من حكم وامثال تدعو الى الفضائل,

وثانيهما: تهذيبه للسان والقريحة وصقله للحاسة الجمالية، فيكون المأخذ من معنى مجازي آخر، وهو الترويض,

وهذا العرف الادبي شامل للنصوص - ثم من بعد ذلك الكتب - التي تهدي الى الاخلاق وتثقف الذاكرة، وتثري مدارك العقل، وتسمو بالحس الجمالي وتشحذه,, قال ابن خلدون) 732 - 808 (: هذا العلم لا موضوع له ينظر في اثبات عواضه او نفيها وانما المقصود منه عنداهل اللسان ثمرته وهي الاجادة في فني المنظوم والمنثور على اساليب العرب ومناحيهم، فيجمعون لذلك من كلام العرب ماعساه تحصل به الكلمة، من شعر عالي الطبقة، وسجع متساو في الاجادة ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة اثناء ذلك، متفرقة، يستقرىء منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية، مع ذكر بعض من ايام العرب,, يفهم به ما يقع في اشعارهم منها، وكذلك ذكر المهم من الانساب الشهيرة والاخبار العامة,

والمقصود بذلك كله الا يخفى على النظار فيه شيء من كلام العرب واساليبهم ومناحي بلاغتهم اذا تصفحه، لانه لا تحصل الملكة من حفظه الا بعد فهمه، فيحتاج الى تقديم جميع ما يتوقف عليه فهمه,

ثم انهم اذا ارادوا حد هذا الفن قالوا: الادب هو حفظ اشعار العرب، واخبارها، والاخذ من كل علم بطرف,, يريدون من علوم اللسان او العلوم الشرعية من حيث متونها فقط، وهي القرآن والحديث، اذ لا مدخل لغير ذلك من العلوم في كلام العرب الا ما ذهب اليه المتأخرون عند كلفهم بصناعة البديع من التورية في اشعارهم وترسلهم بالاصطلاحات العلمية، فاحتاج صاحب هذا الفن حينئذ الى معرفة اصطلاحات العلوم ليكون قائما على فهمها,

وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم ان اصول هذاالفن واركانه اربعة دواوين، وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لابي علي القالي البغدادي,, وما سوى هذه الاربعة فتبع لها وفروع عنها,, وكتب المحدَثين في ذلك كثيرة,

وكان الغناء في الصدر الاول من اجزاء هذا الفن، لماهو تابع للشعر اذ الغناء انما هوتلحينه,

وكان الكتاب والفضلاء من الخواص في الدولة العباسية يأخذون انفسهم به، حرصا على تحصيل اساليب الشعر وفنونه، فلم يكن انتحاله قادحا في العدالة والمروءة,

وقد الف القاضي ابو الفرج الاصبهاني) وهو ما هو (كتابه في الاغاني,, جمع فيه اخبار العرب واشعارهم وانسابهم وايامهم ودولهم، وجعل مبناه على الغناء في المائة صوت التي اختارها المغنون للرشيد، فاستوعب فيه ذلك اتم استيعاب واوفاه,

ولعمري انه ديوان العرب، وجامع اشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الاحوال، ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه، وهو الغاية التي يسمو اليهاالاديب ويقف عندها,, وانى له بها!؟ () 2 (,

ثم ذكر الاستاذ جبور عبدالنور تطور الدلالة العرفية لمادة الادب، فقال:) لحقت بهذا اللفظ خلال الاعصر العربية مفاهيم عدة متطورة مع المجتمع، متسعة تبعا للروافد المنصبة في الحضارة الجديدة، فهو في مدلوله الابعد) انطلاقا من شيوعه علىالالسنة (يتضمن معنى العادات والتقاليد والاعراف المتوارثة والمتحدرة من الاقدمين، والمعتبرة في مضمونها الخلقي نهجا خاصا في التعامل مع الناس,, حتى ذهب بعض المستشرقين امثال فولرز ونلينو الى ان) آداب (ما هي اصلا الا جمع للفظة) دأب (بمعنى العادة والديدن والشأن,, مبعدين بها عن جذر) أدب (,, والبارز من المتون القديمة ان هذه الكلمة في نموها الزمني وثرائهاالدلالي تضمنت معاني لصيقة بالشمائل النفسية،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير