[أم المراثي]
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 12:00 ص]ـ
أكاد أجزم بأن هذه القصيده أروع ما قرأت في الرثاء وهي لزياد بن سليمان الأعجم ويكنى أبا إمامة يرثي فيها المغيرة بن المهلب.
قل للقوافل والغزى إذا غزوا = والباكرين وللمجد الرائح
إن السماحة والشجاعة ضمنا = قبراً بمرو على الطريق الواضح
فإذا مرَرت بقبره فاعقر به = كُوم الهجان وكل طرف سابح
قال فلما أنشد زياد الأعجم المهلب هذا الموضع من القصيدة قال: أعقرت يا أبا أمامة؟ قال لا والله أصلحك الله، قال ولم؟ قال: لأني كنت على ابنة الأتان، قال: أما إنك لو عقرت ما بقي بالبصرة طرف عتق ولا جمل نجيب إلا شد بمربطك أو نيخ بفنائك.
وانضح جوانب قبره بدمائها = فلقد يكون أخادم وذبائح
وأظهر ببزته وعقد لوائه = واهتف بدعوة مصلتين شرامح
أظهر أي أعل بها وفاخر، وشرامح طوال.
آب الجنود معقبا أو قافلا = وأقام رهن حفيرة وضرائح
المعقب الراجع ليغزو ثانية.
وأرى المكارم يوم زيل بنعشه = زالت بفضل فضائل ومدائح
وخلت منابره وحُطَّ سروجه = عن كل سلهبة وطرف طامح
السلهبة الطويلة، والطرف الفرس الكريم، ويروى: عن كل سابحة وطرف سابح.
وكفى لنا حزناً ببيت حله =أخر المنون فليس عنه يا ريح
رجفت لمصرعه البلاد فأصبحت = منا القلوب لذاك غير صحائح
وإذا يُناح على امرئ فتعلمنْ =أن المغيرة فوق نوح النائح
يبكي المغيرةَ ديننا وزماننا =والمعولات برنة وتصايح
يا من بمغدَى الشمس من حي إلى = ما بين مسقط قرنها المتنازح
مات المغيرة بعد طول تعرض = للقتل بين أسنة وصفائح
والقتل ليس إلى القتال ولا أرى = حيا يؤخر للشفيق الناصح
والخيل تعثرُ في الدماء وقد جرى= فوق النحور دماؤها بسرائح
سرائح طرائق شبهها بالنعال.
فتلهفي لهفي عليه كلما = خيف الغرار على المدر الماسح
الغرار قلة اللبن.
تشفي بحلمك لابن عمك جهله = وترد عنه كفاح كل مكافح
وإذا يصول بك ابن عمك لم يصل = بمواكل وكل غداة تجايح
المواكل والوكل الذي يتكل على غيره وتجايح يجتاح بعضهم بعضاً
صل يموت سليمه قبل الرقي = ومخاتل لعدوه بتصافح
شبهه بالصل وهي الحية التي قد صغرت من الكبر.
وإذا الأمور على الرجال تشابهت = فتوزعت بمغالق ومفاتح
فتل السحيل بمبرم ذي مرة = دون الرجال بفضل عقل راجح
وأرى الصعالك بالمغيرة أصبحت = تبكي على طلق اليدين مسامح
كأن الربيع لهم إذا انتجعوا الندى= وخبت لوامع كل برق لامح
ملك أغرُّ متوج يسمو له = طرف الصديق وغض طرف الكاشح
دفاع ألوية الحروب إلى العدى = بسعود طير سوانح وبوارح
كان المهلب بالمغيرة كالذي = ألقى الدلاء إلى كفيت مائح
الكفيت المنكمش.
فأصاب جمة مستقًى فسقى له = في حوضه بنوازع ومواتح
الماتح الذي يجبذ الدلو والمائح الذي ينزل إلى أسفل البئر فيملأ الدلو.
أيام لو يحتل وسط مفازة = فاضت معاطشها بشرب سائح
إن المهالب لا يزال لهم فتى = يمري قوادم كل حرب لاقح
بالمقربات لواحقا أقرابها = تجتاب عرض سباسب وصحاصح
المقربات المكرمات من الخيل المدناة من البيوت والأقراب الخواصر.
تردي بكل مدجج ذي نجدة = كالأسد بين عرينها المتناوح
المتناوح المقابل بعضه بعضاً.
متلبباً تهفو الكتائب حوله= ملح البطون من النضيح الراشح
متلبب متحزم في سلاحه، والنضيح العراق، وملح بيض.
يا عين فابكي ذا الفعال وذا الندى = بمدامع سكب تجيء سوافح
وابكيه في الزمن العثور لكلنا = ولكل أرملة ورهب رازح
رهب كبير لا يطيق الحركة، ورازح مهزول لا نهوض به.
فلقد فقدت مسود إذا نجدة = كالبدر أزهر ذا جداً ونوافح
كان الملاك لديننا ورجائنا = وملاذنا في كل خطب فادح
فمضى وخلفنا لكل عظيمة = ولكل أمر ذي زلازل جامح
ما قلت فيك فأنت أهل مقالتي=بل قد يقصر عنك مدح المادح
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 10:59 ص]ـ
بوركت اخي الأحيمر على هذا التطواف الرائع حول المرثية في ثوب المديح ... اختيار موفق أسعدك الله.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 08:52 م]ـ
أشكرك أخي احمد على مرورك الكريم ((اليتيم)) والقصيده كنت قرأتها قبل فترة طويله ولم أحتفظ بها ولم أعرف اسم الشاعر وكنت أظن أن المرثي فيها يزيد بن المهلب لذا تعبت جداً في الوصول إليها لآتيكم بها ظناً مني أنها ستعجب الجميع ولكن!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 03:47 م]ـ
أليس لتلك الأم بنات؟
ـ[قاسم خليل]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 07:35 م]ـ
قصيدة رائعه ولاسيما بعد الابحار في معانيها
ولكن ألا ترى أن رثاء الخنساء أكثر تأثيرا
في قصيدتها التي مطلعا
قذى بالعين أم بالعين عوار
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 08:37 م]ـ
قصيدة رائعه ولاسيما بعد الابحار في معانيها
ولكن ألا ترى أن رثاء الخنساء أكثر تأثيرا
في قصيدتها التي مطلعا
قذى بالعين أم بالعين عوار
لا نصدر الحكام غيابياً فأتنا بها لنرى
¥