تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أمثال عربية]

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 09:02 م]ـ

طَالَ الأبَدُ عَلَى لُبَدٍ.

يعنون آخِرَ نسور لقمان بن عاد، وكان قد عُمِّر عُمْرَ سبعة أنسُر، وكان يأخذ فَرْخَ النسر، فيجعله في جوبة في الجبل الذي هو في أصله، فيعيش الفرخُ خمسائة سنة أو أقل أو أكثر، فإذا ماتَ أَخَذَ آخَرَ مكانه، حتى هلكت كلها إلا السابع أَخَذَه فوضعه في ذلك الموضع، وسماه لُبَداً، وكان أطولَهَا عُمْراً، فضربت العربُ به المثلَ فقالوا: طال الأبَدُ على لُبَد، قال الأعشى:

وأَنْتَ الَّذِي أَلْهَيْتَ قَيْلاً بكاَسِهِ = ولُقْمَانَ إذ خَيّرْتَ لُقْمَانِ فيِ الْعُمِرْ

لِنَفْسِكَ أن تختار سَبْعَةَ أَنْسُرٍ = إِذَا مَا مَضَى نَسْرٌ خَلَوْتَ إلى نَسْرِ

فَعُمِّرَ حتَّى خَالَ أنَّ نُسوُرَه = خلُودٌ، وَهَلْ تَبْقَي النُّفُوسُ عَلَى الدَّهْرِ؟

فعاش لقمان - زعموا - ثلاثَةَ آلافٍ وخمسمائة سنة، قال النابغة:

أََخْنَي عليها الَّذِي أَخْنَى على لُبَدِ*

وقال لبيد:

ولقد جَرَى لُبَدٌ فأدْرَكَ جَرْيَهُ = رَيْبُ الَمُنونِ وَكاَنَ غَيْرَ مثقَّلِ

لَمَّا رَأَى لُبَدُ النسورَ تَطَايَرَتْ = رَفَعَ الْقَوَادِمَ كالْفَقِيرِ الأعْزَلِ

مِنْ تَحْتِهِ لُقْمَانُ يَرْجُو نَهْضَهُ = وَلَقَدْ يَرَى لُقْمَان أن لا يأتَلِي

قال أبو عبيدة: هو لقمان بن عاديا بن لجين بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، كأنه جعل عادياً وعاداً اسمَيْ رجلٍ، والعربُ تزعم أن لقمان خيِّرَ بين بقاء سَبْع بَعَرَاتٍ سُمْر، من أَظْبٍ عُقْرٍ، في جَبَل وَعْر، لا يمَسُّها القَطْر وبين بقاء سَبْعَة أنْسُرٍ، كلما هلك نسر خلف بعده نسر، فاستحقر الأبعار واختار النسور، فلما لم يبق غير السابع قال ابن أخ له: ياعمِّ ما بقي من عمرك إلا عمر هذا؟ فقال لقمان: هذا لبد، ولبد بلسانهم الدهر، فلما انقضى عمر لبد رآه لقمان واقِعاً، فناداه: انْهَضْ لُبَد، فذهب لينهض فلم يستطِعْ، فسقط ومات، ومات لقمان معه، فضرب به المثل، فقيل: طال الأبد على لبد، وأتى أبَد على لُبَد.

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 11:27 م]ـ

طارَ أنْضَجُهَا.

قالها رجل اصطاد فِرَاخَ هامةٍ فملَّهُنَّ في رَمَاد هامد وهن أحياء، فانْفَلَتَ أحدُها فلم يَرُعْهُ إلا وهو يَطِير، فعند ذلك قال " طار أنْضَجُهَا " فبينا هو كذلك إذِ انْفَلَتَ آخر منها يسعى، وبقي تحت الرماد واحد، فجعل يَصْأى، فقال: اصْأَ ((صويَّان)) فالدويرجان أنضج منك، قال أبو عمرو: وكلهن يُضْرَبْنَ أمثالا، ولم يبين في أي موضِعٍ تستعمل.

ملاحظه: الكلمه بين قوسين بالأحمر تشبه إميلي: D:D

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 11:43 م]ـ

مكره أخاك لا بطل

قاله بَيْهس الملقب بِنَعَامة لأمه حين رجَع إليها بعد إخوته الذين قُتِلوا.

قال المفضل: كان من حديث بَيْهس أنه كان رجُلاً من بني فَزَارة بن ذُبْيَان بن بَغيض، وكان سابعَ إخْوَةٍ. فأغار عليهم ناسٌ من أَشْجَع بينهم وبينهم حرب وهو في إبلهم، فَقتَلوا منهم ستة وبقي بَيْهَسٌ وكان يُحَمَّقُ، وكان أَصْغَرَهم، فأرادوا قتله، ثم قالوا: وما تريدون من قتل هذا؟ يُحْسَبُ عليكم برجل ولا خير فيه، فتركوه، فقال: دعوني أتوصَّلُ معكم إلى الحي، فإنكم إن تركتموني وَحْدِي أكلتني السباع وقَتَلَنِي العطش، ففعلوا، فأقبل معهم فلما كان من الغدِ نزلوا فَنَحَروا جَزُوراً في يومٍ شديدِ الحر، فقالوا: ظلِّلُوا لَحْمكم لا يفسد. فقال بيهس: لكنَّ بالأثَلاَث لحماً لا يُظَلَّل، فذهبت مثلا، فلما قال ذلك قالوا: إنه لمُنْكَر وَهَمُّوا أن يَقْتلوه، ثم تركوه وظلُّوا يَشْوُون من لحم الجزور ويأكلون، فقال أحدهم: ما أَطْيَبَ يومَنَا وأَخْصَبَه، فقال بيهس: لكنْ على بَلْدَح قومٌ عَجْفَى، فأرسلها مثلا، ثم انْشَعَبَ طريقُهم فأتى أُمَّه فأخبرها الخبر. قالت: فما جاءَني بك من بين إخوتك؟ فقال بيهس: لو خُيِّرْتِ لاخْتَرْتِ فذهبت مثلا، ثم إن أمه عَطَفت عليه ورقَّتْ له فقال الناس: لقد أحبَّتْ أم بيهسٍ بيهساً. فقال بيهس: ثكلٌ أَرْأَمَهَا ولدا، أي عَطَفها على ولد، فأرسلها مثلا، ثم إن أمه جَعَلت تُعطيه بعد ذلك ثيابَ إخوته فَيَلْبَسُها ويقول: يا حَبَّذَا التراثُ لولا الذلَّة فأرسلها مثلاً، ثم إنه أتى على ذلك ما شاء الله فمر بنسوة من قومه يُصْلِحْنَ امرأةً منهن يُرِدْنَ أن يُهْدِينَهَا لبعض القوم الذين قَتَلُوا إخوته، فكشَف ثوبه عن اسْتِهِ وغطى به رأسه فقلن له: ويحك! ما تصنع يا بيهس؟ فقال:

ألْبَسْ لكلِّ حَالَةٍ لَبُوسَها = إِمَّا نعيمَهَا وإما بُوسَهَا

فأرسلها مثلا، ثم أمر النساء من كنانة وغيرها فصنَعْنَ له طعاماً، فجعل يأكل ويقول: حَبَّذَا كثرةُ الأيْدِي في غير طعام فأرسلها مثلاً، فقالت أمه: لا يطلبُ هذا بثأرٍ أبداً، فقالت الكنانية: لا تأْمَنِي الأحْمَقَ وفي يَدِه سكين، فأرسلتها مثلا، ثم إنه أخبر أن ناساً من أَشْجَعَ في غارٍ يشربون فيه، فانطلق بخالٍ له يقال له: أبو حَنَش، فقال له: هل لك في غارٍ فيه ظِباء لعلنا نصيبُ منها، ويروى: هل لك في غَنِيمة باردة، فأرسلها مثلاً، ثم انطلق بَيْهَس بخاله حتى أَقَامَهُ على فَمِ الغار ثم دفع إبا حنَشٍ في الغار فقال: ضَرْباً أبا حَنَشٍ، فقال بعضهم: إن أبا حَنَشٍ لَبَطَل، فقال: أبو حنش: مُكْرَهٌ أَخُوكَ لا بَطَل، فأرسلها مثلا، قال المتَلمِّسُ في ذلك:

وَمِنْ طَلَبِ الأوْتَارِ مَا حَزَّ أَنْفَهُ = قَصِيٌر وَخَاضَ المَوْتَ بالسَّيْفِ بَيْهَسُ

نَعَامةُ لما صَرَّعَ القومُ رَهْطَهُ = تبيَّنَ فِي أَثْوَابِهِ كَيْفَ يَلْبَسُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير