[جبران خليل جبران (2)]
ـ[سيد يوسف]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 11:15 م]ـ
[جبران خليل جبران (2)]
ونماذج من نثره
سيد يوسف
نستكمل ههنا نماذج من كتاب النبى لجبران كما يلى
حديثه عن العقل والهوى
(كثيرا ما تكون نفوسكم ميداناً تسير فيه عقولكم ومدارككم حربا عواناً على أهوائكم وشهواتكم و إنني أود أن أكون صانع سلام في نفوسكم فأحول ما فيكم من تنافر و خصام إلى وحدة و سلام و لكن أنى يكون لي ذلك إذا لم تصيروا أنتم صانعي سلام لنفوسكم ومحبين جميع عناصركم على السواء
إن العقل و الهوى هما سكان* (* دفة السفينة) النفس و شراعها وهي سائرة في بحر العالم فإذا انكسر السكان أو تمزق الشراع فإن سفينة النفس لا تستطيع أن تتابع سيرها بل ترغم على ملاطمة الأمواج يمنة و يسرة حتى تقذف بكم إلى مكان أمين تحتفطون به في وسط البحر لأن العقل إذا استقل بالسلطان على الجسد قيد أهواءه و لكن الأهواء إذا لم يرافقها العقل كانت لهيباً يتأجج ليفني نفسه .. فاجعل نفسك تسمو بعقلك إلى مستوى أهوائك و حينئذ ترى منها ما يطربك و يشرح لك صدرك ...
حديثه عن الألم
(إن ما تشعرون به من الألم هو انكسار القشرة التي تغلف إدراككم و كما أن القشرة الصلدة التي تحجب الثمرة يجب أن تتحطم حتى يبرز قلبها من ظلمة الأرض إلى نور الشمس
هكذا أنتم أيضا يجب أن تحطم الآلام قشوركم قبل أن تعرفوا معنى الحياة لأنكم لو استطعتم أن تعيروا عجائب حياتكم اليومية حقها من التأمل و الدهشة لما كنتم ترون آلامكم أقل غرابة من أفراحكم ... بل كنتم تقبلون فصول قلوبكم كما قد قبلتم في غابر حياتكم الفصول التي مرت في حقولكم و كنتم ترقبون و تتأملون بهدوء و سكون شتاء أحزانكم و آلامكم.
أنتم مخيرون في الكثير من آلامكم وهذا الكثير من آلامكم هو الجرعة الشديدة المرارة التي بواسطتها يشفي الطبيب الحكيم الساهر في أعماقكم أسقام نفوسكم المريضة
لذلك آمنوا بطبيب نفوسكم , وثقوا بما يصفه لكم من الدواء الشافي و تناولوا جرعته بسكينة و طمأنينة.
معرفة النفس
(إن قلوبكم تعرف في السكينة أسرار الأيام و الليالي , ولكن آذانكم تتشوق لسماع صوت هذه المعرفة الهابطة على قلوبكم غير أنكم تودون لو تعرفون بالألفاظ و العبارات ما تعرفونه بالأفكار و التأملات وتتوقون إلى أن تلمسوا بأصابعكم جسد أحلامكم العاري.
وحسن أنكم تتوقون إلى جميع ذلك فإن الينبوع الكامن في أعماق نفوسكم سينفجر يوما ما و يجري منحدراً إلى البحر و الكنز المطمور في أعماقكم غير المتناهية سينقب في ساعة لا تعلمونها و تفتح أبوابه أمام عيونكم .. ولكن حذار أن تأخذوا معكم موازينكم لكي تزنوا بها كنزكم غير المعروف.
لا تسبروا غور معرفتكم بقياس محدود أو حبل مشدود لأن الذات بحر ولا وزن ولا قياس له
أجل ولا تقل في ذاتك: " قد وجدت الحق " بل قل بالأحرى: " قد وجدت حقاً "
و لا تقل: " قد وجدت طريق النفس " بل قل بالأولى: " قد رأيت النفس تمشي على طريقي
لأن النفس تمشي على جميع المسالك و الطرق فالنفس لا تمشي على حبل أو خيط كلاّ ولا هي تنمو كالقصبة , النفس تطوي ذاتها كالبشنين (نبات يقوم على ساق لا ورق له) ذي البتلات التي لا تحصى عديدها.
من كلماته
*"الحياة تتمرد حتى على المتمردين "
*" زرعت أوجاعي في حقل من التجلد فنبتت أفراحاً .. "
*"لا تنس أن البحر مؤلف من قطرات وان في كل قطرة كل ما في البحر من معاني .. .. العاصفة لا تكسر من الأغصان إلا يابسها "
*"ليت لي ألف عين ترى كل ما يعرضه علي الوجود منن عجائبه وطرائفه، وليتني أبقى تائقا إلى مرأى ما خفي عني من أسراره ومكنوناته .. "
* إذا خبزت خبزاً و أنت لا تجد لك لذة في عملك فإنما أنت تخبز علقماً لا يشبع سوى نصف مجاعة الإنسان، وإن أنشدت أناشيد الملائكة و لم تحب أن تكون منشداً فإنما أنت تصم آذان الناس بأنغامك عن الإصغاء إلى أناشيد الليل و النهار.
فى النهاية
وحتى نلتقى مع الجزء الثالث من نماذج من نثر جبران أسأل الله أن ينفعنا جميعا.
سيد يوسف
ـ[عيناكِ لي]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 07:59 ص]ـ
مشكور على الجهد الرائع موضوع جميل جدا شكرا لك