تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 06:30 م]ـ

وهذا علي بن الرومي يفضل النرجس على الورد (فكما نرى حتى الورود أصبح لها أحزاب وأنصار):

خجلت خدود الورد من تفضيله = خجلاً تورد ما عليه شاهد

للنرجس الفضل المبين وأن أبى= آبٍ وحاد عن الطريقة حائد

ينهى النديم عن القبيح بلحظه = وعلى المدامة والسماع مساعد

أين العيون من الخدود نفاسة = ورآسة لولا القياس الفاسد

ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[29 - 01 - 2010, 03:22 م]ـ

الموضوع يستحق البعث والنشور من جديد، فالآن اكتشفته، وأنا أبحث عن موضوع يثير الانتباه، واعذر تطفلي لحرمان موضوعك أستاذي الفاضل من نومته ورقدته، فقد آن له أن يصحو من جديد؛ لأن أبا بكر بن القوطية الشاعر الأندلسي دعاني إلى الرد على ابن الرومي، وعليك أستاذي بتفضيلكما النرجس في القطعة السابقة على بقية الأزهار، ولا سيما الورد، إذ يقول ابن القوطية في تفضيله للورد:

كسفت خدود النرجس المصفر من=حسد وقد يدوى العدو الحاسد

واصفر حتى كاد أن يقضي أسى=لما رأى الورد الذي هو وارد

هيهات للورد الفضائل كلها=وإن ادعى التكذيب فيه معاند

فصل القضية أن هذا ممتع=فصل الربيع وكل نور بائد

يأتي ونوار الربى متزحزح=وكذا الرئيس من المشابه واحد

هذا مقر للسماء بفضلها=في ما غذته به وهذا جاحد

وترى تباين ذاك في وجهيهما=باللون والنشر الذي هو شاهد

كم بين مصطنعين هذا كافر=أفضال سيده وها حاسد

هذا له خلق العجوز وهذه=عذراء في حمر المجاسد ناهد

وكفى افتخارا أن هذا نافق=غضا ومبتذلا وهذا كاسد

****

ويأتي أبو جعفر بن الأبار فيفضل الورد على النرجس، عبر حوار بين الزهرتين، إذ يقول:

طلع النرجس في أكفانه=قائلا للورد قد برحت بي

لم تزل تورث جسمي سقما=مبكيا عيني بدمع الحبب

كيف خلطت وغلبت على=سيد الأنوار يا للعجب

أنا اسمي تحت شكواي فلا=توقعوني تحت ريب الريب

أنا لولا طمعي أن نلتقي=ما أقلتني حينا قضبي

فضله فضل ابن عباد أبي القاسم القاضي قريع العرب

ملك لو لم يمجد بالثنا=قال للعالم: حسبي حسبي

وهذا ما يسمى بالمناظرات بين الأزهار الذي انتشر في الأندلس، ولعل الترف،وطبيعة الأندلس الساحرة، هي التي قادت الشاعر ليقيم مناظرته على ألسنة أزهار متعددة،بتفضيل نوع منها على الباقي، وقد تميز الشعراء الأندلسيون بحق في هذا الفن، حتى ألفوا رسائل نثرية في المفاضلة بين الأزهار والنواوير، ومنهم الأديب (أحمد بن برد الأصغر، وأبو عمر الباجي، وابن حسداي، وأبو الوليد الحميري صاحب كتاب (البديع في وصف الربيع) وقد جمع فيه هذه المفاضلات (شعرية ونثرية)،وربما سأعود بعد ردكم أستاذنا الفاضل.

بارك الله فيك أستاذ أحمد، واعذر تطفلي كما قلت مبتدئا.

تحياتي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير