ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 11:10 ص]ـ
الشكر لك أخانا العزيز ليث
انها قصيدة جميلة حقا ولشدة اعجاب الناس بها أطلقوا عليها اسم اليتيمة أي التي لانظير لها ولامثيل , وأول من نشرها كاملة هو المرحوم محب الدين الخطيب في مجلة "الحديقة" بعد ان كانت أجزاؤها متناثرة متوزعة بين الصحف والكتب الأدبية , وبقيت هذه القصيدة لوقت طويل مادة من مواد المجالس الادبية لذلك نشا اعتقاد بأنها كثيرا من الاضافات والزيادات قد لحقتها ومنها ابيات قد لاتناسب الذوق العام من الجميل انك لم توردها في سياق النص.
ظلت القصيدة لمدة طويلة لايعرف قائلها واحتار الناس في ذلك أهو العكوّك (علي بن جبلة) الذي قتله المأمون ام "دوقلة المنبجي" , وقد حسمت مجلة الحديقة الأمر بتسمية دوقلة صاحب القصيدة بعد أن أكدت نقلها لها من مخطوط قديم , ولكن لايزال الشك يلف الموضوع.
دوقلة المنبجي شاعر لم يرد ذكره كثرا في كتب الادب وليس له شعر سوى هذه القصيدة.
تعبّر اليتيمة عن شاعرية حقة مفنة قديرة وصف صاحبها محبوبته "دعد" بشكل دقيق الهدف منه تقديم صورة للجمال الذي تعلق به العربي القديم.
أما أجمل ما في القصيدة فهي خاتمتها الفخرية التي لم يوردها الأخ ليث:
أوما ترى طمريَّ بينهما ........ رجل ألح بهزله الجد
فالسيف يقطع وهو ذو صدأ ........ والنصل يعلو الهام لاالغمد
هل تنفعنّ السيف حليته ........ يوم الجلاد اذا نبا الحد
ولقد علمت بانني رجل ......... في الصالحات أروح أو أغدو
سلم على الادنى ومرحمة ......... وعلى الحوادث هادن جلد
متجلبب ثوب العفاف وقد .......... غفل الرقيب وأمكن الورد
ومجانب فعل القبيح وقد ......... وصل الحبيب وساعد السعد
منع المطامع ان تثلّمني ......... اني لمعولها صفا صلد
فاروح حرا من مذلتها ......... والحر حين يطيعها عبد
آليت أمدح مقرفا أبدا ........... يبقى المديح وينفد الرفد
هيهات يأبى ذاك لي سلف .......... خمدوا ولم يخمد لهم مجد
والجد كندة والبنون همُ .......... فزكا البنون وأنجب الجد
فلئن قفوت جميل فعلهم ......... بذميم فعليَ انني وغد
أجمل اذا حاولت في طلب .......... فالجِدُّ يغني عنك لا الجَدّ
ليكن لديك لسائل فرج ............. أولم يكن .. فليحسُن الرد
أشكرك أستاذي على إضافتك القيمة، ومعلوماتك النيرة.
بارك الله فيك.
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 05:27 م]ـ
هي قصيدة تفيض رقة، وتعبق حسنا،للشاعر علي بن جَبَلَةَ العَكوُّك وقد قالها في أميرة نجدية بارعة الجمال، نذرت إلا تتزوج إلا فتى يُرضيها شِعره.
فما رأيكم هل سيرضيها شعره، تفضلوا لقراءة القصيدة واحكموا بأنفسكم
هل بالطلولِ لِسائلٍ رَدّ ... أمْ هل لها بِتكَلُّمٍ عَهْدُ
دَرَسَ الجديدُ جَديدَ مَعْهَدِها ... فَكَأنَّما هِيَ رَيْطَةٌ جَرْدُ
مِنْ طُولِ مَا تَبكي الغُيومُ على ... عَرَصاتِها وَيُقَهْقِهُ الرَّعْدُ
فَوَقَفْتُ أسألها وليس بِها ... إلا المها ونَقَانقٌ رُبْدُ
فَتَناثرتْ دُرَرُ الشُّؤونِ على ... خدي كما يتناثرُ العِقْدُ
لَهفي على دَعْدٍ، وما خُلِقَتْ ... إلا لِطُولِ تَلَهُّفِي دَعْدُ
بيضاءُ قدْ لَبِسَ الأديمُ أديمَ ... الحُسنِ فهو لِجِلدها جِلدُ
فالوجه مثل الصبحِ مُبيضٌ ... والشَعْرُ مِثلُ الليلِ مُسْودُّ
ضِدانِ لما استُجْمِعا حَسُنا ... والضِّدُّ يُظهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ
وَجَبينها صَلْتٌ وَحَاجِبُها ... شَخْتُ المَخَطِّ أزجُّ مُمْتَدُّ
فكأنها وسنى إذا نَظَرَتْ ... أو مُدْنَفٌ لما يُفِقْ بَعْدُ
بِفتورِ عَيْنٍ ما بِها رَمَدٌ ... وبِها تُداوى الأعينُ الرُمْدُ
وَتُريكَ عِرْنيناً به شَمَمٌ ... أقنى وَخَداً لَوْنُهُ وَرْدُ
وَتُجِيلُ مِسْوَاك الأراكِ على ... رَتْلٍ كأنَّ رُضَابَهُ شَهْدُ
والجِيدُ منها جِيدُ جازِئةٍ ... تَعْطُو إذا ما طالها المَرْدُ
وكأنما سُقِيَتْ تَرائِبها ... والنحرُ ماءَ الوردِ إذ تَبْدو
والمِعصمان فما يُرى لهما ... مِنْ نِعْمَةٍ وَبَضَاضَةٍ زَنْدُ
ولها بَنانٌ لو أردْتَ له ... عَقْداً بِكَفِّك أمْكَنَ العَقْدُ
والبطنُ مَطويٌّ كما طُوِيتْ ... بِيضُ الرِّياطِ يَزِينُها المَلْدُ
وبِخَصْرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ ... فإذا تنوءُ يَكادُ يَنْقدُ
فَقِيامُها مَثْنى إذا نَهَضَتْ ... مِنْ ثِقْلِهِ وَقُعُودُها فَرْدُ
ما شَانَها طُولٌ ولا قِصَرٌ ... في خَلقِها فَقِوَامُها قَصْدُ
إن لم يكنْ وَصْلٌ لديكِ لنا ... يشفي الصبابةَ فليكنْ وَعْدُ
قدْ كانَ أورقَ وَصْلُكُمْ زمناً ... فذوى الوِصَالُ وأورقَ الصَّدُ
لله أشواقي إذا نَزَحتْ ... دارٌ بِنا وَنأى بِكُمْ بُعْدُ
إن تُتْهِمي فَتِهامَةٌ وطني ... أو تُنجِدي إن الهوى نَجْدُ
وزَعَمْتِ أنكَ تُضْمِرين لنا ... وُدّاً فَهَلاَّ يَنْفَعُ الودُّ
وإذا المُحِبُّ شكا الصُّدُودَ ولم ... يُعْطَفْ عليه فَقَتْلُهٌ عَمْدُ
نعم يرضيها.
وهل هناك كلمات أروع من هذه الكلمات؟!
فعلا إنها يتيمة كما بين الدكتور منذر.
¥