تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[مصطفى الحاج علي]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 12:23 ص]ـ

القصيدة اليتيمة

سميت هذه القصيدة باليتيمة لأنها تسببت بقتل ناظمها وهو (دوقلة المنبجي (الحسين بن محمد المنبجي)) ولم يعرف له من الشعر سواها.

وسميت أيضا بيتيمة الدهر لروعتها وجمالها وبلاغتها ولأنها أروع ما وصف في المرأة ومنادمتهاوقد اختلفت الروايات حول قائلها وقصته إلا أن أرجح القصص أن ملكة اليمن آلت على نفسها أن لا تتزوج إلا بمن يقهرها بالفصاحة والبلاغة ويذلها بالميدان وكانت ساحرة بجمالها وكان اسمها (دعد) فاستحث الشعراء قرائحهم ونظموا القصائد فلم يعجبها شيئ مما نظموه وشاع خبرها في أنحاء جزيرة العرب وتحدثوا عنها. إلى أن جاء شاعرنا وكان قد عرف جمال الملكة ونظم لها هذه القصيدة وركب ناقته قاصدا إياها فمر ببعض أحياء العرب فأضافه كبير الحي فسأله عن حاله فأخبره وأطلعه على القصيدة وكان من عادة العرب ولشدة ذكائهم أن يحفظوا القصيدة مهما كان طولها عند سماعها للمرة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو بحسب مقدار ذكائهم إلا أن كبير الحي هذا كان يحفظ من المرة الأولى وأثناء إلقائ دوقلة القصيدة شعر بأن مضيفه قد لمعت عيناه على قصيدته فاستدرك في نهايتها وضمنها بيتين إدراكا منه لفراسة دعد وبالفعل قتل المضيف ضيفه وذهب إلى دعد ليخطبها لنفسه فلما مثل أمامها سألته من أي الديار أنت فأجاب من العراق فلما سمعت القصيدة رأت بيتا يدل على أن قائلها من تهامة وماأن أنهى القصيدة بالبيتين المستدركين صرخت بقومها: أقتلوا قاتل زوجي.

وهي قصيدة مؤلفة من ستين بيتا اخترتها لكم

هل بالطلول لسائل رد

أم هل لها يتكلم عهد

درس الجديد، جديد مهدها

فكأنما هي ريطة جرد

من طول ما تبكي الغيوم على

عرصاتها،ويقهقه الرعد

وتلث سارية وغادية

ويكر نحس خلفه سعد

تلقاء شامية يمانية

لهما بمور ترابها سرد

فكست بواطنها ظواهرها

نورا كأن زهاء ه برد

فوقفت أسائلها، وليس بها

إلا ألمها ونقا نق ربد

فتبادرت درر الشؤون على

خدي كما يتناثر العقد

لهفي على (دعد) وما حفلت

بالا بحر تلهفي (دعد)

بيضاء قد لبس الأديم بهاء

الحسن، فهو لجلدها جلد

ويزين فويديها إذا حسرت

ضافي الغدائر فاحم جعد

فالوجه مثل الصبح مبيض

والشعر مثل الليل مسود

ضدان لما استجمعا حسنا

والضد يظهر حسنه الضد

وكأنها وسني إذا نظرت

أومدنف لما يفق بعد

بفتور عين مابها رمد

وبها تداوى الأعين الرمد

وتريك عرنينا يزينها

شمم وخد لونه الورد

وتجيل مسواك الأراك على

رتل كأن رضابه الشهد

والصتدرمنهاقد يزينه

نهد كحق العاج اذيبدو

والمعصمان فما يرى لهما

من نعمة وبضاضة زند

ولها بنان لو أردت له

عقدا بكفك أمكن العقد

وكأنما سقيت ترائبها

والنحرماءالوردأذيبدو

وبصدرها حقان خلتهما

كافوريتين علاهما ند

والبطن مطوي كما طويت

بيض الرياط يصونها الملد

ويخصرها هيف يزينه

فإذا تنوء يكاد ينقد

ولها هن راب مجسته

وعر المسالك حشوه وقد

فإذا طعنت طعنت في لبد

وإذا نزعت يكاد ينسد

والتف فخذاها وفوقهما

كفل، يجاذب خصرها نهد

فقيامهامثنىإذا نهضت

من ثقله وقعودها فرد

والساق خرعبة منعمة

عبلت فطوق الحجل منسد

والكعب أدرم لا يبين له

حجم وليس لرأسه حد

ومشت على قدمين خصرتا

والتفتا فتكامل القد

ما عابها طول ولا قصر

في خلقها فقوامها قصد

إن لم يكن وصل لديك لنا

يشفي الصبابة فليكن وعد

قد كان أورق وصلكم زمنا

فذوى الوصال وأورق الصد

لله أشواقي إذا نزحت

دار بنا وطواكمـ البعد

إن تتهمي فتهامة وطني

أو تنجدي يكن الهوى نجد

وزعمت أنك تضمرين لنا

ودا، فهلا ينفع الود

وإذا المحب شكا الصدود ولم

يعطف عليه فقتله عمد

نختصها بالود، وهي علي

ما لانحب فهكذا ااوجد

أوماترى طمرئ بينهما

رجل ألح بهزله الجد

فالسيف يقطع وهو ذو صدأ

والنصل يعلو الهام لا الغمد

هل تنفع السيف حيلته

يوم الجلاد إذا نبا الحد

ولقد علمت بأنني رجل

في الصالحات أروح أو أغدو

سلم على الأدنى ومرحمة

وعلى الحوادث هادن جلد

متجلبب ثوب العفاف وقد

غفل الرقيب وأمكن الورد

ومجانب فعل القبيح وقد

وصل الحبيب وساعد السعد

منع المطامع أن تثلمني

إني لمعولها صفا صلد

فأروح حرا من مذلتها

والحر حين يطيعها عبد

آليت أمدح مقرفا أبدا

يبقى المديح وينفد الرفد

هيهات يأبى ذاك لي سلف

خمدوا ولم يخمد لهم مجد

والجد كندة والبنون همو

فزكا البنون وأنجب الجد

فلئن قفوت جميل فعل هموا

بذميم فعلي إنني وغد

أجمل إذا حاولت في طلب

فالجد يغني عنك لا الجد

ليكن لديك لسائل فرج

أولم يكن فليحسن الرد

كل العشق من بعدي كذب

لا حب كحبي ولا تعب ( http://www.mustafahajali.jeeran.com)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير