بارك الله لك أخي الحمدو على ما تثيره من كوامن المعرفة الى هذه النماذج الفريدة من مشاهير ومجاهيل الأدب بحق ... أما عن اقبال الشاعر مالئ الدنيا وشاغل الناس في القارة الهندية وفي العالم الاسلامي بدليل آلاف البحوث عن هذه الشخصية الفريدة في عالمنا الاسلامي، وكما ذكر في الأعلى أنه كان يحمل هم الاسلام قولاً وعملاً ويتحرك به متنقلاً بين مختلف البلدان ليقف على حقائق الاسلام الصحيحة وهذا نلمسه في شعره المؤمن،فانظر الى هذه المقطوعة التي تهز الوجدان من الأعماق:
الصينُ لناْ، والعُربُ لناْ ..... والهندُ لناْ، والكلُ لناْ
أضحىْ الإسلامُ لناْ ديناْ ..... وجميعُ الكونِ لناْ وطناْ
****
توحيدُ اللهِ لناْ نورٌ ......... أعددناْ الروحَ لهُ سكناْ
الكونُ يزولُ ولاْ تمحىْ ... فيْ الكونِ صحائفُ سؤددِنَاْ
بُنيتْ فيْ الأرضِ معابدُناْ ...... والبيتُ الأولُ كعبتنَاْ
هوَ أولُ بيتٍ نحفظهُ ....... بحياةِ الروحِ ويحفظناْ
****
فيْ ظلِ السيفِ تربيناْ ............ وبنينا العِزَ لدولتناْ
عَلمُ الإسلامِ علىْ الأيامْ ........... شعارُ المجدِ لملتِناْ
*****
بهلالِ النصرِ يضيءُ لناْ ...... ويمثلُ خنجرَ سطوتِناْ
وأذانُ المسلمِ كانَ لهُ ... فيْ الغربِ صدىً مِنْ همتِناْ
* * *
قولواْ لسماءِ الكونِ لقدْ ....... طاولناْ النجمَ برفعتِناْ
ياْ دهرُ لقدْ جربتَ علىْ ......... نيرانِ الشدةِ عزمتَناْ
طوفانُ الباطلِ لمْ يغرقْ .... فيْ الخوفِ سفينةُ قوتِناْ
* * *
يا ظلَ حدائقَ أندلسٍ .......... أنسيتَ مغانيَ عشرتِناْ
وعلىْ أغصانكَ أوكارٌ ......... عمرتْ بطلائعِِ نشأتِناْ
****
يا دجلةُ هلْ سجلتْ علىْ .......... شطيكَ مآثرَ عزتِناْ
أمواجكَ ترويْ للدنياْ ........... وتعيدُ جواهرَ سيرتِناْ
يا أرضَ النورِ مِنْ الحرميـ ... ـــنِ، وياْ ميلادَ شريعتِناْ
روضُ الإسلامِ ودوحتهُ .. ....... في ظلكَ رواهاْ دمُناْ
****
ومحمدُ كانَ أميرَ الركـ ..... ــبِ يقودُ الفوزَ لنصرتِناْ
إنَّ اسمَ محمدٍ الهاديْ ........... روحُ الآمالِ لنهضتِناْ
فهل تستطيع ترك قراءة بيت من القصيدة من بعد أن تسمع مطلعها!!!
ولتسمح لي الأخت معالي ان اخالفها هنا بوصف محمد اقبال بالمتصوف فهو على العكس كان يحارب التصوف الذي كان يراه من محبطات الأمة نعم هو شاعر فيلسوف وحسب ... هذا اذا عرفنا أنه من المتخرجين من جامعة"كمبردج"وتقلد مناصب عدة سياسية في بلده وكان اول من دعا الى فصل الباكستان المسلمة عن الهند ... ولننظر الى رأيه في التصوف حيث يقول:
أن الصوفية الهندية الحالمة، والصوفية الإسلامية المتواكلة قد كان من أثرهما في المسلمين نشر اليأس والاستسلام، والهروب من الدنيا، والقعود عن العمل والإقدام، فنهض إقبال المصلح لمحاربة هذه الفلسفة التي ترادف الضعف والفناء، وعارضها بفلسفة جديدة تبشر بالقوة والتفاؤل والنماء، أو ما أطلق عليها بتقدير الذات.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 11 - 2007, 02:11 م]ـ
إضافة لا بد منها:
جاهر إقبال برأيه في الوطنية، وأعلن أنها دخيلة على مبادئ الإسلام، إذ أن الإسلام كله وطن، وأن الهندي أخ المغربي والفارسي والعربي والإفريقي والأوربي إذ جمعتهم عقيدة واحدة، وهي عقيدة الدين، فهي أقوى العقائد، ولن يقوم مقامها ما يصطنعه الناس من حدود جغرافية تسيطر عليها الجبال والصحاري والأنهار أو تفرضها السياسة الغاشمة فرضًا، ويوضح موقفه القاطع من الوطنية بقوله: أنا لا أقبل الوطنية كما تعرفها أوربا، وليس إنكاري إياها خوفًا من أن تضر بمضالح المسلمين في الهند، ولكني أنكرها لأني أرى فيها بذور المادية الملحدة، وهي عندي أعظم خطرًا على الإنسانية في عصرنا، لا ريب أن الوطنية لها مكانها وأثرها في حياة الإنسان الأخلاقية، ولكن العبرة بإيمان الإنسان وثقافته وسننه التاريخية، هذه في رأيي الأشياء التي تستحق أن يعيش لها الإنسان ويموت من أجلها، لا بقعة الأرض التي اتصلت بها روح الإنسان اتفاقًا.
• موقفه من حركة أتاتورك
انتقد إقبال حركة كمال أتوتورك في تركيا الحديثة التي أدارت ظهرها للإسلام، وانسلخت تمامًا منه، ومن كل ما يتصل به، فألغت الخلافة ومنصب شيخ الإسلام، والحروف العربية التي كانت تكتب بها اللغة التركية، وعطلت المدارس الإسلامية، وعدَّ إقبال هذه الحركة نوعًا من التجدد القائم على رفض القديم برمته، والأخذ بكل جديد دون وعي، ووصف أتاتورك بأنه محروم من الإبداع والابتكار وأنه مقلد فحسب، وقد عبر عن ذلك بقوله: "إن زعيم تركيا لا يملك أغنية جديدة، وإنما هي أغان مرددة معادة تتغنى بها أوربا من زمان، إن الجديد عنده هو القديم الأوربي الذي أكل عليه الدهر وشرب، ليس في صدره نفس جديد، وليس في ضميره عالم حديث، فاضطر إلى أن يتجاوب مع العالم الأوربي المعاصر .. إنه لم يستطع أن يقاوم وهج العالم الحديث، فذاب مثل الشمعة وفقد شخصيته".
ـ من بين سطور مشاركات عدة، مع الإعتذار لعدم الإنتباه إن كان هناك تكرار.
¥