قرية الغيل الذي ذكرها قيس في عدد من قصائده ومنها:
أتت ليلة بالغيل يا أم مالك
لكم غير حب صادق ليس يكذب
وقال قيس ايضآ في الغيل:
كأن لم يكن بالغيل أو بطن أيكة
أو الجزع من تول الاشاءة حاضر
هنا يظهر السفح الجنوبي للجبل وتظهر مزارع النخيل القديمة جدًا وتلاحظون جغرافية هذه القرية القديمة التي يحدها جبلين من الشمال ومن الجنوب وعلى مسافة طويلة جدا.
http://www.9q9q.org/index.php?image=xGMz1y7A4ikFUQ
الجهة الشرقية من الجبل و يظهر جزء من المقبرة وأجزاء بعيدة من السور الكبير الذي يحمي القرية قديماً.
http://www.9q9q.org/index.php?image=crxsurNPmPqnsp
في الصورة التالية مكان قيس الذى كان يجلس فيه.
http://www.9q9q.org/index.php?image=5MSikhlnJ7925y
ويقع بوسط قمة جبل التوباد غار يسمى غار قيس وليلى وهو عبارة عن فتحة صغيرة تقع في منتصف الجبل بمساحة لا تتجاوز أربعة أمتار، يقال: أن قيس وليلى يجلسان فيه ويتبادلان الشعر والغزل وقد كتب على أحد الصخور بجوار الغار بيت لإحدى قصائد قيس بن الملوح المشهورة تخليدا للقصة المشهورة عندما مر بجوار جبل التوباد وتذكر بنت عمه ليلى العامرية والأيام الجميلة التي قضياها معا عندما كانا صغيرين يرعيان البهم على سفوح جبل التوباد بعد أن حرم من رؤيتها و زواجها. قال قيس بن الملوح مخاطبآ ليلى:
تعلقت ليلى وهي غرٌّ صغيرةٌ
ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
فأجابته ليلى باكية لما سمعت شعره:
كلانا مظهر للناس بغضاً
وكل عند صاحبه مكين
تخبرنا العيون بما أردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين
فلما سمع مقالتها خر مغشياً عليه , فلما أفاق قال:
صريع من الحب المبرح والهوى
وأي فتى من علة الحب يسلم
ففطن جلساؤه عند ذلك فأخبروا أباها , فحجبوها عنه وعن سائر الناس، وقدموه الى الخليفة فأهدر الخليفة دمه إن هو زارها. فلما حجبت عنه أنشأ قيس بن الملوح يقول:
ألا حجب عني ليلى ولي أمرها
عليّ يمنياً جاهلاً لا ازورها
وأوعدني فيها رجال أبوهم
أبي وأبوها ثخنت لي صدورها
على غير شيء غير أني أحبها
وإن فؤادي عند ليلى أسيرها
وإني إذا حنّت إلى الالف إلفها
همّا بفؤادي حيث حنت سحورها
ولما عرف عنه بين القبائل حبه لابنة عمه وولعه بها قام أبوه واخوته وبنو عمه وأهل بيته فأتوا ابا ليلى وسألوه بالرحم والقرابة والحق العظيم ان يزوجها منه , وأخبروه أنه ابتلي بها فأبى ابو ليلى وحلف فأخرجه ابوه الى مكة كي يدعو الله في بيته الحرام ان يعافيه مما ابتلي فيه فلما قدما مكة قال له ابوه:يا قيس تعلق باستار الكعبة ففعل فقال: قل اللهم ارحني من ليلى وحبها. فقال قيس: اللهم منّ عليّ بليلى وقربها , فضربه أبوه , فانشأ يقول:
دعا المحرمون الله يستغفرونه
بمكة شعثاً كي تمحى ذنوبها
وناديت يا رحمن أول سؤلتي
لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها
وإن أعط ليلى في حياتي لم يتب
الى الله عبد توبة لا أتوبها
فأخذ أبوه بيده الى محفل من الناس , فسألهم أن يدعوا الله له بالفرج فلما أخذ الناس في الدعاء له فانشأ يقول:
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
بمكة والقلوب لها وجيب
اتوب إليك يا رحمن مما
عملت فقد تظاهرت الذنوب
فأما من هدى ليلى وتركي
زيارتها فإني لا أتوب
وكيف وعندها قلبي رهين
أتوب إليك منها أوانيب
ومرض الشاعر العاشق مرضاً كبيراً وازدادت علته وتعسر علاجه وأعيا الأطباء دواؤه ولم ينجح فيه الدواء وصار الى اسوأ حال من توحشه في الصحاري فشق ذلك على ليلى وأذهلها فدعت بغلام وكتبت اليه:بسم الله الرحمن الرحيم والله يا ابن عمي ان الذي بي أضعاف ما بقلبك ولكن وجدت السترة ابقى للمودة واحمد في العاقبة.
فلو أن ما ألقى وما بي من الهوى
بأرعن ركناه صفاً وحديد
تقطع من وجد وذاب حديده
وأمسى تراه العين وهو عميد
ثلاثون يوماً كل يوم وليلة
أموت وأحيا إن ذا لشديد
فأجابها قيس عن كتابها بعدة أبيات منها:
وجدت الحب نيراناً تلظى
قلوب العاشقين لها وقود
فلو كانت إذا احترقت تفانت
ولكن كلما احترقت تعود
كأهل النار إذا نضجت جلودٌ
أعيدت للشقاء لهم جلود
¥