وقال سبحانه: "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ لا
يقدرون مما كسبوا على شيءٍ ذلك هو الضلال البعيد".
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً،
والصراط الإسلام.
وقال عز من قائل: "يا أيها الناس ضرب مثلٌ فاستمعوا له، إن الذين تدعون من دون الله لن
يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب
والمطلوب. ما قدروا الله حق قدره إن الله لقويٌّ عزيزٌ".
وقال تعالى: "يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السجود".
وإنما يراد بذلك الشدة- العرب تفرق فتقول: كشف عن ساقه، وحسر عن ذراعه، وأسفر
عن وجهه. هذا هو الفصيح، وربما وضعت هذه الأفعال بعضها موضع بعضٍ ولا يفسد
الكلام.
وقال عز وجل: "أإنا لمردودون في الحافرة".
وقال سبحانه: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل
سنبلةٍ مائة حبةٍ والله يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليمٌ".
العرب تقول: عاد فلانٌ في حافرته، أي عاد إلى طريقه الأولى.
ومن الأمثال المأخوذة عن النبي صلى الله عليه السلام
إياكم وخضراء الدمن. فهذا كلامٌ مفهوم من لفظه، والمراد به غير خضراء الدمن، فلما
سئل عنها قال: المرأة الحسناء في منبت السوء.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أو يلم. يريد بذلك على ما
في عاقبة الغنى وزخرف الدنيا وزبرجها من الخطر، وأن من ذلك ما يؤدي إلى هلاك المرء
في دينه وآخرته.
وقال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرةً هاهنا ومرةً
هاهنا، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرةً. الخامة من
الزرع قصبته ويقال: الأصل خامة، والأرزة العرعرة، وهي شجرة صلبةٌ، والمجذية القائمة،
الانجعاف الانقلاع.
وقوله عليه السلام: الإيمان قيد الفتك. وليس هناك قيدٌ، وإنما معناه الإسلام حاجزٌ عما
حظره.
وقوله عليه السلام في أهل الإسلام والشرك: لا تراءى ناراهما.
وقوله صلى الله عليه وسلم: لا ترفع عصاك عن أهلك.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يلسع المؤمن من حجرٍ مرتين. ولا ينتطح فيها عنزان،
تسهيلاً لأمر القتل لأن العنز إنما تشام في نطاحها وترجع.
وقال عليه السلام: كل ما أصميت ودع ما أنميت. العرب تقول: رمى فأصمى إذا أثقله
فلم يتحامل، ورمى فأنمى إذا تحامل بالرمية، ورومى فأشوى إذا أصاب غير المقتل، والشوى
الأطراف.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 05:36 ص]ـ
بارك الله لك أخي رسالة الغفران وغفر الله لنا ولك ... جهد كبير تشكر عليه نفع الله بك.
ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 04:17 م]ـ
اضمومة ورد فيها عطر الحكمة , وبلاغة الصفوة .. تلك الصفوة المختارة من من أجدادنا العظام , الذين ظعنت أجسادهم وأقام منطقهم , وتلاشى صخبهم وخلدت حكمتهم فما أجدرنا باتباع ماتركوا من حسن القول وجميل الفعل.
بورك فيك أخي رسالة الغفران على هذا الانتقاء المميز.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 10:38 م]ـ
أشكركم جزيل الشكر على هذا التقدير ...
وأنتم الاساتذة العظام الذين جعلوني أنتقي هذه الشوارد
مع السلامه ...