ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:14 ص]ـ
قال الجاحظ:
فمن اللُّكْن ممَّن كان خطيباً، أو شاعراً، أو كاتباً داهياً: زيادُ بن سَلْمَى أو أُمامة، وهو زِيادٌ الأعجم، قال أبو عُبيدة: كان يُنشِد قوله:
فتىً زادَهُ السُّلطان في الوُدِّ رِفعةً**إذا غيَّرَ السلطانُ كلَّ خليلِ
قال: فكان يجعل السِّين شيناً والطاء تاءً، فيقول: فتى زَادَه الشُّلْتَان.
ومنهم سُحَيْم عبدُ بني الحَسحاس، قال له عمرُ بن الخطاب، رحمه اللَّه، وأنشد قصيدته التي يقول أوّلَها:
عُمَيرَة وَدِّعْ إنْ تَجَهّزتَ غاديَا**كفى الشَّيبُ والإسلامُ للمرء ناهيا
فقال له عُمر: لو قدَّمْتَ الإسلامَ على الشَّيب لأجَزتكُ، فقال له: ما سَعَرْت، يريد ما شَعَرت، جعَلَ الشين المعجمة سيناً غير معجمة.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 08:06 ص]ـ
لثغة واصل:
وهي لثغة شنيعة كانت تقع له في حرف الراء فتحرجه، فيتأتّى له بمجانبتها إلى سواها من الحروف، ويحمل على نفسه في هذا الأمر ويجهدها فيوفق توفيقاً بالغاً.
قال أحد معاصريه:
ويجعل (البُرَّ) (قمحاً) في تصرُّفِهِ=وجانَبَ الراءَ حتى احتالَ (للشّعَرِ)
ولم يُطِقْ (مطَراً) والقولُ يعجلهُ=فعاذ (بالغيث) إشفاقاً من (المطر)
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 08:14 ص]ـ
وهذه خطبة واصل بن عطاء التي جانب فيها الراء
الحمد الله القديمِ بلا غاية، الباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوّه، ودنا في عُلوّه، فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا يؤوده حفظ ما خَلَق، ولم يخلقه على مثالِ سبق، بل أنشأه ابتداعا، وعدّله اصطناعا، فأحسن كلَّ شيء خلقه وتمم مشيئته، وأوضح حكمته، فدَلَّ على ألوهيَّته، فسبحانه لا معقّب لحكمه، ولا دافع لقضائه. تواضعَ كلُّ شيء لعظمته، وذلَّ كلُّ شيء لسلطانه، ووسِعَ كلَّ شيء فضلُهُ، لا يعزُب عنه مثقال حبّةٍ وهو السميع العليم.
وأشهد أن لا إِله إلا الله وحده لا مثيل له، إلهاً تقدست أسماؤه، وعظمت آلاؤه، علا عن صفات كلِّ مخلوق، وتَنَزّه عن شبه كل مصنوع، فلا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به العقول ولا الأفهام، يُعصَى فيحلم، ويُدعَى فيسمع، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون.
وأشهد شهادةَ حقّ، وقولَ صدق، بإخلاص نيّة، وصدق طويّةّ، أنَّ محمد بن عبد الله عبده ونبيه، وخالصتُهُ وصفيّه، ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق، فبلَّغ مألُكتَه، ونصح أمته، وجاهد في سبيله، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، ولا يصدُّه عنه زعم زاعم، ماضياً على سنتّه، موفياً على قصده، حتى أتاه اليقين. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى، وأتم وأنمى، وأجلّ وأعلى صلاةٍ صلاّها على صفوة أنبيائه، وخالصة ملائكته، وأضعافَ ذلك إنه حميد مجيد.
وأوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته، والمجانبة لمعصيته، فأحضّكم على ما يدنيكم منه، ويزلفكم لديه، فإنَّ تقوى الله أفضل زاد، وأحسن عاقبة في معاد. ولا تلهيَنّكم الحياة الدنيا بزينتها وخدَعِها، وفواتن لذَّاتها، وشهوات آمالها، فإنها متاعٌ قليل، ومدّةٌ إلى حين، وكلُّ شيء منها يزول.
فكم عاينتم من أعاجيبها، وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت من جَنَح إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حُلْوا، وجرحت لهم سمّا.
أين الملوك الذين بنو المدائن، وشيدوا المصانع، وأوثقوا الأبواب، وكاثفوا الحجاب، وأعدوا الجياد، وملكوا البلاد، واستخدموا التلاد. قَبَضَتْهم بمخلبها، وطحنتهم بكلكلها، وعضتهم بأنيابها، وعاضتهم من السعة ضيقا، ومن العز ذلاّ، ومن الحياة فناءٍ، فسكنوا اللُّحود، وأكلهم الدود، وأصبحوا لا تعايِنُ إلا مساكنهم، ولا تجدُ إلا معالمهم، ولا تحسُّ منهم من أحد، ولا تسمع لهم نبسا.
فتزودوا عافاني الله وإياكم. فإن أفضل الزاد التقوى، واتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون.
جعَلَنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه، ويعمل لسعادته، وممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
إن أحسن قصص المؤمنين، وأبلغ مواعظ المتقنين كتاب الله، الزكية آياته، الواضحة بيناته، فإذا تلي عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تهتدون.
أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي، إن الله هو السميع العلي.
بسم الله الفتاح المنان. قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلدْ ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم، وبالآيات والوحي المبين، وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم. وأدخلنا وإياكم جنات النعيم.
أقول ما به أعظكم، وأستعتب، والله لي ولكم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 11:14 ص]ـ
مع أبيات ابن الوردي في فتاة لثغاء وتصح قراءتها على وجهين:
لثغة من أهواه من حسنها=عندي على الوجهين محموله
قلت: سهام الطرف منسولة=لرمي قلبي قال منثولة
قلت سيوف الصبر مسلولة=عليك مني، قال مثلولة
¥