تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واللاتي كن يرفضن هذا الاستبداد ويقاتلن من أجل أنفسهن رضخن تحت الأسماء المستعارة وظلت كل واحدة منهن تؤمنيّ دهراً ألا يظهر اسمها في الصحف حتى لا يحرمها وليها من متابعة طريقها الأدبي، مما أربكني طوال الوقت خوفاً عليهن من أن يصيبهن مكروه أياً كان حجمه. حتى إنني لأذكر أن إحداهن قدمت لي اسماً حقيقياً على أنه فعلا اسمها الحقيقي ثم وحين كان وقت إحراز الجوائز والشهادات اضطرت آسفة أن تخبرني باسمها الصريح والذي تعرف به في مجتمعها وأنها كانت مضطرة لتخبرني باسم آخر غير اسمها.

ماذا بعد هذا الظلم؟!!

كيف للمرأة أن تتقدم وتُقْبل وهي أسيرة سلطان الخوف، نقلت لي بعض أثره فظللت مرتبكة طوال الوقت افعل المستحيل لأحمي اسمها من التسرب.

أول الغيث " الرجل وأفقه ونظرته للمرأة "

ثم الشاعرة والأديبة ذاتها آمنت كثيراً بحركة " محلك سر " وتناست أن الحياة والأدب وما يحيط بنا من مؤثرات تتجدد وتتغير كل ساعة فبقيت كما هي لم تغير لونها أو تصقل موهبتها وقدرتها.

بعضهن آمنت بنفسها فأخذها الغرور إلى الهاوية لم تتقدم ولم تحافظ على ما لها فانبرت تحسد مثيلاتها ممن بدأن معها وتجاوزنها.

أيضاً إيمانهن بمن يصفق لهن ويحني قبعة فخره لما يكتبن في حين أنها لا تجيد باحتراف ألفبائية الكتابة الأدبية شعراً أو نثراً وهكذا أوردها المهالك. فلم تتقبل النقد من ذوي الضمائر الصادقة فظلت تكتب التوافه وتخرج بمسمى فضفاض جداً شاعرة وأديبة وهي بعد لا تحسن الحبك.

أيضاً لازالت الرؤية باهتة للنوادي الأدبية وما تقدمه للأديبات والشاعرات حيث ظل كثير من الرجال بما فيهم المثقفين أنفسهم يعتبرون أن هذه النوادي إنما هي شر يقود المرأة للضلال والضياع فنجد من أعضاء النوادي من يرفض أن تكون زوجته وأخته في المكان ذاته بينما قد يسمح لابنته لاحقاً.

فما الفرق بين الزوجة والأخت والابنة؟

هذا ايضاً من المحبطات التي ساهمت بشكل كبير في إحجام الكثير.

إحجام الكاتبات والأديبات والشاعرات عن التواجد في مثل هذه الأماسي بحجج كثيرة أهمها عدم وجود وسيلة نقل تيّسر لها الأمر فيفوتها من العلم كثير.

علينا أن نغير أفكارنا وأن نساهم بشكل حقيقي في تصحيح النظرة للنوادي الأدبية وأن ننهض بالمرأة وبحجابها وبقدرتها على التواجد في مثل هذه الأمكنة دون أن ينال منها أحد.

أذكر أنني شاركت في استراتيجية التنمية الثقافية للملكة التي كانت تنظمها وزارة الثقافة والإعلام أذكر جيداً أنني رأيت نساءً يغطيهن الحجاب من رؤوسهن حتى أخمص القدمين لا يظهر منهن شيئاً فتساءلت بدهشة كيف أتين إلى هنا وعرفت أنهن ذكيات جداً نعم لهن الحق مثل مالغيرهن من اللواتي حسرن عن وجوههن الغطاء. فكن في عيني أجمل وأقوى لأنهن آمنّ برسالتهن.

شغلت عن الرد أكثر من مرة لأن العمل والوقت يتجاذباني بشدة فعذراً.

وطن من ورد

.

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:56 م]ـ

لا أظن المرأة قد ظلمت في التعامل مع إنتاجها الأدبي، وكيف تكون المرأة قد ظلمت وكتب التراث تكشف لنا أسماء عدد كبير من الشواعر، وتطلعنا على نماذج منه، لكن كم هو عدد الشواعر مقابل الشعراء؟

لا أقول ما قلته من باب الانتقاص من قيمة المرأة؛ فالمرأة مكانها عال، واحترامها مكفول، المرأة تربي الرجال وتخرج الأجيال وهناك من المهام والواجبات الملقاة على كاهلها ما يصرفها عن التفرغ للشعر والخروج إلى النوادي والأسواق الأدبية.

صدقت أختي أحاول أن القضية ذات شجون فهناك عوامل كثيرة تظافرت فكانت حائلا دون مجاراة النساء الرجال في هذا الميدان وغيره من الميادين.

ـ[سيل]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:11 م]ـ

أستاذي القدير, د. ابن هشام حفظه الله

تحفيز هذا الموضوع يعتبر لفتة رائعة منكم, مما يتيح للجميع التباحث, ولدي رأي في هذا الشأن لا أعرف كم يبعد عن الصواب.

أعتقد أن أيدلوجية المرأة القديمة لم تتح لها إلا حيّزا ضيقا في المحيط الأدبي, ومن الصعب برأيي القول إن حاجزا عاثرا كان يتلقى محاولات المرأة بالصدود, بل إن طبيعتها الاجتماعية خلقت حاجزا نفسيا ساهم بتقويض نتاجها الوجداني, وقضى على أي فكرة للمحاولة وإثبات الذات. أي أنه لم يتهيأ لها ذلك النطاق الفسيح الذي تهيأ للرجل لمعطيات اجتماعية صرفة.

ومن الأسباب الأخرى كما أعتقد أن طبيعة الأغراض الشعرية التي أفرزتها طبيعة الحياة قديما لم تكن تقبل محاولات غير الرجال, كشعر الفخر الذي كان غرضا رئيسا في الشعر الجاهلي, وكان يمتد تأثيره على بقية الأغراض, وشعر المدح الذي قد يطرق أبوابا عدة, وشعر الغزل أيضا ذو الحساسية المفرطة, وحتى شعر الهجاء لسبب أو لآخر. وأستدل بحضور المرأة في شعر الرثاء الذي أبرز عدة أسماء نسائية قديمة, مستفيدة من طبيعة هذا الغرض وكونه يخلو من العوالق الحساسة مما أتاح للمرأة الفرصة.

كل هذه المعطيات التي ابتدأت من الصحراء وأصبحت إحدى التقاليد, مما أعطى استمرارها والمحافظة عليها قدسية اجتماعية, ساهمت بترجمة الجهد الأدبي للمرأة إبان التدوين, وهذا الجهد أكثر ما يكون نزرا يسيرا وبالكاد يذكر.

وبرأيي أن المرأة التي فتحت باب الغزل والنسيب ساهمت بشكل كبير جدا في مسيرة الشعر العربي, وأصبحت تشكل استهلالا لأغلب القصائد إن لم تستول على الغرض, ولنا أن نتخيّل كم من الشعراء الكبار عرفوا بسببها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير