الطالبات المتأدبات لمعرفة حقيقة أدب العرب وقيمة لغته وأسرار تميزها، مما يحول بينهنَّ وبين الانحراف الأدبي في الفكر والذوق والمنطق.
وما أجمل ما تفضلت به الزميلة (أحاول أن) من تحليلٍ صادق لأدب المرأة وشِعرها والأسباب التي أفضت إلى ما ذكرتُهُ في بدء كلامي عن الدعوة لإنصاف المرأة، وهذا حقٌّ أوافقها عليه، ويسعدني هذا المنطق والفهم السديد أن يصدر من أمرأة أديبة لم يحملها الانتصار لبنات جنسها أن تبالغ في وصف الحقيقة باتهام الرجل بأنه هو السبب الوحيد في حجبها عن الإبداع والتميز. وأرى أنَّ هذا الإنصاف منها يدفع الرجل للمسارعة في رضاها وعونها على التميز ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ما لم يشعر أنها بدأت تتعالى عليه، ولو عرف كلُّ واحد منَّا حقيقة دوره في الحياة لاستغنينا عن كثير من الكلام والجدال.
ويبقى للمرأة في وسطها ميدانٌ فسيحٌ للتميز والإبداع في عالم الشعر والنثر، دون أن يخرجها ذلك عن حياءها وحصانتها، وهذا الذي أظننا لا نزال نشكو منه نحن الرجال، ولم نملك من الشجاعة ما يجعلنا نتيح لبناتنا وأخواتنا وزوجاتنا المجال للمشاركة كما شكت الأخت التي تكتب باسم (الحب خطر) في مشاركات أدبية بعيدة عن الرجال. غير أنني أخشى أن لا تكون تلك المشاركات الأدبية مقصورة على النساء فحسبُ، وإنما تنقل للرجال فيضطر بعض الأولياء للمنع من المشاركة لعدم ثقته في الأمر؛ وله في ذلك الحق كله، فإنَّ الغيرةَ والحُبَّ لزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا تجعلنا في غاية التحرز والاحتياط حرصاً عليهنَّ.
كنتُ أرغب في التعقيب على كل مشاركة على حدة لأوفي صاحبها حقه من الشكر والتقدير لما تفضل به، ولجودة التعقيبات جميعاً مع اختلافها، غير أنَّني ما زلتُ أتوقع المزيد من الفوائد والتعقيبات ولا سيما من جانب النساء اللاتي يعنيهنَّ ابتداءً. ولذلك فإنني أخص الجميع بشكري، وأرجو أن يتواصل هذا الحديث العَذْب.
وأما الزملاء الذين سألوا: لم لم تشارك المرأة في كتابة المراجع والكتب القيمة على وجه العموم، فهناك الكثير ولله الحمد من الكتب القيمة جداً التي كتبتها النساء في فنون كثيرة، وإنما حديثنا هنا عن الشاعرات خصوصاً.
وللحديث صلة بإذن الله ..
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 05:26 م]ـ
ومع تأييدي للظروف العربية عامة والسعودية خاصة التي تعاند إبداع المرأة إلا أنها –إنصافا – عوامل ثانوية و ليست السبب الأكبر
عذرا لم أفهم هذا التأييد .. !!
مع أنني أوافق بأنها -الظروف-ليست السبب بل جزء "هام" منه!
وقد أفرحني كثيرا ما أشهده من نهضة في الرواية السعودية -النسوية- رغم عناد المجمتع الذكوري "الخليجي"
ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 06:12 م]ـ
شكر الله لكم أستاذنا الدكتور ابن هشام ومن أمثال من تخرج من منازلكم نتعلم ..
وشكر الله لك أستاذنا بحر الرمل على التنبيه للعبارة فقد قصدت: تأييدي للرأي الذي يقول "إن الظروف العربية والسعودية تعاند إبداع المرأة" وهي كما ذكر أستاذنا الدكتور بسبب الخوف والحرص الذي إن وجد أمانا ووضوحا له سينطلق في آفاق واسعة لن تجد إلا كل تأييد وتحضرني أديبتنا الراحلة الناشئة -هديل الحضيف رحمها الله - حين كانت الإرادة واضحة وأجنحة إبداع الطير قوية فلن تُقص .. قد يُضعفها البعض لكن إطلاقا لن يقتلها ..
الشعر صعب النشر عربيا بأغراضه المتعددة؛ إن أجادت المرأة فلن يقول أحد إنها فكرة تتقمصها فنتاج المرأة لدى الكثير تجارب حقيقية ولا غير .. وفي هذا رأي وجيه، فالشاعرة العربية -والتركيز هنا على الشعر - ما أجادت قديما ولا حديثا إلا حين تغلغلت التجربة الحقيقية في أعماقها: الخنساء في شعرها لم تعتنِ كثيرا برأي الناس بقدر ما وجدت في بكائها متنفسا وراحة .. وكذلك كانت ليلى بنت طريف وميسون وليلى الأخيلية حتى غزالة مع الحجاج ما طار بأبياتها إلا صدق التجربة، وأقيس على هذا الكثير مما سمعتُ من شعر بدءا من كبيرات السن وشعرهن الشعبي الجميل المطبوع في فقد أحبائهن -غالبا-، وليس انتهاءً إلى شعر أستاذاتي في الكلية " ولو أذنت لي دكتورة تدرِّس العروض في كلية التربية بالرياض لأدرجتُ لها قصيدة تائيةً أخاذة تجعلكم أستاذنا -بحر الرمل - تعيدون النظر في قصيدة د/ سعاد الصباح، ولكنها تأبى منذ سنوات أن تنشر .. "
رأيكم في الرواية السعودية النسائية يوافق رأي النقاد أن المرأة عامة في السرد أقوى منها في الشعر وإن كان رأيي أن الرواية النسائية السعودية تنمو في الكميّة لا الكيفية أفقيا لا رأسيا .. وتلك قصة أخرى ..
بورك الجمع ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:53 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بل ألفت المرأة وأذكر على سبيل المثال "حركية الإبداع " لخالدة سعيد و" قضايا الشعر المعاصر"لنازك الملائكة ...
رمتني بدائها وانسلت ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ................ وبعد
لم أرمك بدائي أختي الكريمة الأستاذة " سمية ع " ..
هو ليس دائي , هو داء المجتمع الذكوري ...
أن ذكرت ذلك لا يعني أنني أنكر إبداعات المرأة , لكنها الحقيقة ..
لا تفسري ما أوردته كما تبغين , فالمسألة ليست مزاجية ولا نستطيع أن ننكر الواقع والحقائق ..
بإختصار:إبداعات المرأة تم تجاهلها بصورة متعمدة أو غير متعمدة , لا أعلم ....
لكنني عنيت بم تم " إقتباسه " من ردي هو: أن واجب المرأة تجاه نفسها أن تدافع عن حقها في تدوين وتسجيل إبداعاتها بنفسها ولا تنتظر أن يظهره الرجل أو يتجاهله أو ينساه أو يتناساه إن صح التعبير. ...
وأزد على ذلك: فلتبادر المرأة بكتابة وتدوين إبداعاتها على مر العصور الأدبية أو العلمية , ولتتجاهل دور الرجل كم تجاهلها ......... :):)
لك هذه المعلومة: أنا غير متخصص في الأدب العربي , وقد ترك العلوم الأدبية منذ الفصل التاسع , وكان توجهي الدراسي منذ تلك اللحظة علمي محض , وزد على ذلك أنها كانت بلغات أجنبية .....
الخلاصة (الآن أستعين بزوجتي في الإملاء والنحو في هذه المشاركة)
وهاهي قد نامت , سأكتفي بم كتبته , خوفا من الوقوع في الأخطاء النحوية والإملائية ........ :)
بوركت ووفقت.
¥