تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذن لابد من محاولة لدراسة تراث الإمام الشافعي انطلاقا من "الرسالة" لأن القرآن "نزل بلسان العرب على الجملة، فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة ... فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه عن غير هذه الجهة" [10]. وقال الإمام الشاطبي في الموافقات، مبينا معنى نزول القرآن على معهود العرب، وعلى أساليبها في الخطاب: "فإن قلنا إن القرآن نزل بلسان العرب وإنه عربي وإنه لا عجمة فيه، فبمعنى أنه نزل على لسان مهود العرب في ألفاظها الخاصة، وأساليب معانيها، وأنها فطرت عليه في لسانها، تخاطب بالعام يراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام في وجه والخاص في وجه، وبالعام يراد به الخاص، والظاهر يراد به غير الظاهر، وكل ذلك يعرف من أول الكلام أو وسطه، أو آخره، وتتكلم الكلام ينبئ أوله عن آخره أو آخره عن أوله ... " [11].

فلما نزل القرآن على معهود العرب في الخطاب وعلى أساليبهم في الخطاب فإن حصر وإبراز أوجه هذا الإعمال ومراد الشارع فيه قمين باستخلاص ملاحظات أولية توظف في صياغة الإطار النظري لعلم التفسير، إذ لمراد الشارع أثر كبير في فهم الخطاب وبيان العلة وتأسيس القاعدة.

إن عملية التأسيس لأدوات الفهم والاستنباط في أصول الفقه التي قام بها الإمام الشافعي تحتاج إلى دراسة من جديد وذلك من أجل تأسيس قواعد التفسير، إذ الإشكال الحضاري القديم المتعلق بالبيان الذي أنتج صياغة أصول الفقه، هو الإشكال نفسه في الحاضر. فكما استطاعت الرسالة أن تؤسس أصول الفقه، ألا تمدنا بعد الدراسة والبحث بأصول التفسير.


[1]- الإسراء: 9.
[2]-النحل: 44
[3]-الأنعام: 82
[4]-الآية: 13
[5]-الأنفال: 60
[6]-تفسير التحرير والتنوير، المقدمة الثانية، ص:26
[7]-نفسه.
[8]-المفتاح للسكاكي: نقلا عن مقدمة التحرير والتنوير، ص:20.
[9]- نفسه، ص: 26.
[10]- الموافقات، الإمام الشاطبي، ج:2، دار الكتب العلمية، لبنان، الطبعة الثالثة، 2002، ص:50
[11]- نفسه، ج: 12، ص:50.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير