الذي يسعد الكفار هو أن يروا طرحا ساذجا لبعض المسلمين يمكنهم الولوج من خلاله لمآربهم ...
ثم إنك لا تجيب على أسئلتي!.
وجوابا على سؤالك: قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله تعالى في البرهان: " سبب اختلاف السلف في عدد الآي أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة ".
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Apr 2008, 07:30 م]ـ
[أبو الحسنات الدمشقي
الذي يسعد الكفار هو أن يروا طرحا ساذجا لبعض المسلمين يمكنهم الولوج من خلاله لمآربهم ...
الطرح الساذج لترتيب القرآن هو ما تتبناه أنت وأمثالك. مع الأسف. ألست الزاعم أن بإمكان فرد من الناس أن يؤلف كتابا فيه ما هو أغرب وأكثر إتقانا من القرآن؟ اتق الله .. غيرك من أعضاء هذا الملتقى زعم أن في كتاب ألف ليلة وليلة من مظاهر الإعجاز العددي ما يشبه القرآن وربما أكثر ..
لم تقل لي: هل قمت بدراسة ترتيب القرآن فوصلت إلى هذه النتيجة؟ أم أنه كلام مثل كل الكلام؟
سبب الاختلاف في عدد آيات القرآن:
يحدد السيوطي سبب الاختلاف في الرواية التالية: (قال ابن العربي: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية، وصح أنه قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران. قال: وتعديد الآي من معضلات القرآن، وفي آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائه. وقال غيره: سبب اختلاف السلف في عدد الآي:أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلها وصل للتمام، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة) الإتقان 1/ 146.
من الجدير بالذكر هنا: أن ما ذكره السيوطي كتعليل لظاهرة الاختلاف، قد جاء مسبوقا بعبارة (سبب اختلاف السلف)، فالاختلاف بالنسبة للسيوطي – كما هو بالنسبة لنا – يقع ضمن حدود الموروث، وقد كان موضع التساؤل والبحث في زمن السيوطي (المتوفى عام 911 هـ).
الملاحظة الثانية: إن ما ذكره السيوطي من تفسير لظاهرة الاختلاف لم يتجاوز حدود النقل والرواية والتدوين، أما صوت السيوطي فهو غير مسموع هنا: (وقال غيره: سبب اختلاف السلف) فصاحب هذا التفسير هو: غيره – غير ابن العربي. من هو؟ لا نعلم.
لقد كان دور السيوطي هو نقل تلك الروايات وتدوينها، أقصد جمع الموروث وحفظه، لا بقصد مناقشته، ولذلك فقد كان السيوطي يحرص على جمع وتدوين كل ما يحضره من الروايات والآراء في المسألة الواحدة، بغض النظر عن صحتها أو تناقضها أو بطلانها.
وعلى أي حال، فالرواية تحدد سببين أساسيين لظاهرة الاختلاف: أحدهما: أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلها، وصل للتمام، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة.
وهو تفسير كما نلاحظ يعود بسبب الاختلاف إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم مما يجعل التسليم به أمرا غير مقبول، لأنه يعني أن جمع القرآن في عهد عثمان لم يكن مرتب الآيات والسور كما سمع عن النبي ولا كان باتفاق الجميع، بل بني على أساس من ظنون البعض وحساباتهم.
وفي مواجهة هذا التفسير قد يقال: إنه لا يمكن الاعتماد على أحكام مبنية أصلا على ظنون بعض الناس، بل ربما أدى هذا التفسير إلى شبهة أخرى، وهي أن الترتيب الحالي قد بني على الظنون وتغليب بعضها على بعضها الآخر.
وعلى افتراض أن سبب الاختلاف يعود إلى عهد النبي، فالمفروض أنه قد تم حسم هذا الاختلاف نهائيا في زمن عثمان، وإذا صح أنه كان هناك من حسب كذا وكذا (أخطا في تحديد بداية الآية ونهايتها) فلا شك أنه تنازل عن حساباته وظنونه، وانضم إلى رأي الجماعة.
ولعل الافتراض أن الاختلاف وقع بعد الجمع الثالث للقرآن (في عهد عثمان) هو الافتراض الصحيح، ومما يؤيد ذلك أن الأقوال في عدد آيات القرآن تنسب إلى أهل الكوفة والبصرة والشام ومكة والمدينة، وهي نسبة مرتبطة بالنسخ التي بعثها عثمان إليهم. أما قبل هذا الحدث فلم يكن لأي من هذه المراكز أعداد يشتهرون بها.
أما السبب الآخر، الذي يمكن استنتاجه من رواية السيوطي السابقة، فهو ما نسب إلى ابن العربي من القول: (وتعديد الآي من معضلات القرآن، وفي آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام) ولهذا فتعديد الآي من معضلات القرآن.
فإذا أضفنا إلى هذه المعضلة، أن المصاحف التي أمر عثمان بنسخها، وأرسل منها إلى الأمصار نسخا، كانت خالية من النقط والشكل والفواصل، وما يمكن الاستدلال به على مطلع كل آية ونهايتها (الأرقام الحالية المثبتة بين الآيات) ................................................. ...........................
[كتاب أسرار ترتيب القرآن: قراءة معاصرة – عبدالله جلغوم / دار الفكر 1994 صفحة 24].
كما ترى: ما أردت إخباري به فأنا أعرفه (وما هو أكثر) منذ 14 عاما.
¥