يقول مدير عام المركز الدكتور خالد أرن في تصديره للعمل (ص:3 - 4) إن (عرض الحضارة الإسلامية والتعريف بها على مدى التاريخ الإسلامي وخلال تطورها في العصر الحاضر بالشكل الأمثل والأصدق) ويضيف أن من الغايات الأساسية التي ينشدها المركز منذ تأسيسه عام (1980م) على هذا السبيل (الارتقاء بمستوى البحوث التي تجري على أمهات مصادر الحضارة الإسلامية، ثم المشاركة بعد ذلك في تقديم كل هذا في صورة منشورات وأبحاث علمية إلى كافة المعنيين والإنسانية جمعاء). أما معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي (المدير العام لمركز إرسيكا سابقاً والأمين الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي) فقد وضع تقديماً رفيعاً لهذا العمل العلمي المهم (ص:5 - 13). ومما قاله بهذا الصدد (إن نشر هذا المصحف - سواء صحت نسبته إلى الخليفة عثمان بن عفان أو لم تصح كما يتضح من الدراسة - يعتبر عملاً علمياً ذا أهمية متعددة الجوانب. فنشره سوف يشكل حلقة هامة في السلسلة الذهبية لدراسة القرآن الكريم التي لها تقاليدها الراسخة في الأدبيات الإسلامية، كما أنه يفتح آفاقاً في الدراسات الحديثة لتاريخ القرآن الكريم. وهذا النشر سوف يكون مصدراً للمقارنة بما يثبت من نصوص أقدم من مصحف طوب قابي، ونصوص كتبت بعده، وسوف يساعد على بيان خصائص الكتابات السابقة له واللاحقة عليه ويضعها في منظور زمني). أما المحقق والدارس الدكتور طيار آلتي قولاج فيقول في دراسته التمهيدية: (إن هذا المصحف الذي يبدأ بقوله تعالى {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وينتهي بقوله {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} وجرى استنساخه قبل نحو ثلاثة عشر قرناً من الزمان إنما هو تطابق تام مع المصاحف التي يقرؤها الناس اليوم على وجه البسيطة. أو بمعنى أصح فإن نسخ المصاحف التي تجري قراءتها اليوم تتطابق مع هذا المصحف الذي كتب قبل نحو ثلاثة عشر قرناً). ويبين الدكتور قولاج في دراسته التمهيدية المعمقة لهذا العمل الجليل (أن القرآن الكريم لا تحفظه صدور الحفاظ وحدهم، وإنما تحفظه أيضاً نصوصه المكتوبة وإملاؤه. وهو اليوم بين أيدينا بالصورة التي نزل بها وكتب قبل أربعة عشر قرناً. وهذه الوثائق المدونة إنما هي في الوقت نفسه من التجليات الفعلية الملموسة للبيان الإلهي في قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
إن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) لم يكتف بإخراج الدراسة المحققة من المصحف الشريف (نسخة متحف طوب قابي سراي) فحسب، بل أخرج طبعة طبق الأصل من المصحف الذي بلغت ورقاته المصنوعة من الرق (408) ورقات كتبت بالخط الكوفي من (الظاهر والجلي)، وبإخراج هذا العمل بهذا الجهد العلمي والفني يكون المركز قد قدَّم خدمة جليلة بوضع الصورة الأصلية للمصحف الشريف المنسوب لسيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بين يدي العلماء والباحثين وكافة المراكز والمعاهد البحثية المتخصصة في كافة أرجاء العالم، ونتوقع أن يثمر هذا الجهد في شحذ همم العلماء في الدراسات القرآنية والحضارة الإسلامية لإلقاء المزيد من الإضاءات على تاريخ كتابة المصحف الشريف عبر العصور.
إن هذا العمل يستحق الشكر والتقدير لمركز (إرسيكا) ممثلاً في مديره العام الدكتور خالد أرن ولمعالي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الذي كان له الجهد الأكبر في تبني إخراج هذا العمل الكبير، كما أن الدكتور طيار آلتي قولاج يستحق الشكر مضاعفاً نظير جهده العلمي المتزن في تحقيق النسخة المخطوطة من المصحف الشريف ودراستها.
وأخيراً نزجي الشكر أجزله لصاحب السمو الشيخ
الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على دعمه السخي لأنشطة المركز وتمويله هذه الدراسة وطباعة المصحف على نفقته الخاصة، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في موازين حسنات سموه. والله من وراء القصد.
*عضو مجلس المركز - إرسيكا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 Apr 2008, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة الله على المعصوم الأمين $
جزاكم الله خيرا.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Apr 2008, 12:40 ص]ـ
بارك الله بالأخ أبي الخطاب على هذا العرض ولقد شوقتنا لرؤية هذا المصحف المبارك، ونود منكم ان تعرضو بعض صور هذا المصحف على الملتقى
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 Apr 2008, 01:05 ص]ـ
إلى كل مَن لديه علم عن هذه الطبعة:
هل هي معروضة للبيع؟
وأين؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2008, 01:08 ص]ـ
سمعتُ بهذه النسخة، وأخبرني عنها أيضاً الدكتور غانم الحمد وفقه الله قريباً، وأنا أسعى للحصول على نسخة منها بإذنها وسأسعى لتحويلها إلى نسخة الكترونية لرفعها على الملتقى للانتفاع بها بشكل أوسع، وأنا على ثقة أن طلبنا هذا لو بلغ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لوافق على مساعدتنا فهو رجل كريم ويحب العلم وطلابه وفقه الله وأعانه، ويسر الحصول على هذا المصحف الثمين.
¥