تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يختلف العلماء في عدد تلك المصاحف، فقيل إن المصاحف أربعة وقيل خمسة وقيل ستة وقيل سبعة وقيل ثمانية بل قيل تسعة! ويقول الإمام السيوطي - رحمه الله - أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال ابو داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا (الإتقان، جلال الدين السيوطي) ت 911هـ (1/ 132) (الكتب العلمية - بيروت ط 1415.3هـ).

وقد قرأت منذ شهور عن افتتاح تم بمتحف بوشكين للفنون الجميلة لمعرض «القرآن الذهبي»، وضم بعضا من صفحات القرآن الكريم مطبوعة على رقائق من الذهب الخالص، نقلا عن إحدى أقدم النسخ التاريخية المعروفة باسم «مصحف عثمان». وقد قامت دار سك النقود التابعة لوزارة المالية الروسية بصك مخطوطة «مصحف عثمان» على رقائق من الذهب الخالص. وحسب مسئولين في دار سك النقود فقد استغرقت العملية ثمانية عشر شهرا وأعد الخبراء 162 صفيحة من الذهب، بلغ طول كل منها 14 سنتيمترا وعرضها 10 سنتيمترات. ويقول اجناتي كراتشكوفسكي، أحد أبرز المستعربين الروس وأول من ترجَمَ معاني القرآن الكريم إلى الروسية، إن الكثير من صفحات هذه النسخة النادرة قد انتقلت إلى لينينجراد (سان بطرسبرج حاليا) عام 1936.

أما النسخة المصرية من «مصحف عثمان» (1)، فقد نقلت أخيرًا من مسجد الإمام الحسين إلى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية الملحقة بمسجد السيدة زينب، وتزن حوالي 80 كيلوجراما وصفحاتها مكتوبة بالخط الكوفي غير المنقط وبحبر حديدي وليس كربونيا، وقد كتب على الرق المصنوع من جلد الغزال في نحو 1870 صفحة، وللنسخة حافظة جلدية مذهبة تعود إلى سنة 648 هجرية صنعها لهذا المصحف السلطان قنصوة الغوري، ومكتوب عليها «هذا مصحف سيدنا عثمان». وقد احتفظت المدرسة الأفضلية بهذه النسخة في العصر الأيوبي التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي، ونقل السلطان قنصوة الغوري المصحف بعد انهيار المدرسة مع باقي الآثار النبوية إلى القبة التي أنشأها باسمه، وظلت هناك نحو ثلاثة قرون حتى نقلت إلى القلعة، ومنها إلى مسجد السيدة زينب، فوزارة الأوقاف ومن هذا الديوان نقلت في بداية عام 1305 هجرية إلى قصر عابدين في عهد الخديو توفيق الذي أمر بإنشاء غرفة في مسجد الإمام الحسين لمصحف عثمان وآثار الرسول صلى الله عليه وسلم وأقيم احتفال كبير لنقل المصحف والآثار من قصر عابدين إلى مسجد الحسين في نهاية عام 1305 هجرية وظلت هناك إلى أن تم نقلها أخيرًا إلى مكتبة المخطوطات الملحقة بمسجد السيدة زينب لتسجيلها والحفاظ عليها. وكان الجامع الأموي في دمشق يحتفظ، كما يقال،، بنسخة من مصحف عثمان، الذي كانت له خزانة خاصة به إلى جانب المحراب، وظل حتى الحريق الأخير، الذي أتى على كل شيء في الجامع، وذلك سنة 1310 هجرية الموافقة لسنة 1893 ميلادية.

وتحتفظ مكتبة الإدارة الدينية بطشقند بمصحف مكتوب على الرق، وهو خال من النقط. وتشتمل كل صفحة من صفحاته على 12 سطرا، وعدد ورقاته 353 ورقة، وقياسها 68 سم × 53 سم وهو ما يجعل قياسات الأوراق لا تتطابق مع مصحف عثمان الأم. وجاءت الطبعة التي نفذتها إرسيكا في نسختين، الأولى وهي نسخة طبق الأصل لمصحف عثمان رضي الله عنه (أبعاد 41 سم × 45 سم) مع طباعة 500 نسخة فقط وتم ترقيم كل نسخة من هذه النسخ. والنسخة الثانية وهي النسخة الأكاديمية الموجهة إلى الباحثين بأبعاد أصغر من المصحف، تيسر من تداوله ودرسه.

إصدارات إرسيكا

يأتي هذا الإصدار النادر ضمن أهم ما نشره المركز خلال الفترة من عام 1980 وحتى شهر مايو 2007 ميلادية، حيث طبع (117) كتابا في مجالات متعددة نتيجة لأبحاث مبتكرة قام بها، منها ستة فهارس للمخطوطات الإسلامية في مجالات مختلفة من المعرفة و «الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم» و «دراسة حول الأبعاد الثقافية للتنمية في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي» وكتابان حول تاريخ الشعوب التركية وعدة دراسات حول تاريخ الشعوب الإسلامية مثل كتاب حول التواصل الحضاري في مجال الإنسانيات والفلسفة، وكتب أخرى في مجالات الفنون والعلوم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير