تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبناء على قولك فلا يجوز التحدي بالقرآن كله حتى ينزل كاملاً، والتحدي بالقرآن كله قد نزل في سورة الطور والأسراء قبل أن يكتمل نزول القرآن.

"ونقدم لك عزيزي القارئ تصورا يقرب لك المسألة:

تصور أني شاعر كبير وأدعي أني آتي بقصائد لم يأت به الأوائل ولن يستطيعها الأواخر, فقال لي الناس: قدّم لنا ما عندك لنحكم. فقدمت لهم بعض أبيات من قصيدة, ثم بعدها بفترة قدمت لهم أبيات أخرى, وقلت لهم: هذه الأبيات لا أعرف موضعها من القصيدة, وسأخبركم فيما بعد, المهم أنها من القصيدة. وهكذا كل فترة, أقدم لهم بعض أبيات تضاف إلى القصيدة, وأحيانا كنت أحذف بعض الأبيات بعد أن أقدمها لهم, وأحيانا أقدم لهم أبياتا, فيعترض معترض أو يسأل سائل, فأضيف بعض الكلمات إلى القصيدة, وبعد فترة أقول لهم: الآن انتهت القصيدة, وهذا هو الشكل النهائي لها, وأتحداكم أن تأتوا بمثلها؟!

بالله عليك هل يُقبل مثل هذا الشكل من التحدي في أي مجال أدبي أو فكري؟! "

سبحان الله تقيس كلام الله على كلام البشر!

إن الذي أنزل القرآن مفرقاً قد علم أنهم سيعجزون عن الإتيان بمثله، والدليل أنهم لم يحاول، بل علموا من اللحظة الأولى أنه ليس كلام بشر، وأقصى ما فعلوا أنهم قالو:

(لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) سورة الأنفال من الآية (31)

فلا داعي لكلامك هذا وما بعده من القياسات والصور الفاسدة.

"ونلاحظ أن الله تعالى لم يخبر (لم يتحد) بأننا لا نستطيع أن نأتي بمثل بضع آيات, وإنما كان التحدي (الإخبار) بعدم القدرة على الإتيان بسورة, وإذا كانت الآيات المنزلة في كل مرة كافية شافية في قضية ما, فإن إضافة غيرها يعد حشوا! أو نقضا للتناسق بين الكلام وبعضه.

وإذا كان الله تعالى يعتمد هذا الأسلوب في إنزال النصوص, فكان من الممكن أن يعتمده أيضا كفار قريش, فيردون على محمد بجمل مرتبطة, ويقولون: هذا مثل ما أنزل عليك وسنكمله نحن أيضا فيما بعد, عندما تكمل أنت سورك!! "

وهذا جهل فاضح بالقرآن أو أنه طعن فيه من طرف خفي.

إن كل آية من القرآن كافية شافية في موضوعها ولا يمنع أن ما أضيف إليها يعطي معنىً إضافياً، ولا يلزم من ذلك من أن تنزل جملة واحدة كما هو في القرآن كله.

"ومن الممكن أن يفعله أي مدعٍ للنبوة في أي زمن, فيقدم بعض نصوص تتناول أي موضوعات, فإذا قيل له: وماذا في هذه النصوص؟ ليست على القدر من الفصاحة والبيان, كما أن موضوعها ليس على المستوى. أجاب: لقد فعل الله سابقا مثل هذا! –تعالى الله عن هذا- فأنزل جملا متفرقة على محمد, ثم جمعها فيما بعد فصارت معجزة أدبية! فلم تقبلونها مع محمد وترفضونها معي؟! "

سبحان الله

هل القرآن لم يكتسب فصاحته وبيانه إلا بعد إكتمال نزوله؟

والجواب بنعم لازم لك لأنك تقول إن القرآن سورة واحدة.

"إن القول بتفريق سور القرآن كان دقا لأكبر مسمار في نعش تفرد القرآن, وقضاء على تحديه بأن يأتي المخالف بسورة من مثله, فسيأتي المخالف ببعض جمل ويقول: أتيت بسورة من مثله, وباقيها سأكمله بعد سنة أو عشر سنين, كما حدث مع مزملكم؟! فكيف نرد على هذا؟! "

وكيف افترضت أن للقرآن نعشا وأنه قريبا سيحمل على الأعناق ثم يدفن بلا رجعة؟

ثم لماذا هذه العبارة: " كما حدث مع مزملكم؟! "

لا أدري ما أقول، قد يكون جهلاً وغباءً وقد يكون مكرا وخبثا.

ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[06 May 2009, 11:37 ص]ـ

سلام عليك أخي:

رد أخير أختم به حواري معك أخي الحنون!!!

قلت ردا علي: سألتني بالله وهذا هو الجواب:

(مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (106)

(وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)) سورة النحل

فهذه نصوص صريحة في أن هناك آيات تنسخ وآيات تبدل، وهذا وحده كافٍ في الرد عليك." اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير