يا أخي المحب هذا أكبر دليل على أنك لا تتدبر القرآن, وتكرر وتنقل ما قاله الأقدمون وتتشنج في الدفاع عنه, غير منتبه للسياق العام!!!
الذي وردت فيه الآيات, فأقول وخذها من إنسان غير متدبر:
كلمة آية تأتي في القرآن دوما بمعنى علامة, دليل , بينة أو بالاستعمال الخاطئ بما يساي معجزة, ولم تأت أبدا بمعنى: آية في القرآن بخلاف كلمة: آيات والتي قد تأتي بمعنى: آيات قرآنية أو ما يسمى بالمعجزات!
قد تقول: ولكنها في هذا السياق أتت بمعنى آية في القرآن وهاتان الآيتان استثناء. فأقول لك:
هنا عزيزي المتدبر يبرز دور السياق في تحديد المعنى, فإذا نظرنا إلى الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآية وجدنا الله تعالى يقول:
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
فالسياق يتحدث عن كره أهل الكتاب لنزول القرآن على المسلمين, كما أن الحديث عن قدرة الله تعالى وليس عن علمه كما أن هناك كلام عن مطالبة الرسول بما طولب به موسى, فكل هذا يؤكد أن الحديث عن الآية والتي هي بمعنى المعجزة! والتي هي إشارة للقرآن كله في مقابل التوراة التي نسخت!
فإذا انتقلنا إلى آية النحل وجدنا السياق يؤكد ما قلناه هنا; فالله تعالى يقول:
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
فالآيات تتكلم عن كره واستثقال المعاندين للقرآن فيقول الله تعالى لهم أنه أعلم بما ينزل فالرسول لا يفتري على الله فلم يأت بالقرآن من عند نفسه, فلقد نزله -لاحظ أن القرآن يعود على القرآن والذي هو الآية التي أتت مكان التوراة! - روح القدس, فهذه الآية في سياقها دليل على أن المراد من الآية القرآن كاملا!
ولست أدري كيف تستدل بالآية فهل صدق الكفار أو اليهود بالقرآن وأنه من عند الله فإذا نسخت آية اعترضوا على محمد وقالوا أنه يفتري على الله!! لو قالوا هذا لكان معناه أنهم يعترفون بالقرآن كوحي من عند الله!! وهذا ما لا يقولون به! فتأمل أخي المحب!!!
والعجيب أنك قلت:
وأختم بالحديث الذي شغبت به على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخها وعلمائها ومفسريها، وهو ما رواه البخاري بسنده إلي:
الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا فُلَانًا فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوْ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
¥